مصر تعيد كتابة تاريخها في مقررات التعليم

حذف اسم سوزان مبارك وإضافة سيرة الفريق الشاذلي

TT

بعد أيام قليلة من خضوع زوجها الرئيس المصري السابق حسني مبارك للتحقيق وحبسه احتياطيا 15 يوما.. أصدرت اللجنة المشكلة من جانب وزارة التربية والتعليم، لتنقيح كتابي التاريخ للصفين السادس الابتدائي والثالث الإعدادي، قرارا بحذف الموضوعات المتعلقة بسوزان مبارك ورفع صورها، والجزئية الخاصة بالحزب الوطني (المنحل) بقرار المحكمة الإدارية من المقررات الدراسية.

كما أوصت بإضافة شخصيتي الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، واللواء أركان حرب محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر، إلى مناهج التاريخ بداية من العام الدراسي المقبل.

وشغلت سوزان مبارك جانبا كبيرا من المناهج الدراسية المصرية في العهد السابق، حيث أفردت لها مساحات موسعة في موضوعاتها. كما جاءت على رأس قائمة من الشخصيات النسائية ذات الإسهامات التاريخية «الحقيقية» مثل الدكتورة عائشة عبد الرحمن «بنت الشاطئ»، وتهاني الجبالي، أولى القاضيات المصريات.. وذلك دون الاستناد إلى أسس علمية أو عملية واضحة سوى كونها زوجة لرئيس الجمهورية، بحسب رأي خبراء تربويين.. وهو الأمر الذي يرونه دليلا على تسييس المناهج الدراسية بشكل كبير، ويؤكد خضوع عقل الطالب المصري للتزييف التاريخي والتغييب الثقافي عبر مراحل تنشئته وتعليمه.

وإذا كان الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات في حرب أكتوبر 1973، قد عانى ردحا طويلا من الزمن من التهميش والاستبعاد من التاريخ المصري المعاصر، فإن تبعات ثورة 25 يناير (كانون الثاني) أعادته إلى موقعه الطبيعي كبطل من أبطال الحرب، بعد ما تقرر إضافة شخصيته ودوره في الحرب لمقررات التاريخ للصفين السادس الابتدائي والثالث الإعدادي، مزودة بصوره.

وكان تدريس حرب أكتوبر في المقررات الدراسية يقتصر فقط على الضربة الجوية التي قادها الرئيس السابق، وهو ما يتنافى مع الدور الكبير والحقيقي الذي لعبه الفريق الشاذلي.

من جانبه أشار الدكتور عبد المنعم المشاط، المستشار الثقافي المصري الأسبق بواشنطن، إلى أن عملية تغيير المقررات مسألة منطقية في ظل ثورة 25 يناير.. منتقدا التحيز شبه المطلق للحزب الوطني وقياداته في المقررات الدراسية، على حساب التاريخ المصري نفسه.

ودعا المشاط أيضا إلى تعديل مضمون المقررات الدراسية الجامعية، خاصة التي تتعلق بالنظام السياسي المصري، مشيرا إلى ضرورة إقصاء بعض أساتذة الجامعات من أقطاب الحزب الوطني المنحل لعدم منطقية بقائهم.

وبدوره رحب الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، بالخطوة.. ولكنه شدد على ضرورة تحليها بالموضوعية والالتزام بضوابط كتابة التاريخ المعروفة عالميا. وقال السيد لـ«الشرق الأوسط» إن «الأهم هو دراسة المتغيرات التاريخية والأحداث الكبرى، لا تاريخ الحكام وإنجازاتهم الفردية»، مؤكدا أن الاهتمام بالأفراد هو سمة الثقافة العربية، عكس الثقافة الأجنبية التي تعنى بالجماعة أولا.

وبداية من العام القادم، سيدرس طلبة الصف الثالث الإعدادي فصلا كاملا عن ثورة 25 يناير في مادة التاريخ، وستتناول هذه الدروس أسباب قيام الثورة وعوامل نجاحها، ودور ميدان التحرير تحديدا فيها، وهو نفس المحتوى العلمي الذي سيتم تدريسه لطلبة الصف السادس الابتدائي.