الثوار في مصراتة يطالبون بتدخل القوات الغربية لحمايتهم

رئيس وزراء ليبيا يجدد التزام بلاده بوقف إطلاق النار بالمدينة

ثوار ليبيون على متن شاحنة عسكرية في طريقهم إلى جبهة المواجهة في أجدابيا أمس (أ.ب)
TT

في تأكيد على تدهور الوضع بمدينة مصراتة الليبية، دعا مسؤول من الثوار الليبيين في المدينة أمس القوات الغربية رسميا إلى التدخل لحماية السكان المدنيين في هذه المدينة التي تحاصرها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي منذ أسابيع، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وقال نوري عبد الله عبد العاطي للصحافيين إن الثوار يطالبون بتدخل جنود بريطانيين وفرنسيين على أساس مبادئ «إنسانية». وأضاف: «إذا لم يأتوا سنموت».

وأوضح عبد العاطي أن لا اتصال للثوار في مصراتة بقوات التحالف الدولي وأن طلبهم هذا أرسلوه الأسبوع الماضي في رسالة إلى المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية التي تمثل الثوار ومقرها بنغازي، مشيرا إلى أنهم لم يحصلوا حتى الساعة على جواب.

وفي سياق ذلك، ذكرت باحثة في منظمة العفو الدولية في مصراتة أن القوات الموالية للقذافي قصفت المدينة المحاصرة من جديد أمس مما أسفر عن وقوع إصابات.

وقالت الباحثة دوناتيلا روفيرا، التي وصلت إلى مصراتة قبل أيام لـ«رويترز» هاتفيا: «إنهم يقصفون من مسافة قريبة المنطقة الواقعة على بعد يسير شمال غربي وسط المدينة. غادرت المستشفى للتو وهناك مصابون ينقلون إليه». وأضافت: «هذه المناطق في أيدي المعارضة في الوقت الحالي وتقصفها قوات القذافي».

وقال متحدث باسم المعارضة نقلا عن سجلات المستشفى إن مئات الأشخاص قتلوا في مصراتة. وتقول المعارضة إنها حققت تقدما ميدانيا في مصراتة رغم القصف. وذكرت جماعات إغاثة أن الوضع يتدهور في المدينة التي يقطنها 300 ألف شخص مع وجود نقص في الغذاء والدواء والسلع الأساسية الأخرى.

وقالت روفيرا: «ليست هناك كهرباء. البلدة تعتمد على مولدات الكهرباء. إمدادات المياه قطعت منذ أسابيع. عادوا لاستخدام الآبار القديمة».

إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة مساء أول من أمس أن القذافي وافق على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مصراتة. وتعتزم الأمم المتحدة إرسال فريق إلى مصراتة لتقييم الظروف الإنسانية وتحديد كيفية الوفاء بمعظم الحالات العاجلة.

وأكد رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي التزام بلاده بما جاء في محضر الاتفاق الذي وقعته ليبيا مع مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يوم الأحد الماضي، لتسهيل مهمتها في ما يتعلق بالجانب الإنساني.

وقال المحمودي، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية أمس إنه «لا شيء تغير بين ليلة وضحاها، والجانب الليبي التزم بما تضمنه محضر هذا الاتفاق بتسهيل عمليات توصيل المساعدات الإنسانية، لا سيما أمن وسلامة موظفي المكتب وسبيل وصولهم الحر». وأكد على ما جاء في الاتفاق بشأن تسهيل إنشاء وجود إنساني للأمم المتحدة في طرابلس للتواصل مع السلطات الليبية ومع المنظمات الإنسانية الأخرى، لتنسيق وصول المساعدات الإنسانية.

وأضاف أن «الاتفاق تضمن توفير الضمانات الأمنية الضرورية لوجود الأمم المتحدة الإنساني في البلاد بما في ذلك ضمان تأمين مكاتب ومحل إقامة الموظفين، وتسهيل توريد جميع المواد والمعدات الضرورية لدعم الوجود الإنساني للأمم المتحدة في ليبيا». وجدد التزام بلاده أيضا بإيقاف إطلاق النار في مصراتة وتمكين فريق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة وكذلك فرق اليونيسيف والصليب الأحمر من تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات التي تندرج في نطاق عملهم داخل هذه المناطق.

وأكد المضي قدما في عمليات ترحيل الأجانب الموجودين بمدينة مصراتة بشكل آمن وعودتهم إلى بلدانهم بكل الوسائل البحرية والبرية.

وفى محاولة لاحتواء غضب السكان المحليين من نقص الوقود، أعلنت الحكومة الليبية أمس أنها تعمل على ضمان وصول عدة شحنات من البنزين للوفاء بالطلب المحلي وأن مصفاتها بمدينة الزاوية غرب البلاد عادت للعمل بطاقتها الإنتاجية المعتادة.

وقال بشير القيلوشي، رئيس شركة البريقة للنفط، للتلفزيون الرسمي الليبي: «لاحظنا أن هناك بعض الطوابير في بعض المحطات. نريد أن نطمئن الناس بأن المخزون جيد». وتابع: «هناك مساع كبيرة جدا في عملية توفير مجموعة من شحنات متوالية وستصل الجماهيرية تباعا».

وأضاف أن هناك مساعي لضمان وجود شحنات كافية للوفاء بالطلب، معتبرا أن الغاز المسال أصبح متاحا في جميع المواقع وأن الوضع أصبح تحت السيطرة.

وفي مدينة الزاوية، قال متحدث باسم المعارضة في المدينة التي سيطرت عليها المعارضة عدة أسابيع عقب اندلاع الانتفاضة ضد القذافي، إن مقاتلي المعارضة يلجأون الآن إلى أساليب حرب العصابات بعد أن استعادت الحكومة السيطرة على المدينة.

وقال المعارض، الذي ذكر أن اسمه محمد في اتصال هاتفي: «تواصل مجموعات تضم كل منها ما بين 15 و20 مقاتلا نصب كمائن لقوات القذافي.. نجحنا في قتل عشرات منهم».

إلى ذلك، رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بلغراد أمس أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا أمر ملح، مؤكدا أن تفويض الأمم المتحدة قد انتهك.

وقال لافروف في ختام لقاء مع نظيره الصربي فوك يريميتش إن «الملح هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار»! معربا عن أسفه «لرفض المعارضة في ليبيا التفاوض بسبب مواقف بعض البلدان الغربية».

وشدد وزير الخارجية الروسي على القول إن «مجلس الأمن لم يحدد هدفا يقضي بتغيير النظام في ليبيا أو في بلد آخر، والذين يستخدمون قرار مجلس الأمن (المتعلق بليبيا) لبلوغ هذا الهدف العنفي بشكل مفتوح يخرقون تفويض الأمم المتحدة».