البنتاغون يخفف ظروف حبس المتهم بتسريب وثائق «ويكيليكس»

نفى نقله الجندي برادلي من سجن انفرادي تحت عامل الضغوط الدولية

TT

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عزمها نقل الجندي برادلي مانينغ المتهم بتسريب معلومات سرية إلى موقع «ويكيليكس»، من سجن في قاعدة تابعة لقوات المارينز إلى قاعد عسكرية في فورت ليفنوورث بولاية كنساس.

ورغم أن البنتاغون لم يقدم شروحات حول الفرق بين المكانين، فإن مراقبين في واشنطن أشاروا إلى أن مانينغ كان محتجزا في زنزانة في قاعدة كوانتيكو (ولاية فرجينيا) التابعة لقوات المارينز المتشددة، وأن قاعدة ولاية تكساس التابعة للجيش (في ولاية كنساس) تعتبر أقل تشددا. ولم يحدد البنتاغون ميعاد النقل، لكن جي جونسون، المستشار في البنتاغون، قال إن ذلك سيحدث «قريبا». وقد أمضى مانينغ الأشهر التسعة الأخيرة قيد الاحتجاز.

بدوره، قال جو ويستفال، نائب وزير الدفاع لشؤون الجيش: «كنا نريد فقط البحث على مكان له، حيث يمكن أن تكون سلامته، ورعايته، وحبسه، قبل المحاكمة، أفضل». وأضاف أنه «جندي لدينا. ونحن شعرنا أننا يمكن أن نقدم له ذلك». ولدى سؤاله عما إذا كانت الانتقادات الدولية، وخاصة الصادرة من الأمم المتحدة، سببا في نقل مانينغ، قال المستشار جونسون: «نحن لا نزال راضين عن الحبس الاحتياطي الخاص. كان امتثالا للمعايير القانونية والتنظيمية في جميع النواحي». لكنه أضاف: «لأن هذا الموضوع نوقش في الصحف، فقد أردنا نحن أيضا أن نلقي نظرة على الموضوع». وقد صدر القرار بعد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى بدأت قبل عدة أسابيع.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أنه، في الأسابيع الأخيرة، بلغت الانتقادات الموجهة لظروف حبس مانينغ، مستويات جديدة. فقد أعربت منظمة العفو الدولية، كما مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب، وأعضاء في البرلمان البريطاني، كلهم عن قلقهم، خاصة أن التقارير أفادت بأن مانينغ يحتجز وحيدا في زنزانة صغيرة جدا، ولا يخرج إلا ساعة كل يوم.

وبينما رحب أميركيون مهتمون بحقوق الإنسان بتخفيف ظروف حبس مانينغ، فإنهم رفضوا إيقاف الاحتجاجات. وقال بين باري، من قادة شبكة للدفاع عن مانينغ: «ليفنوورث (في ولاية كنساس) كانت يجب أن تكون بداية الاعتقال. الرجل يعمل مع الجيش، وهذه قاعدة للجيش. كوانتيكو (في ولاية فرجينيا، والتابعة لقوات المارينز) هي المكان الذي يرسل إليه الشخص للضغط عليه حتى يستسلم».

وكان بيري قاد مؤخرا مظاهرات خارج كوانتيكو احتجاجا على سوء معاملة مانينغ. وقال: «أعتقد أن كل ضغط يأتي بثماره. بالطبع هو ليس حرا، لكن هذا النقل يمثل تحسنا». وأشار مراقبون إلى أخبار أفادت بأن مانينغ كان معتقلا تحت حراسة مشددة جدا. وقال مسؤولون عسكريون إن الهدف هو منعه من إيذاء نفسه، إذ كان ينام ليلا على صندوق ومن دون بطانية أو وسادة. وكان يؤمر بخلع ملابسه عندما يعلن قائد السجن أنه سيكون خطرا على نفسه.