اليمن: الملايين يخرجون إلى الشوارع في جمعتي «الفرصة الأخيرة» و«التصالح»

صالح يرحب بالنسخة الجديدة من المبادرة الخليجية.. ويرفض الانقلاب على الشرعية الدستورية

يمنيون يرفعون علما ضخما لبلادهم اثناء مشاركتهم في مظاهرة بمدينة تعز أمس تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح (رويترز)
TT

خرجت في اليمن، أمس، حشود هائلة في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، وذلك بعد يوم واحد من إعلان صالح تمسكه بالسلطة، وهي الخطوة التي اعتبرت ردا على ذلك الإعلان، هذا في وقت يواصل فيه الرئيس حشد أنصاره كنوع من التحدي للمطالبين برحيله، كما أعلن، أمس، في صنعاء.

وشهدت العاصمة صنعاء مظاهرة شارك فيها أكثر من مليوني شخص، وبحسب التقديرات، احتشد المطالبون بإسقاط النظام في «ساحة التغيير» وشارع الدائري والشوارع المجاورة له، وكذا في شارع الستين الواسع الذي اكتظ بالحشود لأول مرة منذ انطلاق «ثورة الشباب»، وفي محافظة الحديدة خرجت مظاهرة مليونية، وقدر عدد المشاركين في مظاهرة محافظة تعز بأكثر من مليون ونصف المليون نسمة، كما خرجت مظاهرات حاشدة مماثلة في العديد من المحافظات وهي ترفع ذات المطلب.

وفي الوقت نفسه، حشد حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) أنصاره في العاصمة صنعاء حيث جرى نقلهم خلال الأيام القليلة الماضية من المحافظات إلى العاصمة صنعاء للمشاركة فيما سميت بـ«جمعة التصالح».. لكن المعارضة و«شباب الثورة» أطلقوا على مظاهراتهم، أمس، اسم «جمعة الفرصة الأخيرة»، التي جاءت الدعوة إليها في ظل استمرار المخاضات بشأن المساعي الخليجية لاحتواء الأزمة في اليمن التي ما زالت تراوح مكانها، حتى اللحظة.

وفي محافظة حجة بشمال صنعاء، قتل شاب في الـ19 من العمر وجرح العشرات من المتظاهرين المناوئين للرئيس علي عبد الله صالح في إطلاق نار تعرضت له مظاهرة خرجت تلبية لدعوة «شباب الثورة» والمعارضة.

في هذه الأثناء، رحب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالنسخة الجديدة من المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، التي عرضت عليه، أول من أمس، بواسطة أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني، والتي تنص على نقله السلطة إلى نائبه، وقال أمام أنصاره في «ميدان السبعين يوما» في «جمعة التصالح»، إنه حريص على «التعامل الإيجابي معها»، ولكن «في إطار الشرعية الدستورية»، وأكد رفضه والجماهير المؤيدة له «رفضا كاملا للعمليات الانقلابية على الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية»، واعتبر الجماهير التي جاءت لتأييده «هي خير رد من جماهير شعبنا اليمني على من يسعون إلى الانقلاب على الشرعية الديمقراطية والدستورية ومن يريدون أن ينقضوا على الشرعية الديمقراطية والدستورية ومن يريدون أن ينقضوا على السلطة ويدمروا مكاسب ثورة 26 سبتمبر (أيلول) 1962 و14 أكتوبر (تشرين الأول) 1963 و22 مايو (أيار) 1990»، يوم قيام الوحدة.

وتحدث الرئيس اليمني لأنصاره قائلا إن قيادات في أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» دعت إلى «الزحف على البنوك وعلى وزارة النفط والخارجية لينقضوا على مكتسبات الشعب وعلى إنجازات 49 عاما من عمر الثورة اليمنية المباركة»، ودعا صالح «الجماهير» إلى «مواصلة الصمود أمام تلك العناصر المتأكلة والمرتدة»، وقال «سنواجه التحدي بتحد ونحن حريصون كل الحرص على عدم إراقة الدماء وسنواجههم بكل الوسائل دون إراقة الدماء ودون استخدام البندقية، لأن البندقية من السهولة أن تنطلق منها الرصاصة اليوم، ولكن لا نستطيع أن نتحكم فيها غدا، ولن نستطيع أن نتحكم فيها في اليوم الثاني، فالطلقة الأولى من السهل أن تنطلق»، وأضاف «نحن نرفض الحرب ونرفض إراقة الدماء».

على ذات الصعيد، سلمت دول مجلس التعاون الخليجي أحزاب المعارضة اليمنية وشركاءها النسخة الجديدة من المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، والتقى محمد سالم باسندوة، رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ومعه قيادة اللجنة وأحزاب «اللقاء المشترك» بأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني الذي سلم المبادرة. وحسب مصادر سياسية فإن المعارضة وشركاءها «سيدرسون ما جاء في المبادرة وسيقدمون موقفهم منها في وقت لاحق».

وفي محافظة الحديدة على البحر الأحمر، غرب البلاد، قال شهود عيان إن ما لا يقل عن مليون مواطن خرجوا في مظاهرة مطالبة برحيل صالح، وقاموا خلالها بتشييع الشاب مازن فؤاد هزاع الذي قتل فجر أول من أمس برصاص مسلح أثناء خروجه من «ساحة التغيير»، واتهم خطيب الجمعة النائب مفضل إسماعيل، الرئيس صالح بأنه «طاغية»، كما انتقد المتظاهرون تغيير مدير أمن المحافظة بآخر، وقالوا إن استبداله تم لأنه رفض قمع المتظاهرين «رغم التحفظات على بعض تصرفاته»، حيث تم استبدال ضابط آخر به «سفك الدماء» في محافظة إب التي نقل منها.