إسرائيل تستعد لـ«تسونامي سبتمبر»

توقعات بعزلة سياسية ومقاطعة اقتصادية بعد اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين

TT

حذر مصدر حكومي إسرائيلي من التداعيات الكارثية التي سيسببها اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية في سبتمبر (أيلول) المقبل كما يأمل الفلسطينيون، في ما بات يطلق عليه في إسرائيل «تسونامي سبتمبر».

ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية عن المصدر قوله إن التداعيات المباشرة لاعتراف الجمعية العامة بالدولة الفلسطينية تتمثل في التالي:

أولا: أن يغير العالم نظرته لإسرائيل من دولة محتلة إلى دولة غازية.

ثانيا: أن تقوم دول العالم التي ستصوت إلى جانب القرار بفرض مقاطعة اقتصادية على إسرائيل والتوقف عن التبادل التجاري معها، بحيث لا يتوقف الأمر على مقاطعة منتجات المستوطنات في الضفة الغربية فحسب.

ثالثا: طرد إسرائيل من المنظمات الاقتصادية العالمية.

رابعا: أن يتجند العالم للضغط على إسرائيل للموافقة على إقامة أول مطار دولي للدولة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأشار المصدر الحكومي إلى أن التقديرات الرسمية الإسرائيلية ترجح أن يصوت لصالح قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية 180 دولة من أصل 192 مجمل أعضاء الجمعية العمومية، في حين سترفض القرار ست دول، وستمتنع عن التصويت ست دول أخرى.

وأوضح المصدر أنه نظرا لإدراك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المخاطر الهائلة الناجمة عن التحرك الفلسطيني، فقد قرر القيام بسلسلة من الزيارات المكوكية لعدد كبير من الدول، سيما في أوروبا لحثها على عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وحسب المصدر، فإن نتنياهو يراهن على أن تتحرك إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للضغط على أكبر عدد من الدول للامتناع عن تأييد الخطوة الفلسطينية، على الرغم من أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن أزمة ثقة عميقة بين نتنياهو وأوباما.

وانتقد كبير معلقي القناة الثانية أمنون أبراموفيتش بشدة موقف نتنياهو لأنه يهدد مصالح إسرائيل عبر استسلامه المطلق لمطالب المستوطنين. واعتبر أبراموفيتش أن نتنياهو سمح عمليا بوجود دولة للمستوطنين في الضفة الغربية تفرض إملاءاتها على دولة إسرائيل، معتبرا أن اختبار القيادة بالنسبة لنتنياهو يتمثل في ضرورة تخلصه من الاستلاب لإرادة المستوطنين واللوبي الذي يساندهم في كل من الحكومة والكنيست.

من ناحية ثانية، كشفت مؤسسة «يش دين» المناهضة للاستيطان عن إقرار حكومة الاحتلال ثلاثة مشاريع استيطانية في مستوطنات محيطة بالقدس المحتلة، قبل عطلة عيد الفصح اليهودي. وقالت المؤسسة في بيان لها: «إن هناك 900 وحدة استيطانية جديدة ضمن مشروع «رمات شلوموا» على أراضي قريتي شعفاط وبيت حنينا قيد الانتهاء من التراخيص النهائية، و260 وحدة أخرى ضمن مشروع جبل أبو غنيم (هار حوماة جنوب القدس من ناحية بيت لحم). والمشروع الثالث في مستوطنة حي راس العامود في محيط البلدة القديمة ويضم 200 وحدة استعمارية للمليونير اليهودي موسكوفيش.

وأشارت المنظمة إلى أن أخطر هذه المشاريع هو المشروع الذي ينفذ في منطقة راس العامود التي تشرف على مواقع حساسة وتؤدي إلى احتكاك مباشر مع المواطنين الفلسطينيين.

على صعيد آخر كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وزارة الإسكان الإسرائيلية شرعت في التخطيط لبناء حي استيطاني جديد في مستوطنة غفعات زئيف فوق أراضي قرية بيتونيا شمال غربي القدس المحتلة.

ويتضمن المشروع بناء 800 وحدة استيطانية جديدة. ويدور الحديث حسب المنظمة حول موقع مستوطنة استراتيجية للغاية ستخلق تواصلا جغرافيا بين المستوطنة والقدس المحتلة بحيث تصبح جزءا لا يتجزأ من القدس المحتلة.