11 قتيلا في حرب السيطرة على المعابد بين تايلاند وكمبوديا

البلدان يتبادلان الاتهام بإطلاق النار.. وآلاف المدنيين يفرون من قراهم

TT

استؤنفت المعارك بين القوات التايلاندية والكمبودية، أمس، لليوم الثاني على التوالي، مما أسفر عن مقتل 11 عسكريا في أسوأ أعمال عنف دامية منذ أن دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين في فبراير (شباط) الماضي. واضطر آلاف القرويين إلى إخلاء مناطقهم المتنازع عليها حول معبدي تا موان وتا كرابي، على بعد 150 كيلومترا غرب معبد بريا فيهير، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى تسعمائة عام، ونشبت بسببه مواجهة عنيفة بين البلدين في فبراير الماضي.

وقال اللفتنانت كولونيل في الجيش التايلاندي، تاواتشاي ساموتساكورن، إن جنديا تايلانديا قتل، بينما أكد مستشفى محلي أن 13 شخصا على الأقل أصيبوا. وبدوره، قال سوس سوتيا، نائب قائد وحدة المدفعية في الجيش الكمبودي في المنطقة، إن 3 جنود كمبوديين قتلوا وأصيب 11؛ مما يرفع عدد مصابي الجانبين خلال يومين من الاشتباكات إلى 43 على الأقل.

وكالعادة تبادلت العاصمة الكمبودية، بنوم بنه، ونظيرتها التايلاندية، بانكوك، الاتهامات بإطلاق النار. وأدانت وزارة الدفاع الكمبودية بأشد العبارات «هذه الاعتداءات المتعمدة المتكررة»، ودعت تايلاند إلى وقف «الأعمال الحربية» واتهمت تايلاند بإطلاق قنابل عنقودية مثل الأسلحة المضادة للأفراد التي تحظرها عدة دول وقذائف «محملة بغازات سامة». لكن وزير الشؤون الخارجية التايلاندي، كاسيت بيروميا، نفى هذه الاتهامات ووصفها بأنها «لا أساس لها» من الصحة.

وصرح هاس بوف، المزارع البالغ من العمر 29 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، بأن «معظم سكان قريتي فروا من بيوتهم لأن قذائف تايلاندية سقطت على مقربة». ولجأ الشاب مع زوجته وولديه إلى مدينة سامرونغ الكمبودية التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن ساحة القتال. وقال: «أشعر بالخوف من القصف».

يشار إلى أن السيادة على معابد بريا فيهير وتا موان وتا كرابي الهندوسية الحجرية القديمة والأرض المحيطة بها في جبال دانجريك تعد محل نزاع منذ انسحاب الفرنسيين من كمبوديا في الخمسينات. وبدأ أحدث اشتباك قبل الفجر غرب معبد تا كرابي، واستمر نحو 5 ساعات، أمس، بعد اشتباكات أول من أمس التي قتل فيها 4 جنود تايلانديين و3 جنود كمبوديين. ويلقي كل من الجانبين باللوم على الآخر في المسؤولية عن بدء القتال الذي يعد الأشرس منذ مقتل 3 تايلانديين و8 كمبوديين وإصابة عشرات الأشخاص بين الرابع والسابع من فبراير الماضي في أكثر الاشتباكات دموية في نحو عقدين من الزمان. وكان البلدان وافقا على إرسال مراقبين إلى الحدود بعد وساطة قامت بها رابطة جنوب شرقي آسيا في فبراير الماضي. لكن بعد ذلك، قال الجيش التايلاندي إنه لا يرحب بالمراقبين ولم يتم إرسالهم. وأسفرت المعارك التي جرت من الرابع إلى السابع من فبراير الماضي عن سقوط 10 قتلى بينهم 7 كمبوديين. وقد وقعت على بعد نحو 100 كيلومتر شرقا قرب معبد بريا فيهير للخمير الحمر.

وكان قرار لمحكمة العدل الدولية في 1962 أعلن سيادة كمبوديا على هذا المعبد. لكن تصنيف الموقع الذي يعود إلى القرن الحادي عشر من قبل منظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة (يونيسكو) أثار التوتر بين البلدين من جديد.

ويسيطر التايلانديون على المداخل الرئيسية للموقع، لكن البلدين يتنازعان على منطقة تبلغ مساحتها 4.6 كيلومتر مربع عند سفح المبنى لم يتم ترسيم الحدود فيها. ويرى المحللون أن هذه النزاعات الحدودية استخدمت من الجانبين لتأجيج المشاعر القومية لدى السكان.

من جهة أخرى، اعترفت تايلاند مؤخرا بأنها استخدمت خلال المعارك التي دارت في فبراير الماضي أسلحة مثيرة للجدل قالت إنها «ذخائر تقليدية محسنة»، لكنها أكدت أنها ليست أسلحة عنقودية. وأكد التحالف لمكافحة استخدام الأسلحة الانشطارية أن هذا النوع من الذخائر استخدم فعلا.