واشنطن تعلن أن لا خطط لديها لنشر قوات برية في ليبيا.. ولا تزال تنظر في تسليح الثوار

أوباما يعتزم تقديم 25 مليون دولار مساعدة للثوار >إيطاليا ترسل 10 خبراء عسكريين إلى بنغازي

TT

بينما قال المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، إن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لنشر قوات برية في ليبيا، ولكنها تؤيد قرار حلفائها بإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة الثوار الليبيين، قال مسؤول أميركي مساء أول من أمس إن بلاده لا تزال تحتفظ بإمكانية تسليح الثوار في ليبيا الذين يتعرضون لهجوم مكثف من جانب القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر «فيما يتعلق بتسليح الثوار، لم يتم استبعاد ذلك الخيار من الطاولة. لا تزال جميع الخيارات مطروحة».

وكانت واشنطن قالت على مدار أسابيع إن مسألة إمداد المحتجين بالأسلحة لم تحسم بعد.

وفي معرض رده على تساؤلات من جانب صحافيين حول ما تفعله الولايات المتحدة لمساعدة الثوار، أشار تونر إلى اتفاق دولي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بهدف وضع آليات مالية لتوصيل تعزيزات مالية إليهم.

وأكد تونر مجددا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يرسل قوات أميركية برية إلى ليبيا، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه بريطانيا بإرسال ضباط عسكريين إلى بنغازي لتدريب وإرشاد الثوار.

وقال «كان الرئيس (أوباما) واضحا منذ بداية هذه العملية بأن الولايات المتحدة لن تنشر قوات في ليبيا».

وفي غضون ذلك، يعتزم الرئيس أوباما تقديم مساعدة عاجلة للثوار الليبيين بمبلغ 25 مليون دولار، كما قال دبلوماسي أميركي بارز في رسالة إلى أعضاء في الكونغرس الأميركي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها. وتظهر الرسالة التي بعثها نائب وكيل وزارة الخارجية للشؤون التشريعية، جوزيف ماكمانص إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، الجمعة، أن واشنطن تعزز مساعداتها لقوات المعارضة الليبية.

وكتب ماكمانص في الرسالة «أود إبلاغكم أن الرئيس يعتزم ممارسة سلطاته بسحب سلع وخدمات تصل قيمتها إلى 25 مليون دولار من موارد أي جهاز في الحكومة الأميركية».

وأضاف أن «الخطوة التي اقترحها الرئيس ستوفر المساعدة الضرورية جدا، والتي لا تشمل الأسلحة لدعم الجهود لحماية المدنيين والمناطق التي يسكنها المدنيون والمعرضة لهجمات في ليبيا».

وجاء في مذكرة مرفقة بالرسالة أن المساعدات يمكن أن تشتمل على عربات وشاحنات وقود وعربات إسعاف ومعدات طبية وسترات واقية ومناظير وأجهزة لاسلكية.

إلى ذلك، اعتبر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقابلة نشرت أول من أمس، أن بإمكان الحلف الأطلسي أن يقوم بمهمته في ليبيا بدون الولايات المتحدة، معتبرا أن واشنطن ستكون مفيدة أكثر في مسارح عمليات أخرى مثل باكستان أو مصر.

وقال بايدن في مقابلة مع صحيفة «الفايننشال تايمز» إن الحلف الأطلسي بإمكانه أن يقوم بالعمليات في ليبيا حتى «ولو انتزع الله العظيم الولايات المتحدة من الحلف الأطلسي ووضعنا على كوكب المريخ بشكل لا يمكننا معه المشاركة» في العمليات العسكرية.

وأضاف «سيكون من السخافة القول إن الحلف الأطلسي وباقي العالم لا يملكون الموارد الكافية للاهتمام بليبيا. الأمر ليس كذلك»، مضيفا أن «دولا أخرى تنقصها الرغبة ولكن المسألة ليست مسألة موارد».

وأشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة ستقرر ما إذا كان يجب أن تتركز مواردها «في إيران ومصر وكوريا الشمالية وأفغانستان وباكستان» أو ما إذا كان يجب أن تقوم بالمزيد في ليبيا. وأوضح «لا يمكننا أن نقوم بكل شيء».

وفي روما، أعلن وزير الدفاع الإيطالي إجنازيو لا روسا، أمس، أن بلاده سترسل 10 خبراء عسكريين لتدريب الثوار في ليبيا، في خطوة مشابهة لخطوات اتخذتها بريطانيا وفرنسا، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وذكر لا روسا أن القرار اتخذ في أعقاب مناقشة بين رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون.

وقال لا روسا إن «إيطاليا وبريطانيا تدركان جيدا أن الثوار يحتاجون للتدريب، فهم شباب يرغبون في القتال من أجل قضيتهم، لكنهم يفتقرون إلى المهارات الكافية».

وأضاف وزير الدفاع الإيطالي أن المدربين العسكريين سيتم نشرهم «حيثما تتوفر ظروف آمنة»، دون الإدلاء بمزيد من المعلومات.

وأردف قائلا «سنزودهم بخبرتنا، مما سيسمح لهم بمواجهة جيش (الزعيم الليبي معمر القذافي) وهو جيش محترف».

وقال لا روسا في كلمة أمام رابطة الصحافة الأجنبية في روما، إن القذافي لن يترك السلطة إلا إذا أجبر على ذلك. وأضاف أن الأسلحة المتاحة لقوات القذافي أكثر تطورا من أسلحة المعارضة.

يذكر أن إيطاليا تشارك في العملية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1973، والذي اتخذ لمواجهة هجمات يعتقد أن قوات القذافي تشنها ضد المدنيين.