الحكومة الإسرائيلية تمول خططا استيطانية في انتظار الوقت المناسب لتنفيذها

TT

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وزارة الإسكان الإسرائيلية شرعت في وضع مخطط جديد لبناء حي استيطاني إضافي في مستوطنة «غفعات زئيف» شمال غربي القدس، يتضمن بناء 800 وحدة استيطانية جديدة.

وأعلنت وزارة الإسكان عن تخصيص ميزانية لعملية التخطيط، قبل أخذ الضوء الأخضر للتنفيذ على أرض الواقع، الذي يحتاج إلى مصادقة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك. وتعهد، بحسب الإذاعة، وزير الإسكان الإسرائيلي أرئيل أتياس، بعمل اللازم والمضي قدما في هذه الخطة من أجل الوصول إلى مرحلة تطبيقها على أرض الواقع.

ولا يدور الحديث عن مجرد إضافة وحدات استيطانية جديدة، فإقامة هذا الحي تعني أن المستوطنة ستدخل أكثر في عمق القدس وتحاصر تجمعات عربية.

وقال حاتم عبد القادر، وزير القدس الأسبق: «هذا مخطط من بين 4 إلى 5 مخططات، تضم نحو 4000 وحدة استيطانية يجري مناقشتها الآن». وأضاف «هناك مخططات من بينها على جدول أعمال اللجنة المحلية للبناء، وهناك ما تم إقراره نهائيا مثل إقامة مستوطنة في أراضي العيسوية على 625 دنما، وفي حي غيلو القريب من بيت لحم، وهناك ما ينتظر وهناك أيضا ما جمد».

وقال عبد القادر: «إن إسرائيل تحاول خلق تواصل استيطاني داخل القدس، في محاولة لحسم وضع المدينة سلفا عبر فرض حقائق جغرافية ودينية وديموغرافية، وإزاحتها عن طاولة المفاوضات».

ووصف عبد القادر ما يدور بأنه «تعبير عملي إسرائيلي للقرار الإسرائيلي باعتبار القدس عاصمة الشعب اليهودي، وليس الإسرائيلي».

ومن وجهة نظر عبد القادر، فإن إسرائيل تمر بفترة ذهبية تساعدها على اتخاذ مثل هذه القرارات، «إذ إن المجتمع الدولي لا يلقي بالا لما يدور، كما أن التواطؤ الأميركي - الأوروبي عبر (الفيتو) الأخير وتأجيل اجتماع اللجنة الرباعية، أعطى إسرائيل مزيدا من العنجهية».

وأكدت مصادر إسرائيلية أن الخطط الاستيطانية توضع بضوء أخضر من الحكومة الإسرائيلية التي تمولها وتراكمها، انتظارا للحظة التي يمكن فيها تنفيذ هذه المشاريع على أرض الواقع.

ولا يبدو الواقع مختلفا في مناطق أخرى في الضفة الغربية، إذ دشن المستوطنون أمس نقطة استيطانية عشوائية جديدة على أراضي قرية عورتا القريبة من نابلس، بجوار مستوطنة «إيتمار» التي شهدت مقتل أسرة من خمسة أفراد في مارس (آذار) الماضي، يشرف عليها حركة استيطانية جديدة تدعى «ناحالاه» وتمثل الجناح الأكثر تشددا بين المستوطنين. وقال مستوطنون إن المستوطنة ستضم في المرحلة الأولى عشرين عائلة سيقيمون في خيام أو أكواخ دون أن يحيط بهم أي سياج أمني، قبل أن يتم بناء مساكن. وقال شهود عيان في «عورتا» إن المستوطنين نصبوا خيمة في المكان ورفعوا لافتة باسم المستوطنة الجديدة، «رجيف».

وقالت المستوطنة المتطرفة دونيلا فايس، خلال احتفال تدشين المستوطنة، إنها سترأس هذه المستوطنة التي «لن يكون لها حدود أو جدران».

وأدانت منظمة «حاخامين» لحقوق الإنسان الإسرائيلية، إقامة هذه المستوطنة، وقالت في بيان صحافي، إن إقامتها ستتسبب في زعزعة الاستقرار بالمنطقة. وطالبت المنظمة الحكومة الإسرائيلية بوقف سياسة مصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان.