مصادر غربية في إسرائيل: بغياب مقترحات مقنعة من نتنياهو ستعترف «الرباعية» بفلسطين

اليمين يعمل على حشد القوى وراء رئيس الوزراء حتى لا يقدم تنازلات

الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع والرئيس الفلسطيني محمود عباس يستعرضان حرس الشرف لدى وصول الاخير الى مطار قرطاج، أمس (أب)
TT

في أعقاب النشر الواسع، أمس، عن ضغوط غربية مكثفة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكي ينحو نحو عملية سلام جادة، والتحذير من أن دول اللجنة الرباعية الدولية تنوي الاعتراف بفلسطين دولة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في سبتمبر (أيلول) المقبل، في حال عدم استئناف المفاوضات، توجه الوزير يسرائيل كاتس، أحد المقربين جدا من نتنياهو، بالدعوة إلى القوى السياسية والإعلامية في إسرائيل أن تتحد وراء الحكومة وتقويها حتى تصمد في وجه هذه الضغوط.

وقال كاتس: إن نتنياهو يعد لخطاب مهم أمام مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) في واشنطن، نهاية مايو (أيار) المقبل، سيطرح فيه «مبادئ عملية السلام التي يتفق عليها غالبية الإسرائيليين»، لكن هذه المبادئ قد لا تعجب العالم «الذي يمارس الضغوط علينا لكي نقبل بإملاءات لا تناسب مصالح إسرائيل الأمنية»؛ لذلك دعا إلى مواجهة هذه الضغوط بوحدة صف حقيقية «تبقي على إسرائيل قوية في وجه العواصف».

لكن رئيس المجلس العام لحزب كديما المعارض، حاييم رامون، رد دعوة كاتس وقال، في تصريحات إذاعية: إن التوجه المبدئي لرئيس الحكومة، نتنياهو، ورفاقه هو توجه خاطئ «إنهم يحسبون أن العملية السلمية الجادة هي خدمة يقدمونها إلى الغرب مرغمين، وينسون أن السلام هو مصلحة إسرائيلية عليا، أمنيا واستراتيجيا واقتصاديا». وأضاف رامون: «أنا لا أفهم أصلا لماذا يسافر رئيس الوزراء إلى واشنطن لكي يطرح خطة سلام! إن الجهة الأهم في هذه الخطة هي الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، وكلاهما هنا وليس في واشنطن؛ لذلك عليه أن يعد مقترحات جدية فعلا وأن يطرحها هنا في إسرائيل قبل السفر وراء البحار إلى العاصمة الأميركية».

كان الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» قد أكد، أمس، ما نشرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية، أمس، من أن نتنياهو يتعرض لضغوط متزايدة لدفعه إلى تقديم خطة سياسية لتجديد المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية وأن هذه الضغوط ستزداد بشكل خاص بعد الأعياد، في سبيل إجباره على تضمين خطابه أمام الكونغرس مقترحات جادة تقنع الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

ونقلت «يديعوت أحرونوت»، على لسان مسؤول أوروبي موجود حاليا في إسرائيل، قوله: إن الغرب انتظر طويلا حتى تتحرك حكومة إسرائيل باتجاه عملية السلام، لكن الوقت يمضي والأخطار تزيد. وقد حان الوقت للقول: إن استمرار الجمود حتى سبتمبر المقبل سوف يقود دول الغرب إلى المبادرة لكسر الجمود بطريقة مختلفة، بينها الاعتراف العالمي الواسع في الأمم المتحدة بفلسطين دولة في حدود 1967 مع إجراء تعديلات حدودية طفيفة، بحيث تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لهذه الدولة.

وانتقد الدبلوماسي الغربي سياسة الولايات المتحدة، قائلا: «نحن توقعنا أن تبادر الإدارة الأميركية إلى عملية سلام مثابرة تقنع فيها الطرفين بالجلوس إلى الطاولة والتوصل إلى اتفاق سلام في سبتمبر المقبل، لكننا نرى تقاعسا أميركيا في هذا وشبه يأس من هذه العملية، وهذا لا يجوز». وذكر بأن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، كان قد وعد الكثيرين من قادة الدول الغربية والعربية، وبينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، بأن تكون هناك «دولة فلسطينية في سبتمبر 2011، خالية من الجنود الإسرائيليين». وقال إنه ولكي لا تهتز مصداقية الولايات المتحدة أمام العالم، يجب أن يحصل شيء كبير في هذا الاتجاه في سبتمبر، تكون الولايات المتحدة على رأسه.

من جهة ثانية، صمتت الحكومة الإسرائيلية إزاء هذا النشر، وبدلا من ذلك أصدرت بيانا تتباهى فيه بـ«محادثة حارة» بين الرئيس أوباما ورئيس الحكومة نتنياهو، بادر إليها الرئيس الأميركي بمناسبة حلول عيد الفصح العبري، الليلة قبل الماضية. وجاء في البيان أن أوباما هنأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بالعيد وأنهما «تناولا الجهود الهادفة إلى التقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط، واتفقا على استمرار التواصل الوثيق بينهما بشأن مجموعة القضايا التي تواجهها الولايات المتحدة وإسرائيل».

وفي واشنطن، أكد بيان صدر عن البيت الأبيض أن أوباما اتصل بنتنياهو ليهنئه بالفصح «وقد ناقش الرئيسان التعاون الأميركي - الإسرائيلي بشأن مكافحة الإرهاب، وأفضل الطرق للمضي قدما في الجهود الرامية إلى التقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط، والعنف الأخير بالقرب من قطاع غزة». واتفق المسؤولان على البقاء على اتصال وثيق بشأن مجموعة من القضايا التي تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل.