إسلام آباد: مقتل 25 شخصا في هجوم لطائرة أميركية من دون طيار

الجيش الباكستاني: هجمات الطائرات الأميركية تقلب الرأي العام ضد جهود مكافحة الإرهاب

TT

ذكرت مصادر استخباراتية أن طائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية أطلقت خمسة صواريخ على منزل في شمال غربي باكستان مما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل. وقع القصف الصاروخي قبل فجر أمس في منطقة سبينوام بإقليم شمال وزيرستان وهو معقل معروف لمسلحي طالبان و«القاعدة». وقال مسؤول استخباراتي طلب عدم الكشف عن هويته: «أطلقت طائرتان من دون طيار خمسة صواريخ، وأسفر الهجوم عن هدم المجمع، وطبقا للتقارير الأولية، قتل 25 بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء». وقال مسؤول استخباراتي آخر إن المجمع كان يستخدم مقرا لاجتماعات مسلحي طالبان في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة كثفت هجماتها بالطائرات من دون طيار لاستهداف مخابئ المسلحين في المنطقة القبلية بباكستان خلال الأعوام القليلة الماضية. وقد لقي أكثر من 650 شخصا حتفهم العام الماضي في نحو 100 هجوم صاروخي يعتقد أنها أميركية، أثارت انتقادات لاذعة في باكستان. ولطالما اعترضت إسلام أباد على تلك الهجمات، وخاصة منذ 17 مارس (آذار) الماضي عندما أسفر هجوم صاروخي عن مقتل أكثر من 40 مدنيا في شمال وزيرستان. وكان الجنرال أشفق برفيز كياني قائد الجيش الباكستاني قال أول من أمس في بيان إن هجمات الطائرات من دون طيار «لا تدمر جهودنا ضد الإرهاب فحسب ولكنها تقلب الرأي العام ضد هذه الجهود». ورغم ذلك، يعتقد محللون أن أجهزة المخابرات الباكستانية تتعاون بصورة سرية مع نظيرتها في الولايات المتحدة لتحديد أهداف هذه الهجمات الجوية. وأظهر قادة عسكريون باكستانيون وأميركيون خلافهم علنا بإصدار بيانات صحافية تظهر فيها مواقفهم المتعارضة مع بعضها البعض فيما يتعلق بحالة القتال في المناطق القبلية الباكستانية التي تقع على الحدود مع أفغانستان.

وأوضح القائد العسكري الأميركي الأدميرال مايك مولين، أن استمرار العلاقات بين الاستخبارات الباكستانية وشبكة حقاني كان أساس تأزم علاقات باكستان مع الولايات المتحدة. وأدلى الأدميرال مولين بهذا التصريح خلال مقابلة مع صحيفة «الفجر» الباكستانية.

وأوضح أن علاقات الاستخبارات الباكستانية بالشبكة ليست مقبولة بالنسبة للقيادة الأميركية قائلا: «تمتلك الاستخبارات الباكستانية تاريخا ثريا من العمليات في هذا الجزء من العالم، التي عملت من خلالها على حماية دولتها؛ أفهم أننا نختلف مع بعض جوانب العمل بقوة وهذا أمر سنستمر في الاهتمام به».

على الجانب الآخر، تعهد قائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق كياني بمكافحة الإرهاب ورفض إدعاءات الولايات المتحدة بأن باكستان لم «تتخذ الإجراءات الكافية» ضد حركة طالبان، حسبما ذكر الجيش أول من أمس.

وأعرب قائد الجيش الباكستاني عن رفضه للدعاية السلبية التي مفادها أن باكستان لا تتخذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب وأن الجيش الباكستاني يفتقر إلى الوضوح بشأن الطريق الذي سيمضي فيه قدما. وقال كياني في بيان أصدره الجيش الباكستاني إن «عمليات الجيش الجارية أبرز دليل على عزمنا على مكافحة الإرهاب».