طلاب صحراويون يقومون بشغب في الرباط بعد مقتل زميل لهم

الرواية الرسمية تشير إلى اندلاع العنف إثر مشاجرة بسبب فتاة

TT

أقدم طلاب صحراويون غاضبون على أعمال حرق وتخريب وعنف في الحي الجامعي السويسي (المدينة الجامعية)، وهو الحي الجامعي الرئيسي في الرباط الذي يقطنه طلاب من جميع أنحاء المغرب. وكان الطلاب الملثمون، لإخفاء هويتهم، يحملون أسلحة بيضاء وهراوات وسلاسل، كما جلبوا قنينات غاز.

وقالت مصادر رسمية إن أحداث العنف اندلعت أمس بعد مقتل طالب صحراوي الليلة قبل الماضية إثر مشاجرة بسبب فتاة. وتقول الرواية الرسمية للحادثة إن الطالب عباد حماد، (25 سنة)، تحرش رفقة صديق له وهما مخموران بإحدى الفتيات قرب الحي الجامعي، مما يرجح أن تكون الفتاة طالبة، واستنجدت تلك الفتاة بأصدقاء لها، مما أدى إلى حدوث مشاجرة تلقى خلالها الضحية طعنة بالسكين، ونقل إلى المستشفى بعد ذلك، لكن لفظ أنفاسه هناك.

وقال شهود عيان إن أحداث العنف بدأت في حدود التاسعة صباحا، وأثارت ذعرا وهلعا وسط الطالبات والطلاب والمارة، في حين طوقت قوات الشرطة المنطقة، لكنها تعاملت بحذر مع الوضع نظرا للحساسية السياسية للموضوع. وكانت هناك قرابة 20 سيارة تحمل مجموعات من الشرطة وقوات مكافحة الشغب وسبع سيارات للوقاية المدينة تطوق المنطقة، التي تعرف كذلك باسم «مدينة العرفان»، حيث تضم أحياء جامعية وعددا من الكليات الجامعية.

وأفاد شاهد عيان بأن الطلاب غادروا الحي الجامعي، خاصة بعد أن اعتدى على بعضهم، وأكد شاهد عيان آخر أن طالبة تعرضت لضرب مبرح من طرف الشبان الصحراويين الغاضبين، في حين أكدت طالبتان أخريان أنهما اضطرا إلى الهرب عبر جدار خلفي، وأنهما تركا أمتعتهما في غرفة مشتركة داخل الحي الجامعي. وقالت الطالبتان إن عددا كبيرا من الطلاب غادروا الحي الجامعي بالطريقة نفسها، وإن الطلاب المشاركين في أعمال الشغب كانوا يرشقون المارة بالحجارة. وشوهد عدد كبير من الطلاب يحملون حقائبهم ويغادرون الحي الجامعي. وقالت مصادر من إدارة الحي إن أعمال التخريب امتدت إلى مؤسسات مجاورة، كما طالت سيارات خاصة كانت تمر بمحاذاة الحي الجامعي.

وفي سياق متصل، قال محمد أولاخيي، مدير الحي الجامعي السويسي، إن أحداث الشغب أدت إلى خسائر مادية كبيرة في مختلف بنايات الحي الجامعي، وأبلغ الصحافيين، أن طلابا صحراويين عمدوا بعد أن تلقوا خبر وفاة زميل، إلى تخريب خط الترام الذي يوجد قرب الحي ثم انتقلوا بعد ذلك بعد إلى داخل الحي الجامعي، حيث خربوا جميع البنايات وممتلكات أخرى وأضرموا فيها النيران. وأوضح أن الطلاب الغاضبين أغلقوا أبواب الحي الجامعي ثم أضرموا النار بعد ذلك في مرافقه الإدارية، مشيرا إلى أنهم قاموا بالاعتداء على مجموعة من الطلبة المقيمين بالحي الجامعي.

وفي سياق متصل، قال مصدر أمنى إنه تمت السيطرة على الوضع وإخماد النيران التي أضرمت بعدد من المرافق. وقالت مصادر أخرى إن الطلبة الصحراويين توقفوا أمام مقر وزارة الاتصال التي تبعد بضعة أمتار عن الحي الجامعي وكانوا يرددون شعارات معادية لمغربية الصحراء، كما كسروا بعض سيارات موظفي الوزارة.

يذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها التي تحصل بالحي الجامعي السويسي، بل سبق أن هاجم طلاب صحراويون منذ ما يقرب من سنتين طلبة في «المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي»، وقالت الشرطة القضائية إنها فتحت تحقيقا حول ملابسات مقتل الطالب الصحراوي، وتجري بحثا للتعرف على مرتكب هذه الجريمة لتقديمه للعدالة.