تحدثت صحيفة ناطقة باسم حركة النهضة الإسلامية التونسية، عن وجود خطة مفترضة أعدتها ثلاث منظمات تونسية، تهدف للتقدم بطلب دعم خارجي لتمويل حملة ضد التيارات الإسلامية خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المزمع تنظيمها يوم 24 يوليو (تموز) المقبل. وقالت صحيفة «الفجر» إن ثلاث منظمات تونسية (لم تكشف عن أسمائها) تداولت فيما بينها خطة لمحاصرة التيارات الإسلامية، تحت شعار «لنحافظ على الاستثناء في أول انتخابات ديمقراطية». وأضافت أن تلك المنظمات تسعى إلى «خلق رأي عام رافض لوجود الإسلاميين في المجلس التأسيسي».
وأشارت الوثيقة إلى تزايد ما سمته بـ«نفوذ التيارات الإسلامية وعدوانيتها بعد ثورة 14 يناير (كانون الثاني)»، ودعت بشكل صريح إلى الحد من «جاذبية المتطرفين».
وتشمل الخطة، حسب الصحيفة، 20 لقطة مصورة وإذاعية، إلى جانب توزيع معلقات إشهارية على ألفي نقطة من الفضاءات العامة. وقالت الوثيقة إن الخطة ستكون تكلفتها في حدود 350 ألف يورو (قرابة 690 ألف دينار تونسي)، وإن المنظمات الثلاث ستبحث عن مصادر تمويل من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتحديد من مدينة نيويورك، ومن فرنسا وكندا، وبالتحديد مدينة مونتريال، بالإضافة لأفراد وجمعيات تونسية.
وأشارت الوثيقة أيضا إلى جدول زمني للحملة الانتخابية يبدأ من يوم 15 مايو (أيار) المقبل ويتواصل حتى 23 يوليو (تموز)، أي قبل يوم من إجراء الانتخابات.
حول هذه الخطة المفترضة، قال لطفي الحيدوري (ناشط سياسي مقرب من النهضة) إن الخطة لم تتحدث عن دعم طرف سياسي في الساحة التونسية، وتقتصر على التصدي لحركة النهضة. وأضاف أن الخطة تهدف بالخصوص إلى تعزيز وعي النساء بما سموه «الاستثناء التونسي» في مجال الحقوق، وتوجيه الشباب للتصويت لفائدة مشروع مجتمع ديمقراطي يحد من جاذبية «المتطرفين» على حد ما جاء في تلك الوثائق. ولفت الحيدوري إلى أن الأنظار كلها موجهة حاليا إلى حركة النهضة، وذلك بعد الإطاحة بنظام بن علي وحل التجمع الدستوري الديمقراطي، والكثير من السياسيين ذوي التوجهات اليسارية لا يخفون تخوفات من العودة القوية لحركة النهضة وحصولها على الترخيص في تكوين حزب سياسي لأول مرة في تاريخها.
من ناحيته، تطرق حاتم الشعبوني، عضو المكتب السياسي لحركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا)، إلى الخطورة التي قد تمثلها حركة النهضة على المشهد السياسي، حسب رأيه، وأشار إلى أن سيطرة الحركة على الحياة السياسية قد تؤول إلى نفي منظم لبقية التيارات السياسية. إلا أنه تحدث عن المواجهة السياسية وفضلها على غيرها من أساليب المواجهة. وأكد أن حركة التجديد قد دعت إلى تكوين جبهة سياسية ديمقراطية ضد التيارات الإسلامية، وهي في طريقها إلى التجسيم وهي التي ستكون حصنا ضد تلك التيارات.