قتلى «كثيرون» و15 ألف نازح إثر العنف الانتخابي في نيجيريا

الجيش ينتشر في الشمال بعد الاحتجاجات الرافضة لفوز الجنوبي جوناثان

TT

نزلت قوات الجيش النيجيري أمس إلى شوارع المدن الواقعة في شمال البلاد الذي تقطنه غالبية مسلمة، وبدأ عاملون في مجال الإغاثة في حصر عدد القتلى الذين سقطوا في حوادث شغب، بعد إعلان فوز الجنوبي غودلاك جوناثان في انتخابات الرئاسة التي جرت الأحد الماضي.

وقال الصليب الأحمر إن «كثيرين قتلوا» وأصيب مئات وشرد آلاف خلال الاحتجاجات التي عمت شمال البلاد ونظمها مؤيدو منافس جوناثان، الشمالي محمد بخاري الحاكم العسكري السابق، الذين اتهموا الحزب الحاكم بالتزوير ورفضوا نتائج الانتخابات. وأحرقت، خلال أعمال الشغب، كنائس ومنازل ومتاجر. وحسب الصليب الأحمر، فإن أعمال الشغب التي اندلعت في الشمال أدت إلى نزوح أكثر من 15 ألف شخص.

وقال عمال إغاثة إنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا بأعمال الشغب، وليس بوسعهم تحديد عدد القتلى، وإن كانت السلطات قد خففت حظر التجول الذي فرض على خمس ولايات للسماح ببعض الحركة. وقال موسى عبد الله من الصليب الأحمر «معظم وسط كانو يعود للهدوء لكننا لم نصل بعد إلى بعض المناطق». وغامر بعض السكان بالنزول إلى شوارع كانو، أكبر المدن من حيث عدد السكان في شمال نيجيريا، وأيضا مدينة كادونا. وفر سكان مسيحيون في المدينتين إلى ثكنات تابعة للجيش والشرطة طلبا للحماية. وكذلك، قال عمر عبد المريجي منسق الصليب الأحمر أمس: إن «الوضع بات هادئا نسبيا الآن لكن مظاهرات عنيفة جرت خلال الليل لا سيما في (ولايات) كادونا وكاتسينا وزمفرة».

وكشفت النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أول من أمس، عن حصول جوناثان على نحو 59 في المائة من الأصوات التي أدلى بها الناخبون يوم الأحد. كما كشفت حجم الانقسام الطائفي في نيجيريا التي يقطنها 150 مليون نسمة، حيث فاز بخاري، 68 عاما، في الشمال الذي تقطنه غالبية مسلمة، بينما فاز جوناثان، 53 عاما، في الجنوب الذي تقطنه غالبية مسيحية.

ووصف مراقبون الانتخابات بأنها أنزه انتخابات منذ عقود في أكبر دولة أفريقية سكانا. وانتقد دبلوماسيون ومحللون وأنصار الحزب الحاكم بخاري الجنرال السابق الذي يتمتع بالتأييد في شمال نيجيريا لعدم دعوته بشكل واضح إلى الهدوء وإدانة العنف الذي ارتكب باسمه.

ودعا جوناثان إلى الوحدة أول من أمس بعد حوادث شغب مميتة في معاقل المعارضة، التي يغلب المسلمون على سكانها، التي فجرها فوزه بانتخابات الرئاسة. وقال جوناثان في بيان بعد إعلان فوزه: «أدعو كل زعمائنا السياسيين، خصوصا الذين خاضوا الانتخابات إلى أن يناشدوا أنصارهم عدم القيام بمزيد من أعمال العنف من أجل استقرار هذا البلد العظيم وسلامته وتمتعه بالسلم». وأضاف «الطموح السياسي لأي فرد لا يستحق أن يراق له دم أي نيجيري».

وقالت الشرطة إن حوادث العنف دافعها سياسي وليس عرقيا أو دينيا. وبعد مرور 12 عاما على انتهاء الحكم العسكري أعلن الجيش أنه ملتزم التزاما كاملا بمساندة الحكومة والحكم الديمقراطي.