الفتنة الطائفية تضرب محافظات مصر.. وشكوك حول الإخوان والسلفيين

تجددت في المنيا وتواصل صعودها في قنا والإسكندرية وسقوط قتلى وجرحى

TT

ضربت الفتنة الطائفية أول من أمس قرية أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا بصعيد مصر، بسبب 3 مطبات اصطناعية أنشأها أمام منزله محام مسيحي يدعى علاء رضا رشيدي، عضو سابق عن الحزب الوطني المنحل. طالب الأهالي بإزالتها، إلا أنه لم يستجب فقاموا بإزالتها بأنفسهم، مما صعد الأحداث بين الطرفين. وانقلبت الأمور بعدها إلى مصادمات طائفية بين المسلمين والأقباط بالقرية، ولقي شخصان مسلمان مصرعيهما هما: علي عبد القادر (48 عاما) وعلي أبو زيد (28 عاما)، جراء أعيرة نارية أطلقتها عائلة المحامي، فيما أصيب 5 آخرون من الطرفين بإصابات متفرقة ما بين كسور وأعيرة نارية وكدمات بسيطة. وعقب تشييع جنازة القتيلين قام عدد من أهالي القرية المسلمين بقطع طريق مصر أسوان السريع وبدأوا في إطلاق كثيف للنيران وحرق 6 منازل قبطية، وعدد من السيارات وتدمير عدد من المحلات القبطية، مما استدعى التدخل الفوري لقوات الأمن والجيش اللذين قاما بفرض حصار أمنى حول القرية، وتم إعلان حظر التجوال بالقرية لمنع تجدد المصادمات مرة أخرى، وتم القبض على 10 أشخاص من الطرفين بحوزتهم أسلحة وأعيرة نارية وأسلحة بيضاء، وقد أدى القبض على عدد من المتهمين إلى هدوء نسبي في القرية وتهيئة أجواء للحوار لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها.

وشهدت محافظة المنيا في السنوات الأخيرة عددا من الأحداث الطائفية أكثرها حدة الأحداث التي وقعت بسبب ما تردد عن إسلام كاميليا شحاتة زوجة أحد القساوسة.

وفي محافظة قنا تصاعدت حدة الاحتجاجات الرافضة لتعيين محافظ مسيحي لها لليوم الخامس على التوالي؛ حيث أعلن المحتجون استمرار حالة العصيان المدني وزادوا حصارهم لمداخل ومخارج الطرق السريعة ومنعوا مرور أية سيارات على طريق أسوان - القاهرة وطريق قنا - البحر الأحمر، واستمرت حركة توقف القطارات، كما تجمع المتظاهرون بالآلاف أمام مبنى المحافظة مهددين بتعيين محافظ من جانبهم، وسط جهود يبذلها كل من الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان، والشيخ صفوت حجازي، والبرلماني السابق رئيس تحرير جريدة الأسبوع مصطفى بكري وذلك لمحاولة حل الأزمة.

ومن جانبه، أعرب المفكر الإسلامي، الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور محمد سليم العوا عن رفضه التام لأحداث محافظة قنا، مؤكدا «عدم جواز مهاجمة المحافظ الجديد قبل أن يحكم ويتولى مهام منصبه لمجرد أنه قبطي».

واستنكر مثقفو وأدباء قنا ما سموه بالتعتيم الإعلامي ونشر تقارير كاذبة وملفقة لأحداث خطيرة ومروعة تحدث في محافظتهم.

وندد الأدباء في بيان لهم بموقف جماعة الإخوان المسلمين. وقالوا: «لقد قاد الإخوان المظاهرات مع السلفيين والآن تركوا الساحة وانسحبوا بعد إن أشعلوا الموقف تاركين الأمر للسلفيين والبلطجية وبعض أعضاء الحزب الوطني السابق».

وعلى الصعيد الرسمي، أكد الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامي للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أن محافظ قنا عماد ميخائيل لم يقدم استقالته، وأن الحكومة لن تجري أي حوارات مع المعتصمين إلا بعد عودة الهدوء إلى قنا.

وفي محافظة الإسكندرية بالوجه البحري شهدت الشوارع المقابلة لمقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بمنطقة سيدي جابر شرق المدينة اشتباكات بالأيدي ومشادات لفظية بين عدة آلاف من القوى السياسة، احتجوا على تعيين الدكتور عصام سالم رئيس جامعة الإسكندرية السابق محافظا للمدينة، ووصفوه بأنه كان تابعا للنظام السابق.

وكادت المظاهرة تتحول إلى معركة حقيقية بعد أن قام الحزب الشيوعي المصري (تحت التأسيس) برفع لافتات تحمل اسمه، مما أثار حفيظة عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فقاموا بمنعهم من ذلك الأمر الذي رفضه الشيوعيون وقاموا بالاشتباك مع الإخوان فيما تدخلت عناصر من الأحزاب الليبرالية وغيرها من القوى السياسية الحاضرة لفض الاشتباك. ومن جانبه، قال أحمد عبد الوهاب، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف الثورة بالإسكندرية، إن ما يقوم به أفراد من جماعة الإخوان يسيء لهم حيث ينهجون نفس نهج الحزب الوطني في إقصاء الآخرين وفرض سيطرتهم ورأيهم، وهو ما سوف يعرض الجماعة لأن تنال ذات مصير هذا الحزب.

وفي المقابل قال محمود جابر، القيادي الإخواني، إن ما حدث لا يتعدى كونه مجرد سوء فهم بين القوى السياسية، مشيرا إلى أن «الإخوان لا يضيرهم رفع أي فصيل لافتاته».