دعوات لمظاهرات مليونية بالإسكندرية وقنا رفضا للمحافظين الجديدين

تشابهت المطالب واختلفت الأسباب

TT

تشابهت المطالب واختلفت الأسباب في ما تشهده محافظتا الإسكندرية في شمال مصر، وقنا بجنوبها.. حيث تزايدت الأصوات الداعية إلى مظاهرات مليونية اليوم الجمعة على خلفية اعتراض المواطنين بالمحافظتين على اختيار المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء للمحافظين الجدد.

وبينما دعت جماعة الإخوان المسلمون في الإسكندرية لمظاهرة مليونية اليوم عقب صلاة الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل، احتجاجا على اختيار الدكتور عصام سالم محافظا، وذلك عقب تشكيل الجماعة لوفد شبابي التقى بمسؤولين بمقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، أبدوا خلاله رفضهم للمحافظ.. فإن رد القيادة العسكرية أشار إلى قلة عدد الرافضين للمحافظ الجديد، الأمر الذي دعا الجماعة للدعوة إلى مظاهرة مليونية لتأكيد الرفض الشعبي، بحسب ما أكدته مصادر إخوانية.

وقال القيادي بالجماعة الدكتور علي بركات، العضو البارز بنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية: «إن سالم كان رئيسا للجامعة لمدة سبع سنوات منذ عام 1992 وحتى 1999، وطلبة الجامعة والأساتذة في هذه الحقبة لاقوا كثيرا من الممارسات العنيفة ضدهم، وتم فصل الطلبة بناء على تقارير أمنية من جهاز مباحث أمن الدولة لممارستهم نشاطا سياسيا.. بالإضافة إلى أن سالم كان أحد أبرز وجوه الحزب الوطني ومنتميا بالأساس للنظام السابق ويعد أحد رموزه، وكان أول رئيس جامعة يتم في عهده اقتحام أعضاء الحزب الوطني لنادي أعضاء هيئة التدريس والسيطرة عليه بموجب انتخابات غير سليمة. كما كان سالم أول رئيس جامعة بالإسكندرية يتم تزوير انتخابات اتحادات الطلاب في عهده».

وأضاف بركات أن سالم كان عضوا بلجنة الأحزاب، قائلا: «من المفترض أن تتم محاكمته عن مشاركته في موقع قيادي بهذه اللجنة التي أفسدت الحياة السياسية بمصر وليس تكريمه وتعيينه محافظا لثاني أكبر محافظة في مصر بعد العاصمة». من جهة أخرى، قال أحمد عراقي، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف الثورة بالإسكندرية، إن «الائتلاف رغم رفضه لاختيار سالم محافظا للإسكندرية فإنه لن يشارك بمظاهرات الجمعة»، مشيرا إلى اتفاق الشباب على اتباع سياسة احتجاجية بشكل تدريجي، بدأت بتوزيع بيانات ترفض الاختيار.. مشيرا إلى أن اعتصاما جزئيا أمام مقر حي شرق، الذي يتخذه سالم مقرا، سوف تتم الدعوة إليه في حال عدم الاستجابة لعزل المحافظ.

وتساءل عراقي عن السبب وراء اختيار رموز الحزب الوطني لتولي مناصب قيادية بالدولة، مشيرا إلى أن ما يحدث في هذا الشأن يحتاج لتعقيب ورد واضح من المجلس العسكري.

وفي قنا، دعا المتظاهرون أبناء المحافظة للقيام بمظاهرة مليونية اليوم وأداء صلاة الجمعة في ميدان المحافظة.. وهي الدعوة التي لاقت استجابة واسعة عقب ما اعتبره أبناء المحافظة «تصريحات استفزازية»، والتي يطلقها المسؤولون بحكومة الدكتور عصام شرف بين الحين والآخر.

من جهة أخرى، ما زال شريط السكة الحديدية مغلقا حتى مساء أمس، مع تزايد ملحوظ لعدد المعتصمين فوق مزلقان قنا.. وسط إصرار المتظاهرين على عدم الاستجابة لمطالب التفاوض لحين إصدار قرار بإقالة المحافظ الجديد.. فيما تم فتح الطرق السريعة والداخلية بشكل مؤقت لإدخال المواد الغذائية والسلع الضرورية.

وفى ذات السياق قام المتظاهرون صباح أمس بمنع اللواء ماجد أبو الفتوح عبد الكريم السكرتير العام الجديد، الذي قام بندبه وزير التنمية المحلية عقب زيارته لقنا، من دخول مبنى ديوان عام المحافظة، واضطر إلى اتخاذ مكتب له بمجلس مدينة قنا كمقر مؤقت له.

كما أصدر أئمة المساجد بقنا بيانا حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أعلنوا فيه أن صلاة الجمعة في كل مراكز المحافظة سوف تكون في الميادين العامة اعتراضا على عدم تغيير المحافظ المسيحي حتى الآن.فيما صدر بيان آخر عن شباب الثورة بقنا، يعلنون فيه أنهم سوف يتقدمون ببلاغ إلى المحامي العام لنيابات قنا ضد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، لأنه قام بإذكاء روح الفتنة الطائفية بين أبناء المحافظة، وذلك بإصراره على عدم تنفيذ رغبة الآلاف من أبناء قنا.. وحمله البلاغ مسؤولية تعرض حياة أبناء قنا للخطر.

ولم تظهر حتى الآن بوادر للتصعيد من قبل قوات الجيش أو الشرطة نحو المتظاهرين.

يذكر أن احتجاجات قنا بدأت مساء الخميس الماضي عقب إعلان حركة المحافظين الجدد وتعيين محافظ مسيحي لقنا للمرة الثانية على التوالي، وهو ما اعتبره القنائيون توريثا للمسيحيين، وخاصة أن التجربة السابقة للمحافظ المسيحي السابق كانت تجربة فاشلة.