الفقي يقدم اعتذارا للسودان عن تصريحات أسيء فهمها وتسببت في اعتراض الخرطوم عليه

مصر تنفي فكرة تغيير مرشحها لمنصب الأمين العام للجامعة العربية

TT

أبدى الدكتور مصطفى الفقي المرشح المصري لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية اعتذاره للسودان حكومة وشعبا عن تصريحات سابقة له أسيء فهمها، وتحفظ السودان إثرها على ترشيحه للمنصب. وقال الفقي لـ«الشرق الأوسط»، إنه قام أول من أمس بزيارة السفير السوداني في القاهرة الفريق عبد الرحمن سر الختم وشرح له الموقف، وأوضح إن السفير السوداني كان كريما معه للغاية ومتفهما لموقفه، ووعده برفع الأمر للرئيس عمر البشير وأنه يعتقد خيرا. ويأتي هذا الموقف في وقت أكدت فيه مصر على أن الفقي من أنسب الدبلوماسيين المصريين الذين يمكن أن يشغلوا هذا المنصب، كما نفت أي نية لاستبداله.

وكان السودان قد أكد رفضه ترشيح الفقي لمنصب أمين عام الجامعة، خلفا للأمين الحالي عمرو موسى الذي تنتهي ولايته في مايو (أيار) المقبل. وقال عبد الرحمن سر الختم سفير السودان في القاهرة إنه نقل لوزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي يوم الاثنين الماضي، رسالة من نظيره السوداني علي كرتي تتضمن تحفظ السودان على هذا الترشيح لأسباب قال «إن الفقي يعرفها»، دون أن يفصح عنها. وقال إن «موقف السودان تجاه الترشيح ليس له علاقة بمصر، ولكنه موقف يأتي نتيجة لمواقف الفقي في مراحل ماضية تجاه السودان، وهى معلنة من جانبه في كثير من المواقف».

وأوضح الفقي أن الأزمة مع الحكومة السودانية تتعلق ببعض التصريحات له في ندوة عقدها المجلس المصري للشؤون الخارجية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بخصوص مياه النيل وتقسيم السودان، وأنه كانت له بعض الآراء التي اعتقدوا أنها تمس الحكومة السودانية. مشيرا إلى أنه أوضح لهم موقفه تماما.

وأكد الفقي أنه عبر للسفير عن احترامه الشديد للرئيس السوداني عمر البشير، وقال إنه كان من أشد المناصرين له والواقفين بجانبه في وجه الاتهامات الموجه ضده من جانب المحكمة الجنائية الدولية، وعبر الفقي عن امتنانه الشديد للرئيس الذي أيد الثورة المصرية بشكل كبير وواضح وتحدث عن مصر بشيء فيه قدر كبير من التكريم غداة الثورة.

وكان الفقي، الذي شغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السابق، قد انتقد النظام السوداني خلال هذه الندوة، بخصوص تعامله مع قضية انفصال الجنوب، وأبدى الفقي حينها أسفه لما وصلت إليه الأمور هناك، مؤكدا أن الخطر لن يظهر إلا بعد انفصال الجنوب رسميا، وأن مصر ستدفع الفاتورة الحقيقية لهذا الانفصال.

لكن الفقي قال إن السفير السوداني خلال استقباله له أول من أمس كان كريما معه للغاية وتفهم موقفه، وقال الفقي إنه أوضح للسفير: «إذا كان هناك لبس حدث أو عبارة فهمت خطأ، فإنني أعتذر عنها لأنني من أشد المعنيين بالشأن السوداني والحريصين عليه وأرجوا أن يكون ما تقدمت به لهم مقبولا». وأكد الفقي أن السفير وعده بأن يرفع الأمر للرئيس البشير والحكومة السودانية، وأنه يعتقد خيرا.

وأكد الفقي أنه ممن يهتمون بالشأن السوداني تاريخيا ويقدرون الشعب السوداني بلا حدود، ويرى أنه من أكثر الشعوب إيمانا بالحرية واهتماما بالثقافة والفكر والديمقراطية. مشيرا إلى أنه سوف يظل قريبا منهم دائما وسوف يظل هكذا بغض النظر عن موضوع انتخابات الجامعة من عدمه، لأنه يعنيه رضاء الشعب السوداني والحكومة السودانية بالدرجة الأولى باعتباره مواطنا في دولة من دول حوض النيل. وقال: «يسيئني جدا أن يكون هناك أي خطأ من جانبي تجاه السودان الشقيق الدولة التوأم لنا».

وفي ما يتعلق بموقف شباب الثورة منه واعتراضهم على ترشيحه بصفته ممن تعاملوا مع نظام مبارك السابق، أوضح الفقي أنه سوف يعقد لقاء مع عدد من شباب الثورة في مكتب الاستشاري العالمي المهندس ممدوح حمزة، من أجل توضيح المواقف في ما بينهم. وأشار الفقي إلى أن معظم شباب الثورة أصبحوا متفهمين لموقفه، لكنه أكد أنه لن يستطيع أن يقنع كل الناس في كل الوقت.