فيضانات عارمة تجتاح كردستان العراق

8 قتلى.. وتهدم مئات المنازل والمتاجر

سكان أربيل يشقون طريقهم وسط شارع غمرته مياه الأمطار، أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ليومين متتاليين انهمرت أمطار غزيرة على جميع مناطق إقليم كردستان، وأدت السيول الجارفة إلى سقوط مئات المنازل والمحال التجارية في الكثير من مدن الإقليم، بينما غرقت الأحياء القديمة في مدينتي أربيل ودهوك تحت المياه.

وسجلت دائرة الأنواء الجوية نسب الأمطار، أمس، وكانت أعلى مستوى لها خلال السنوات الـ10 الأخيرة، حيث بلغت في أربيل خلال يوم واحد (أمس) 65 ملليمترا، وفي دهوك 62 ملليمترا، والسليمانية 39 ملليمترا، ومصيف صلاح الدين 49 ملليمترا، وكانت النسبة الأكبر قد سجلت في مدينة زاخو الحدودية التابعة لمحافظة دهوك، وهي 105 ملليمترات.

وعلى الفور سارعت الأجهزة المحلية في مدينة أربيل إلى إغاثة سكان المنازل التي اجتاحتها المياه، التي وصلت إلى ارتفاع متر واحد داخل المنازل، وأجلت عددا كبيرا منهم وقدمت مساعدات عاجلة للعوائل التي خرجت معظمها إلى أسطح المنازل. وتفقد رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، أمس، حي كلكند الذي كان أكثر الأحياء تضررا في مدينة أربيل والتقى بسكانه المتضررين وأمر الأجهزة البلدية بتوثيق الأضرار المادية التي لحقت بمنازل الحي لتعويض أصحابها، بينما انهمكت فرق البلدية والمحافظة بزيارة بقية الأحياء لرصد الأضرار المادية الناجمة عن تلك السيول، وقامت لجنة من البرلمان الكردستاني أيضا بزيارة ميدانية للأحياء المتضررة.

وكانت لـ«الشرق الأوسط» جولة في شوارع وأحياء المدينة مع توقف الأمطار لفترة قصيرة، ورصدت تعطل آلاف السيارات في الشوارع جراء وصول الأمطار إلى محركاتها، بينما وصلت المياه في بعض الأحياء إلى مستوى قياسي تجاوزت المتر الواحد أو أكثر من ذلك.

وقالت السيدة شكرية حسين، في حي كلكند: «إنها المرة الأولى في حياتي أرى مثل هذا المنظر، الماء وصل إلى فوق مستوى الثلاجة البيتية، وقد سارعنا بالصعود إلى سطح الدار عندما هاجمتنا المياه، ولو كنا نعرف أن الفيضان سيهددنا لخرجت مع أولادي إلى منزل أبي للاحتماء هناك إلى حين تطبيع الوضع، ولكننا انحشرنا هنا بانتظار انخفاض مستوى الماء».

أما عمر كريم فقال: «في مثل هذه الحالة الكارثية لا تستطيع أي أجهزة بلدية أن تعمل على تقديم حل فوري، الأمطار لم تتوقف للحظة واحدة يوم أمس لكي تتمكن الأجهزة البلدية من إغاثتنا، ولذلك لا نلومهم، ولكننا تكبدنا خسائر كبيرة جدا، وندعو الحكومة إلى أن تعوضنا، لأننا غير قادرين على شراء ما تلف مرة أخرى، وبخاصة الأجهزة الكهربائية، وقد جاء فريق من المحافظة لتسجيل الأضرار، وننتظر أن يعوضونا عن هذه الكارثة التي لم أشاهد مثيلا لها في حياتي».

في غضون ذلك أبلغ مصدر خاص بـ«الشرق الأوسط» أن 8 أشخاص لقوا مصرعهم جراء الفيضانات العارمة التي اجتاحت، أول من أمس، بلدة سنجار، بينهم عدد من المسيحيين والمسلمين في البلدة المعروفة بأغلبيتها اليزيدية.

وكانت الفيضانات قد اجتاحت أحياء سيداوة، وكلكند، وتعجيل، والعرب القديمة، وبستبيازة، في مدينة أربيل، التي اضطر سكانها إلى إطلاق الرصاص في الهواء طلبا لنجدة الأجهزة البلدية التي سارعت إلى تلك الأحياء، ولكنها وقفت مكتوفة الأيدي من تقديم أي مساعدة، باستثناء استخدام الرافعات لنقل الأشخاص العالقين داخل المنازل إلى أسطحها.