الإسلاميون يشاركون في الاحتجاجات في سورية.. دون قيادتها

محللون يقولون إن الإخوان المسلمين فقدوا الكثير من تأثيرهم

TT

يرى محللون أن الإسلاميين الذين تتهمهم السلطات السورية بأنهم يقفون وراء الاضطرابات الجارية في سورية منذ شهر، يساهمون في حركة الاحتجاجات لكنهم لم يبادروا بها أو يقودوها. وتقول ريم علاف المحللة السورية في مركز «تشاتام هاوس للدراسات والأبحاث» في لندن لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنهم بالتأكيد حاضرون لكنهم لا يقودون الحركة لأن هذه المظاهرات الشعبية لا ترتكز على الأحزاب السياسية القديمة». وتشير إلى أن «الإخوان المسلمين فقدوا الكثير من تأثيرهم بعد الأحداث التي شهدتها مدينة حماه (وسط) وبخاصة عندما تحالفت مع نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام» الذي كان يعد الرجل الثاني في الدولة إبان حكم حافظ الأسد قبل أن يعلن انشقاقه عن النظام في 2006.

وتأسس هذا التنظيم في سورية في عام 1945 قبل أن يتم حظره عند تسلم حزب البعث الحكم في 1963. ويعتبر التنظيم النظام الحالي «مرتدا» بسبب العلمانية التي تقود على أساسها الأقلية العلوية البلاد. وضاعفت جماعة الإخوان المسلمين هجماتها من 1976 إلى 1982 واستهدفت حتى الرئيس حافظ الأسد في عام 1980 قبل أن يتم سحقها في معقلها في مدينة حماه في 1982. وما يزال المنتمون لهذه الحركة يواجهون عقوبة الإعدام. وشكل رئيس الحركة علي صدر الدين البيانوني في 2006 تحالفا معارضا في المنفى مع خدام.

والرأي نفسه عبر عنه فيصل عيتاني نائب مدير التقديرات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز «إكسلوزيف أناليزس» الفكري في لندن. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «ما يزال الإخوان المسلمون يشكلون قوة سياسية ذات قاعدة في المدن السنية مثل حماه وحلب وحمص ولكن لم يعد لديهم بنية منظمة». وأضاف أن «أهم دور يمكن أن تقوم به في هذه المرحلة هو تأكيد دعمها للاحتجاج ودعوة مؤيديها للمشاركة». وقلل عيتاني من «قدرتها على قيادة انتفاضة مسلحة كما كان الأمر منذ ثلاثين أو أربعين سنة ما لم تحصل على الأسلحة من السنة العراقيين أو من السنة الفارين من الجيش السوري» مشيرا إلى أن «عليهم أن يعرفوا كيفية استخدامها».

ومنذ بداية حركة الاحتجاجات في 15 مارس (آذار) الماضي يتهم النظام «عصابات إجرامية مسلحة» بالوقوف وراء أعمال العنف. وقد توعدت وزارة الداخلية الاثنين الماضي بالقضاء على «التمرد المسلح للجماعات السلفية» في حين ترتفع حدة المظاهرات.

ورأى الباحث في مركز الشرق المعاصر توماس بيريه أنه «لا شيء يشير إلى أن السلفيين لعبوا دورا مهما في هذه الأحداث وإن كان من المحتمل أنها تشارك في المظاهرات باعتبار أن المشاركين يتحدرون من السكان السنة». وأضاف: «إنها حركة عفوية إلى حد كبير، وبالتالي مجزأة». وتابع بيريه: «نشهد بروز قادة لكنهم على مستوى محلي وينتمون إلى نوعين: وجهاء (من رجال دين وزعماء عشائر وعناصر من المهن الحرة) والشباب الذين اكتسبوا مصداقية عندما لعبوا دورا قياديا في المظاهرات وتعرضوا للخطر». وأضاف أن «الحركة السلفية التي تأسست أوائل القرن العشرين في سورية تتمتع بتأثير واسع النطاق في المجتمع مع أنها لا تملك مؤسسات بسبب الحظر». وأشار إلى أن «عبد القادر أرناؤوط الذي توفي في 2004 كان آخر أبرز وجوه السلفية الدينية».

إلا أن اسم «الجهاديين» برز في سورية مع غزو العراق في 2003 عندما قاموا بثلاث عمليات بما في ذلك هجوم على سفارة الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2006. لكن باحثين آخرين يعتقدون عكس ذلك. وتقول باسمة قضماني الباحثة السورية الأصل مديرة «المبادرة العربية للإصلاح» مركز الأبحاث الذي يتخذ مقرا له في باريس وبيروت إنه «في مجتمع تسيطر عليه بأحكام الأجهزة الأمنية يجب توفر عناصر محددة أي مسيسة مثل الإخوان المسلمين والشيوعيين وغيرهم لتحريك كل شيء». وتضيف قضماني: «يمكن لهؤلاء أن يشكلوا العمود الفقري» لحركة الاحتجاج.