وزير خارجية ليبيا: طرابلس قد تجري انتخابات واستفتاء حتى على مستقبل القذافي

سيف الإسلام القذافي يتعهد بالنصر

ثوار ليبيون يمرون في سيارتهم أمس بجانب دبابة معطوبة خاصة بقوات العقيد القذافي في أجدابيا (أ.ب)
TT

بينما أعلن التلفزيون الحكومي الليبي أن قوات الناتو قصفت أمس «أهدافا مدنية وعسكرية» في منطقة «بير الغنام» جنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس، تعهد المهندس سيف الإسلام القذافي بتحقيق النصر ضد المتمردين على نظام أبيه.

وكرر نجل القذافي، في لقاء مع مجموعة من الشباب بقناة «الليبية» الفضائية، تعهداته بشأن إجراء إصلاحات سياسية، وكتابة دستور جديد للبلاد، كما اتهم مسؤولي المجلس الانتقالي، الذين قال إنه يعرفهم، بأنهم يقودون الشعب الليبي لما وصفه بـ«مؤامرة خطيرة لتقسيم ليبيا». وقال سيف الإسلام «هؤلاء وأسرهم موجودون في لندن والقاهرة والإسكندرية، ويحصلون على المال، لكنهم مليونيرات، ثم يأمرون الشباب بالقتال ضد القوات الحكومية».

وجاءت تصريحات سيف الإسلام قبل ساعات من إعلان وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي أن الحكومة الليبية قد تجري انتخابات واستفتاء حتى على مستقبل القذافي إذا أوقف الحلف غاراته. وقال العبيدي في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) «نتحدث ربما عن فترة انتقالية لمدة ستة أشهر تعقبها انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة».

ولمح العبيدي إلى أن مستقبل القذافي يمكن أن يطرح قيد البحث بعد التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، مؤكدا على أن الحكومة الليبية جادة في التوصل إلى هذا الاتفاق بإشراف مراقبين دوليين. كما انتقد العبيدي قرار بريطانيا إيفاد مستشارين عسكريين لمساعدة الثوار، معتبرا أن ذلك «سيقوض فرص إحلال السلام ويؤدي إلى إطالة أمد القتال الدائر في البلاد».

إلى ذلك، كشفت مصادر المجلس الوطني الانتقالي ما وصفته بتعقيدات فنية تحيط بإمكانية تنفيذ حلف شمال الأطلسي (الناتو) لعملية عسكرية برية في ليبيا لإنهاء نظام القذافي. وأوضحت المصادر التي طلبت عدم تعريفها أن التفكير في استخدام قوات غربية لمساندة الثوار على الأرض وارد، شريطة إعادة اللجوء إلى مجلس الأمن لإدخال تعديلات على مهمة قوات الناتو، بما يسمح بوجودها عسكريا إلى جانب الثوار في المعارك المحتدمة ضد قوات القذافي على أكثر من جبهة.

وقالت المصادر إنه يتعين أن يجيز مجلس الأمن أولا هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن الأمر يتطلب أيضا تمرير قرار يتعلق بهذا الخصوص من الجامعة العربية باعتبارها المظلة التي سمحت ببدء العمليات العسكرية ضد نظام القذافي لمنع قواته من استهداف المدنيين العزل في مختلف المدن الليبية.

وكشفت النقاب أيضا عن أن لدى المجلس الوطني الانتقالي معلومات عن احتمال استخدام الصين وروسيا الاتحادية لحق النقض (الفيتو) لعرقلة تعديل مهمة قوات وطائرات حلف الناتو في ليبيا.

ورأت المصادر أن الموقف العربي الراهن لن يسمح في الغالب بتمرير هذا القرار، على اعتبار أن هناك دولا عربية مثل سورية واليمن والجزائر سترفضه بحكم طبيعة علاقتها الوثيقة مع النظام الليبي، وحتى لا يستخدم كسابقة تسمح لاحقا بالتدخل العسكري في هذه الدول التي تعاني أيضا من مشكلات داخلية قريبة الشبه إلى حد ما مع ما يجرى في ليبيا.

وأكدت أن عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية الذي يستعد لترك منصبه وخوض الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، لا يبدو متحمسا للسماح بإرسال قوات عسكرية غربية إلى داخل ليبيا لمواجهة قوات القذافي.

ولفتت إلى أن البديل هو الاستعانة بخبراء ومستشارين عسكريين لتعزيز قدرات جيش ليبيا الحرة الذي يضم خليطا من العسكريين المنشقين على جيش ونظام القذافي، ومدنيين مسلحين حديثي العهد باستخدام السلاح والقتال.

واعتبرت أن استمرار طائرات حلف الناتو في قصف المواقع العسكرية التابعة للقذافي لم يعد كافيا في هذه المرحلة، بالنظر إلى ما وصفته بإصرار القذافي على استهداف المدنيين ومحاصرتهم في أكثر من مدينة ليبية خاصة في أجدابيا ومصراتة والزاوية.

وشددت المصادر على أنه ما لم تتم إعادة النظر في طبيعة مهمة قوات الناتو في ليبيا، فإن الأمل يبقى محدودا في إمكانية إسقاط نظام القذافي وإجباره على الرحيل، ووضع نهاية لما وصفته بممارساته الإجرامية تجاه الشعب الليبي.

من جهته، أعلن الشيخ إبراهيم يوسف خليفة، عضو المجلس الانتقالي، أن الاستعانة بقوات غربية على الأرض في مواجهة قوات القذافي محل خلافات وتباين في وجهات النظر بين الثوار. وأكد خليفة في تصريحات من مصراتة، أن «هناك مخاوف كثيرة تتعلق بوجود قوات غربية، نحن نرفض هذه القوات، إذا حصلنا على المساعدات والأسلحة بإمكاننا أن نتكفل بقوات القذافي».

ودعا خليفة طائرات حلف الناتو إلى القيام بواجبها في حماية المدنيين ومنع قوات القذافي من استهدافهم، وفقا لما ورد في قرار تفويض مهمتهم الصادر عن مجلس الأمن.