بيريس ينضم للضغوط على نتنياهو.. ويدعو إلى خطة سلام إسرائيلية لتجنب الإملاءات

معقبا على ما يتردد حول مبادرة أميركية جديدة

شاب فلسطيني يواجه جنديين اسرائيليين بالحجارة خلال مظاهرات احتجاجية ضد جدار الفصل في بلدة بلعين، أمس (أ. ف. ب)
TT

انضم الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، إلى حملة الضغوط الممارسة على رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، لكي يخرج بمبادرة تتيح استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال معقبا على الأنباء المنشورة حول خطة سلام تتبلور في واشنطن، «بدلا من أن ننتظر حتى يفرضوا علينا خطة سلام، علينا أن نبادر نحن إلى خطة سلام أفضل».

وأضاف بيريس: «في الحقيقة، لا توجد حاجة إلى خطط سلام إضافية، فهناك ما يكفي من الخطط، والمطلوب هو تنفيذها. ولكن إزاء التعثر في المسيرة، ينكب العالم كله على دراسة الوضع وإنقاذ المنطقة من خطر تدهور، ويعد العدة لطرح برامج سلمية مختلفة. ولكن ليس أفضل من الأطراف المعنية في أن تطرح الخطط».

وكان النشر في الولايات المتحدة بأن الرئيس باراك أوباما ينوي طرح خطة سلام في مايو (أيار) المقبل يرتكز على أساس دولة فلسطينية، القدس عاصمة للدولتين، وإسقاط لحق اللاجئين في العودة أثار بلبلة في إسرائيل. ومع أن مكتب رئيس الحكومة، نتنياهو، حاول صد الأقوال بأن هذا النشر يقضي بممارسة الضغوط عليه، فقد فسر في إسرائيل على أنه بداية هجمة سلمية أميركية مبنية على تقديرات كثيرة تقول إن هناك فرصة للتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط حاليا؛ ويجب عدم تفويتها.

وحسب مصدر سياسي رفيع في تل أبيب، فإن الأميركيين يشمرون عن سواعدهم وينوون الاندفاع بشكل جارف لتحريك مفاوضات السلام على أساس مبادئ يؤمنون بها ويثقون في أنها الأساس الوحيد الممكن للسلام. ويقولون إن أوباما توصل إلى قناعة تامة بأنه لا يمكن منع دول أوروبا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما يخطط البعض، لا سيما فرنسا، وفقا للحملة الفلسطينية الناجحة القائمة على أساس قبول هذه الدولة بعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود 1967، مع تعديلات طفيفة.

وقال المصدر الإسرائيلي إن الإعلان الفرنسي في استقبال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في باريس، أول من أمس، بأن فرنسا تدرس فكرة الاعتراف بفلسطين في سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو دليل على اتجاه الريح. فأميركا، حتى وإن أرادت، لن تستطيع منع الاعتراف الأوروبي.

وتابع المصدر أن واشنطن تحاول الآن الدفاع عن كرامتها أمام العرب والعالم. فهي لن تسمح بإضاعة الفرصة السانحة للتوصل إلى تسوية، لذلك بدأوا يلمحون إلى المبادرة التي ينوون طرحها.

أما الحكومة الإسرائيلية فما زالت تتعاطى مع التطورات من خلال الصمت الرسمي من جهة، وتسريب مواقف تحاول فيها صد الضغوط من جهة أخرى. فقال أحد المسؤولين لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إنه «لا يفاجأ بالتحرك الأميركي، ولكنه ينصح الحلفاء الأميركيين بأن لا يغامروا في طرح خطة يرفضها الفلسطينيون والإسرائيليون على السواء، لأن ذلك لا يليق بهيبتها كدولة عظمى». وأضاف: «الفلسطينيون لن يوافقوا على التنازل عن حق عودة اللاجئين، وإسرائيل لن توافق بأي حال على إقامة الدولة الفلسطينية في حدود 1967، ولا على تقسيم القدس. ولذلك، فإنني لا أصدق أن العقلاء في واشنطن ينوون طرح خطة كهذه».

وذكرت مصادر سياسية أخرى مقربة من نتنياهو أن هناك خلافات في المواقف داخل البيت الأبيض حول فرض أو عدم فرض خطة على إسرائيل. وقالت المصادر إن المستشار الأكبر للرئيس أوباما، دنيس روس، يعارض بشدة فرض هذه الخطة.

من جهة أخرى عقب الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية، يغال بالمور، على إعلان فرنسا دراستها لفكرة الاعتراف بدولة فلسطينية، فقال إن مثل هذا الاعتراف إنما سيجعل الأمور أكثر تعقيدا. ودعا بالمور «من يرغب في المساهمة في دفع العملية السلمية، إلى القيام بذلك من خلال إقناع الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات».

وأبدت مصادر في الخارجية الإسرائيلية ارتياحا من نشر تصريحات نسبت إلى «مصادر في الاتحاد الأوروبي»، وجاء فيها أن الاتحاد يعارض الاعتراف بدولة فلسطينية سيعلن عنها بشكل أحادي الجانب، ولكنه لا يستطيع ضمان تمسك جميع الدول الأعضاء فيه بهذا الموقف. وأشارت المصادر الأوروبية إلى أن الاتحاد الأوروبي يعترف بحدود عام 1967.