ثوار ليبيا يحكمون سيطرتهم على معبر «الذهيبة» الحدودي مع تونس

جرحى من فصيلي النزاع الليبي يقيمون بمستشفى تونسي واحد

TT

أثارت الأنباء الواردة من الحدود التونسية - الليبية، خاصة بمنطقة «الذهيبة»، الواقعة على بعد قرابة 650 كم جنوب العاصمة التونسية، التي شهدت توترا عسكريا خلال الأيام الماضية بين طرفي النزاع الليبي، الكثير من ردود الفعل التونسية المنادية بالتزام الحياد تجاه النزاع بين الليبيين. ورجعت، أمس، الكتيبة العسكرية الموالية للعقيد القذافي إلى التراب الليبي، في حين لا يزال الثوار الليبيون يسيطرون على بوابة «الذهيبة» حتى يوم أمس. وفي هذا الصدد قال محمد هدية، وهو شاهد عيان: إن القصف لا يزال متواصلا منذ ساعات الفجر الأولى، وإن تعزيزات عسكرية كثيفة وصلت المكان، مما ينبئ بتواصل المعارك واحتدامها خلال الفترة المقبلة. وأكد هدية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن 5 أفراد من الكتيبة العسكرية التابعة للقذافي و6 أفراد من الثوار قد نُقلوا بعد إصابتهم على أرض المعركة، وعلى جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بتطاوين، وقد أقاموا بالجناح نفسه، وأجرى لهم الإطار الطبي التونسي الإسعافات الطبية نفسها، مما جعل هدية يقول: «إن أعداء الأمس أصبحوا إخوانا اليوم».

كان أفراد كتيبة عسكرية تابعة للعقيد الليبي مكونة من 105 بين ضباط وجنود، كانوا يحرسون نقطة العبور على الجانب الليبي من الحدود، قد فروا تحت ضغط نيران الثوار وطلبوا الحماية من قوات الجيش التونسي. ولا تزال المعارك تدور في مختلف مدن جبل نفوسة؛ حيث ذكر محمد هدية أن الثوار بسطوا سيطرتهم على قرية «وازن» الواقعة على بعد 3 كيلومترات من الحدود التونسية بعد أن كانت خاضعة لقوات القذافي. كان قرابة 15 ليبيا، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، قد فروا من أرض المعركة في اتجاه تونس عبر بوابة «الذهيبة» واستقروا في مخيمات بكل من «الذهيبة» و«رمادة» و«نكريف» و«الدويرات» و«تطاوين»، كما فتحت لهم العائلات التونسية أبواب منازلها للاستقرار الوقتي معها.

من جهة أخرى، جدت مواجهات عنيفة بين الصوماليين والتشاديين، وذلك بمخيم «الشوشة» الموجه لاستقبال اللاجئين من القتال العسكري في ليبيا، وأسفر الأمر عن سقوط جرحى في صفوف الجانبين، بالإضافة لإصابة عنصرين من قوات الجيش التونسي، التي تدخلت لاحتواء النزاع.