الليبراليون واليساريون يبدأون تحركات لتشكيل قائمة ديمقراطية

تزايد مطالب القوى السياسية المطالبة بنظام «القائمة النسبية» في الانتخابات البرلمانية

سيدات مصريات في إحدى أسواق القاهرة مع بدء عودة الحياة اليومية إلى طبيعتها (أ.ب)
TT

تصاعدت حدة مطالب الأحزاب والقوى السياسية بإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بالقائمة النسبية غير المشروطة، وعبرت الأحزاب الليبرالية واليسارية القديمة والجديدة عن قلقها من أن يحصد التيار الإسلامي وأحزابه الأغلبية في انتخابات البرلمان المقبلة بما يمكنه من تشكيل الحكومة، في حال خوض الانتخابات بالنظام الفردي الحالي. وكشف عبد الغفار شكر، القيادي اليساري ووكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عن سعيهم في اليسار والقوى الليبرالية لتشكيل قائمة موحدة في مواجهة «الإخوان» والتيار الإسلامي الذي بدأ يتصاعد كما زاد عدد الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية.

وجاءت هذه التحركات بعد ساعات من إعلان طارق يس الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية، تأسيس حزب لغالبية الصوفية «صوت الحرية» وتأكيده المنافسة في الانتخابات المقبلة. ويقول طارق الرفاعي إن عدد أعضاء الطريقة الرفاعية في مصر ستة ملايين شخص، فيما أعلن علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية بالصوفية المشاركة في حزب «التحرير المصري»، بينما من المقرر أن تحكم محكمة الأحزاب الشهر المقبل لصالح تأسيس حزب «العدالة والتنمية» الذي يؤسسه خالد الزعفراني، ذو التوجه الإسلامي، وكذا أعلن الدكتور إبراهيم الزعفراني، القيادي المستقيل قبل أسابيع من جماعة الإخوان المسلمين تأسيسه حزب «النهضة»، خلافا لحزب الوسط القائم وحزب «الحرية والعدالة» للإخوان المسلمين المزمع تأسيسه بعد أسابيع.

وأكد شكر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الأحزاب وحجم تحركها وتأثيرها في الشارع، وخاصة جماعة «الإخوان» ينبئ عن سيطرة الإسلاميين على البرلمان المقبل في حال إجراء الانتخابات بالنظام الفردي، مضيفا أن جميع الأحزاب القديمة والحديثة لديها تحد واضح وإصرار على عدم خوض الانتخابات في حال إجرائها بالنظام الفردي، موضحا أن الانتخابات المقبلة في حال إجرائها بالقائمة النسبية غير المشروطة ستكون شهادة ميلاد جديدة للأحزاب والتعددية السياسية.

وأكد هذه المخاوف الدكتور عمرو هاشم ربيع، مدير وحدة دراسات بمركز الأهرام، قائلا إن «التيار الإسلامي مؤهل لحصد الأغلبية النسبية في الانتخابات المقبلة ومخاوف القوى الأخرى لا بد من بلورتها في تحرك جاد لإقرار نظام القائمة النسبية غبر المشروطة». وبدأ حزب الوفد حملة جديدة للمطالبة بتطبيق نظام القائمة النسبية، وأكد الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب في لقاء مع أعضاء الحزب، أنه في حال رفض المجلس العسكري إجراء الانتخابات بنظام القائمة النسبية ستتم مقاطعة الانتخابات المقبلة.

فيما أكد الدكتور محمد حبيب، النائب الأول السابق للمرشد العام لـ«الإخوان»، أن الإسلاميين لن يستطيعوا الحصول على الأغلبية في البرلمان المقبل حتى لو تمت بالنظام الفردي، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تيارا كبيرا من المصريين المستقلين لا يلتفت إليهم أحد وأن هؤلاء لن يذهبوا إلى الأحزاب الإسلامية. وأشار إلى أن عدد الناخبين في مصر سيزيد إلى 48 مليون ناخب في الانتخابات المقبلة غالبيتهم من الشباب غير المنضمين للأحزاب، معتبرا أن التخويف من سيطرة الإسلاميين أزمة مفتعلة وأن أي قوى ستأخذ حجمها الطبيعي في الفترة المقبلة بناء على التركيبة الجديدة للخريطة السياسية، خاصة الشباب الذين سيكون لهم دور أكبر في حسم أي نتيجة. وكانت اللجنة الوزارية التشريعية ذكرت مؤخرا برئاسة الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس مجلس الوزراء، التوصية بدراسة النظام الانتخابي.

ومن جانبها واصلت جماعة «الإخوان» التحركات لتشكيل قائمة موحدة للانتخابات المقبلة. وفي مؤتمر للجماعة هو الأول بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بحكم الرئيس المصري حسني مبارك، أكد الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة مساء أول من أمس في محافظة البحيرة (180 كلم غرب القاهرة) أن مجلس شورى الجماعة لم يحسم بعد نسبة المشاركة في انتخابات مجلسي الشعب والشورى المقبلة، مشيرا إلى أن الجماعة ملتزمة بمبدأ المشاركة لا المغالبة، وحول القائمة الوطنية الموحدة التي طرحتها الجماعة، قال في المؤتمر «الإخوان ما طرحوا هذه الفكرة وهذا المشروع إلا بصدق القول دون أي مناورة سياسية، وإن إسلامنا يعلمنا أن السياسة في دين الله قيم وأخلاق ووفاء بالعهد».

ومن المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية في سبتمبر (أيلول) المقبل بغرفتيها الشعب والشورى في ذات التوقيت، وذلك بعد عدة تعديلات في قوانين مباشرة الحقوق السياسية والانتخابية، وذلك بعد تعديل قانون الأحزاب بما يسمح بتشكيل الأحزاب بمجرد الإخطار، حيث أعلن عدد كبير من الشخصيات العامة عن تحركهم لتأسيس أحزاب، وفي مقدمتهم نجيب ساويرس رجل الأعمال القبطي المشهور والذي بدأ حزبه «المصريون الأحرار» في التحرك الجاد في الشارع باستقطاب عدد كبير من رموز المجتمع والشخصيات العامة.

من جانبه، ذكر أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، أنه يسعي وعدد من القوى الوطنية لتشكيل قائمة ائتلافية موحدة في الانتخابات المقبلة بعيدا عن الآيديولوجيات لمنع أي فصيل أو تيار للسيطرة والأغلبية في الظروف الحالية، قائلا في تصريحات خاصة: «نحن منفتحون على جميع القوى والتيارات من دون استثناء وهدفنا مصلحة الوطن ونعمل مع الجميع بلا إقصاء ونعمل على قائمة وطنية ولا نريد أغلبية لأحد». وأضاف أن التحرك في الشارع وكسب أرض جديدة والسعي للحصول على أكبر دعم من الجماهير، هو الفيصل في الفترة المقبلة.