الرئيس اليمني متعهدا بالصمود: لن أقبل بالمؤامرات.. ومن يرد السلطة فليفز بها

اليمن يؤكد أن اجتماع أبوظبي لم يحقق اختراقا.. ومسؤول منشق يقترح منح صالح حصانة من أي ملاحقة قانونية

جنود من قوات الأمن اليمنية لدى اعتقالهم أحد المحتجين بسبب ندرة غاز المطابخ في مدينة تعز أمس (أ.ب)
TT

أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس أنه سيظل «صامدا ولن يقبل مؤامرات أو انقلابات»، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن صالح قوله أمام مجموعة من أنصاره أمس، إن «من يريدون السلطة أو الحصول على مقعد السلطة، عليهم أن يفوزوا به عن طريق صناديق الاقتراع، والتغيير والخروج من السلطة سيكون من خلال انتخابات تجرى في الإطار القانوني للدستور».

جاء تصعيد صالح بعد اجتماع غير مثمر بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والحكومة اليمنية في أبوظبي. وعقد وزراء الخارجية الخليجيون اجتماعا مع وفد حكومي يمني رفيع استمر حتى وقت متأخر ليل الثلاثاء - الأربعاء، وهو ثاني اجتماع للوساطة مع أطراف النزاع في اليمن بعد اجتماع الأحد في الرياض مع المعارضة. وانتهى الاجتماع دون تسجيل تقدم ملموس بخصوص الاتفاق على نقل السلطة في البلاد.

وأكد بيان صادر عن الاجتماع أنه «تم خلال الحوار تبادل وجهات النظر حول المبادرة الخليجية وكان الحوار بناء عكس رغبة الجانبين في التوصل إلى اتفاق يحقق تطلعات الشعب اليمني في حياة آمنة مستقرة كريمة». وذكر البيان أنه «تم التأكيد على بذل مزيد من الجهود لضمان الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الدولة اليمنية» دون أي تفاصيل إضافية.

إلا أن المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية أكد في تصريحات صحافية أن الاجتماع لم يحقق أي اختراق. وقال أحمد بن دغر للصحافيين: «نحن نتمسك بالدستور ولا نستطيع أن نتجاوز الدستور» في إشارة إلى تمسك صالح بولايته الشرعية وإصراره على أن يتم أي انتقال للسلطة في إطار الدستور، في حين تطالب المعارضة بتنحيه فورا بعد أن استمر حكمه 32 عاما. وكانت المعارضة اليمنية أكدت للوساطة الخليجية في الرياض الأحد الماضي أنها مصرة على مطلب تنحي الرئيس اليمني ومتمسكة بصيغة أولى للمبادرة الخليجية تنص على تنحي صالح وترفض صيغة ثانية تنص على نقل صلاحياته لنائبه دون الإشارة بوضوح إلى تنحيه.

وقال مسؤول بالحكومة اليمنية إن أحد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيزور صنعاء في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإعطاء الحكومة والمعارضة رأي مجلس التعاون في سبل تقدم عملية السلام في اليمن بهدف إنهاء الأزمة. وبدأت الدول الخليجية هذا الشهر في التوسط لحل الأزمة في اليمن بعد أن فشلت الوساطة الغربية في تحقيق تقدم. وحذر صالح الذي تنتهي ولايته في 2013 من اندلاع حرب أهلية ومن انقسام اليمن إذا أجبر على الرحيل.

يأتي ذلك، في حين أفادت مصادر طبية بارتفاع حصيلة قتلى المتظاهرين في صنعاء أول من أمس إلى خمسة قضوا جميعهم بالرصاص أثناء تفريق الشرطة مسيرة للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني، فضلا عن مقتل شخص في مدينة تعز جنوب صنعاء أول م نأمس أيضا. وإثر سقوط قتلى، دعت لجنة تنظيم المظاهرات إلى مسيرات احتجاج في أنحاء البلاد كافة.

وقال شهود أمس إن مسلحا على دراجة نارية فتح النار على مخيم احتجاج مناهض للحكومة اليمنية فجر أمس مما أسفر عن مقتل شخص. وأضاف الشهود أن المسلح توجه إلى طرف ميدان في بلدة الحديدة المطلة على البحر الأحمر وفتح النار على المحتجين أثناء صلاة الفجر. وكان القتيل يشارك في حراسة المحتجين. وقال عبد الحافظ محمد وهو أحد الحراس إن «الشبان كانوا يصلون الفجر وكان الحراس يتفقدون مشارف الميدان حين مرت دراجة نارية وفتحت النار عليهم».

وشهد اليمن تصاعدا للعنف على مدى الأسبوع الماضي حيث خرج المحتجون في مسيرات خارج مناطق احتجاجاتهم التقليدية في تحد لقوات الأمن وأشعلوا النار في إطارات سيارات في الشوارع مطالبين بنقل السلطة. في سياق متصل، قال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن مجموعة من جنود القوات البحرية قاموا بعملية تمرد فجر الأربعاء على قيادتهم بعد أن طلب منهم النزول لفض العصيان المدني. وأكد المصدر أن عددا من الجنود «رفضوا أوامر أصدرها قائد المدرسة البحرية العقيد ركن عبد الله سالم النخعي تقضي بإنزالهم إلى الشوارع صباح اليوم (أمس) بهدف تأمين عدد من الطرقات وفتحها في حال قام المحتجون بقطعها، وهو ما رفضه الجنود». وتطور الخلاف بين الجنود وقيادة المدرسة إلى استخدام الأسلحة النارية حيث دارت اشتباكات مسلحة داخل المدرسة، وفقا للمصدر ذاته.

إلى ذلك، قال رئيس حزب وسطي يمني جديد أمس إن اليمن ينبغي أن يمنح الرئيس صالح الحصانة من أي ملاحقة قانونية في إطار اتفاق انتقال للسلطة للتعجيل بإنهاء حالة الجمود السياسي في البلاد. ولكن محمد أبو لحوم الذي يقود كتلة العدالة التنمية التي تأسست هذا الأسبوع على أيدي أعضاء سابقين في الحزب الحاكم، قال إنه يؤيد إجراء تسوية وينبغي أن يحال الآخرون الذين ارتكبوا «أعمالا دموية» إلى العدالة. وأضاف أبو لحوم في مقابلة مع «رويترز» عبر الهاتف أنه إذا احتاج صالح «لأي نوع من الحصانة فلنعطه الحصانة التي يحتاجها. إعطاء الحصانة أفضل من إراقة الدماء في الشوارع». وتابع يقول: «كلما أسرع بالرحيل صار إعطاؤه الحصانة أسهل. وكلما طال بقاؤه زاد العنف الذي سنشهده.. أنا أؤيد الحصانة تماما إذا كان سيرحل فورا».