«مجاهدين خلق» لـ «الشرق الأوسط»: طلبنا من العراق تأجير أرض مخيم أشرف

قالت إنها حصلت على وثيقة سرية عن الهجوم العراقي على معسكرها شمال بغداد

TT

كشفت منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة لـ«الشرق الأوسط» عن أنها طلبت من العراق استئجار أرض مخيم أشرف الذي يقع إلى الشمال من بغداد ويقيم فيه نحو 3400 من عناصرها، قائلة إن الحكومة العراقية رفضت هذا العرض الذي جرى تقديمه عن طريق وسيط. وأضافت المنظمة التي تتخذ من العاصمة الفرنسية مقرا لها، أنها حصلت على وثيقة سرية جديد من طهران تتضمن خطة الهجوم الذي شنته القوات العراقية على المخيم قبل نحو أسبوع وراح ضحيته 34 من عناصرها الذين لم تتمكن من دفنهم حتى الآن، داعية العالم مساعدتها لمواراتهم الثرى.

وقالت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وتمثل «مجاهدين خلق» التيار الرئيسي فيها، إنها تمكنت من الحصول على وثيقة من داخل طهران تتضمن أوامر وتحركات صادرة يوم الثامن من الشهر الحالي من السلطات العراقية، لاقتحام مخيم أشرف.

وتم الكشف عن هذا المستند، أمس، في مؤتمر صحافي في العاصمة الفرنسية لمسؤول من المعارضة الإيرانية، فيما قالت المعارضة أيضا في اتصال من مخيم أشرف، إن القوات العراقية تمنع سكان المخيم من دفن جثامين العناصر التي سقطت في هجوم الثامن من أبريل (نيسان) الحالي. ولجأ آلاف المعارضين الإيرانيين للعراق، قبل أكثر من عقدين من الزمان، أيام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وذلك في أعقاب احتكار رجال الدين للحكم في إيران منذ عام 1979.

ويقع مخيم أشرف إلى الشمال من العاصمة العراقية. وقال المعارضون الإيرانيون الذين يتخذون منه ملجأ لهم، إنه مع تقليص القوات الأميركية لوجودها في العراق، ومع التقارب بين نظام الحكم في طهران والنظام في بغداد، خرجت مزاعم عراقية عن أن الأراضي التي يقع عليها مخيم أشرف تخص عائلات عراقية سلبت منها قبل عشرات السنين.

وأضاف مسؤول في المعارضة الإيرانية في مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي في باريس: «حين علمنا بأن القوات العراقية سوف تتخذ من هذه الذريعة حجة لاقتحام المخيم، عرضنا على الحكومة العراقية من خلال وسيط أن تستأجر الأرض التي يوجد عليها المعسكر من خلال الأمم المتحدة، وأن تتكفل المعارضة الإيرانية بسداد نفقات الإيجار طوال مدة وجودها في العراق، لكن الجانب العراقي لم يوافق».

ويقع المستند الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، في خمس صفحات ومعنون بـ«سري للغاية»، ويتضمن ما قال إنها عملية القوات العراقية للهجوم على «العدو»، أي سكان مخيم أشرف. ومن المعروف أن القوات الأميركية نزعت أسلحة سكان المخيم بعد دخولها العراق عام 2003، مقابل التعهد بحماتيهم، إضافة إلى أن سكان المخيم يعاملون من المجتمع الدولي باعتبارهم لاجئين وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة. وجاء في المستند الصادر من فرقة المشاة العراقية الخامسة: تقوم فق/ مش5 (الفرقة مشاة الخامسة) والقطاعات الملحقة بها في الساعة 12:00 (12 ظهرا) يوم 8/4/2011 بمسك قاطع المسؤولية في مخيم العراق الجديد بقوة، ومنع العدو من إحداث أي خرق في قطاعاتنا. وأضاف المستند الممهور بتوقيع العميد الركن قائد فرقة المشاة الخامسة ونائبه، والذي لم يتسن التأكد من صحته، التشديد على القوات العراقية الصادر لها أوامر باقتحام مخيم أشرف بعدم الانسحاب.

وقالت وصايا التنسيق في المستند: «أولا: يمنع الانسحاب من الوضع الحالي والدفاع عنه بكافة الوسائل. ثانيا: عدم السماح للساكنين من الدخول خلف القطاعات. ثالثا: إجراء التحكيمات والتحصينات للموضع. رابعا: التشديد على الواجبات والحيطة والحذر خلال المسك».

على صعيد متصل، قالت المعارضة الإيرانية، أمس، إنه بعد عشرة أيام من هجوم القوات العراقية على مخيم أشرف، لا تزال تمنع سكان المخيم من دفن جثامين قتلاها في مقبرة «مورفاريد» في المخيم، ودعت الأمم المتحدة والقوات الأميركية لضمان عمليات تشييع ودفن جثامين المخيم، كما دعت إلى ضرورة تعيين ممثل عن مجلس الأمن الدولي لإجراء التحقيق في الهجوم على المخيم. وقال بيان للمعارضة أمس: «لا تزال القوات المهاجمة موجودة في المخيم ضمن وحدات مدرعة وتواصل بكل إصرار إجراءاتها القمعية ضد السكان العزل». يشار إلى أن الحكومة العراقية كانت أعلنت قبل نحو أسبوع أنها شكلت لجنة تحقيق في ما سمته «أحداث الشغب» بمخيم أشرف، لكن المعارضة تقول إنها لا تثق في تحقيقات الحكومة العراقية.