المعارضة الليبية تتحدث عن قتال في مصراتة وهدوء في الميناء

اشتباكات في الشارع الرئيسي بين قوات القذافي والثوار

TT

قالت المعارضة المسلحة في ليبيا إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات حكومية للسيطرة على شارع رئيسي في مدينة مصراتة المحاصرة أمس بعد أن قتل ثمانية في اليوم السابق، أغلبهم مدنيون، حسب وكالة «رويترز».

ومصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية وآخر معقل رئيسي للمعارضين في غرب البلاد، ومحاصرة منذ أكثر من سبعة أسابيع. ويعتقد أن المئات قتلوا في المدينة حيث تقول هيئات إغاثة إن الوضع الإنساني يتدهور مع نقص الغذاء والإمدادات الطبية.

وتقول المعارضة إن قوات موالية للعقيد معمر القذافي قصفت المدينة بشدة على مدى الأسبوع الماضي، لكن الوضع بدا هادئا صباح أمس.

وبينما تنفي الحكومة مهاجمة المدنيين في مصراتة، قال عبد السلام، وهو متحدث باسم المعارضة، لـ«رويترز» في مكالمة هاتفية إن عدد «شهداء» أول من أمس بلغ ثمانية، أغلبهم من المدنيين. وأضاف أن أكثر من 20 شخصا أصيبوا، وأن القناصة ما زالوا يمثلون الخطر الرئيسي على المدنيين والمقاتلين.

وكان متحدث آخر باسم المقاتلين قال في وقت سابق إن قوات موالية للقذافي قصفت عدة مناطق في المدينة الساحلية أول من أمس، لكن لا تتعرض المدينة للقصف الآن.

وقال المتحدث الذي عرف نفسه باسمه الأول رضا، لـ«رويترز» في اتصال هاتفي: «هناك قتال ما زال مستمرا في شارع طرابلس»، مشيرا إلى الشارع الرئيسي الذي يصل إلى وسط الضواحي الجنوبية في مصراتة. وأضاف أن المعارضين «يسيطرون الآن على نصف الشارع والنصف الآخر يسيطر عليه جنود القذافي وقناصته».

ولم يتسنَّ التحقق من جهة مستقلة من مزاعم المعارضين بأنهم حققوا مكاسب على الأرض في الأيام القليلة الماضية على الرغم من تعرضهم أحيانا لقصف مكثف من القوات الحكومية.

وقال رضا إن المنطقة القريبة من الميناء، وهي منطقة يسيطر عليها المعارضون وتمثل شريان حياة للمدنيين المحاصرين ولإمدادات الغذاء والدواء المطلوبة بشدة، تتسم بالهدوء كذلك، والسفن قادرة على الرسو.

وتابع: «وصلت سفينة تركية تحمل مساعدات إنسانية إلى هناك منذ نحو 30 دقيقة، ووصلت سفينتان قطريتان أول من أمس ونقلتا نحو 1500 عامل أفريقي»، في إشارة إلى العمال المهاجرين الذي يحاولون الفرار من مصراتة.

وقالت منظمة الهجرة الدولية إنه كان مقررا أن تصل سفينة تحمل مساعدات إنسانية إلى ميناء مصراتة أمس بهدف إجلاء المزيد من المهاجرين المحاصرين في القتال، والذين يقدر عددهم في منطقة الميناء بنحو خمسة آلاف.

وقال جيريمي هاسلام من المنظمة في بيان: «لا نعلم ما إذا كنا سنتمكن من الوصول إليهم. إذا لم يكونوا قريبين من الميناء فسيكون من الصعب للغاية الوصول إليهم نظرا للظروف الأمنية في المدينة».

وذكرت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها، والتي قالت إنها أجلت 2100 شخص من مصراتة في بعثتين مماثلتين سابقتين، أن السفينة «ايونيان سبيريت» تحمل 500 طن من الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من مواد الإغاثة إلى جانب فريق من 13 طبيبا.

وفي سياق ذلك، وصلت سفينة تحمل العلم اليوناني أمس إلى ميناء بنغازي معقل الثوار الليبيين وعلى متنها 1100 من الفارين من مدينة مصراتة التي تشهد قتالا عنيفا. وأغلب هؤلاء الفارين من مصراتة هم عمال ينحدرون من نيجيريا وغانا ودول أفريقية أخرى. وقال أردني كان يعمل في مصنع رخام في مصراتة إن الوضع هناك «مفزع، ومن الصعب أن تعثر على ماء نظيف، كما أن الصواريخ والقذائف تسقط باستمرار على المدينة».

ونقل المواطنون العرب الذين كانت تقلهم السفينة اليونانية إلى مصر على متن حافلات، حيث ينتظر عودتهم من مصر إلى أوطانهم بينما نقل الأفارقة إلى معسكر لاجئين أقامه الثوار خارج مدينة بنغازي.

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة أمس إن استخدام الحكومة الليبية، الذي أشارت إليه تقارير، لذخائر عنقودية وأسلحة ثقيلة في مصراتة تسبب في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، وربما يرقى إلى جرائم حرب وفقا للقانون الدولي.