طائرات البريداتور الأفضل والأكثر دقة

تبقى فوق منطقة ما لمدة قد تصل إلى 12 ساعة

TT

يزيد الطلب على الطائرات المقاتلة من دون طيار في أماكن مثل أفغانستان وباكستان واليمن، وبدا أن الإعلان عن نشر هذه الطائرات إلى ليبيا كان مصمما على الأقل بشكل جزئي لإرسال رسالة إلى القذافي مفادها أن الولايات المتحدة ما زالت مشاركة في الصراع. ومثل أيضا عرضا لتصميم الولايات المتحدة تجاه الحلفاء الأوروبيين، الذين كانوا يضغطون من أجل الحصول على مشاركة أكبر من قبل الجيش الأميركي منذ الأسبوع الذي اتخذت فيه دورا داعما في المهمة. وتم اختصار أول مهمة للطائرات المقاتلة المسلحة من دون طيار في ليبيا يوم الثلاثاء الماضي بسبب الطقس السيئ. ويمكن أن تبقى الطائرة غير المأهولة فوق منطقة لمدة قد تصل إلى 12 ساعة بلا توقف، وهو ما يجعلها أفضل كثيرا في تمييز قوات الثوار من القوات الموالية للنظام الليبي مقارنة بالطائرات المقاتلة التي تتحرك بشكل أسرع، والتي لا بد أن تبقى أيضا على ارتفاعات عالية. وتحمل الطائرات غير المأهولة صواريخ «هيل فاير» الصغيرة نسبيا التي تتميز بأنها أكثر فعالية إلى حد كبير من القنابل الموجهة بدقة على قوات العدو المقاتلة في مناطق حضرية مأهولة بشكل مكثف. وقد فشلت قوات الثوار الموجودة في شرق ليبيا في الحفاظ على التقدم الذي حققته من قاعدتها في بنغازي ومواقع متقدمة في مدينة أجدابيا الواقعة في مفترق الطرق. وتعرضت مدينة مصراتة، جائزتهم الكبرى في غرب ليبيا، للقصف بلا هوادة من مدفعية الجيش الليبي ومنصات إطلاق الصواريخ، وهو ما تسبب في مطالبة قادة الثوار بالتدخل من قبل قوات برية أجنبية. ولا يتوقع أي شخص داخل الجيش الأميركي أن الطائرات غير المأهولة سوف تكون كافية من تلقاء نفسها لإنهاء المأزق بين القوات الموالية للنظام الليبي وقوات الثوار في مصراتة أو المدن الليبية الرئيسية الأخرى. ولكن وزير الدفاع روبرت غيتس، الذي كان قد عبر عن تشككه العميق بشأن التدخل في ليبيا، قدم أول من أمس ملحوظة متفائلة نوعا ما عن التقدم الذي حققته حملة القصف. وقد ساهمت الهجمات المعززة ببطء في انخفاض قدرات القوات البرية التابعة للقذافي. وصرح غيتس للصحافيين بقوله: «يوما بعد يوم، تقل القدرات القتالية لجيشه». وسوف تمنع العقوبات التي تدعمها منظمة الأمم المتحدة على النظام الليبي بمرور الوقت القذافي من تجديد مخزوناته من الأسلحة، ودفع الرواتب لجنوده والتعاقد مع المرتزقة، حسبما توقع غيتس. وقال: «هذا ليس شيئا يمكن أن يحدث على المدى القصير. ولكن الحقيقة هي أنه يحدث يوما بعد يوم. وسوف يتعين علينا فقط أن ننتظر لنرى. وهذا أمر محل شك». ويمكن للطائرات المقاتلة غير المأهولة أن تحلق على ارتفاعات منخفضة من دون تعريض أي طيار للخطر. وخلال الشهر الماضي، قال غيتس إن القوة الجوية كانت قادرة على الاحتفاظ بنحو 48 طائرة مقاتلة مأهولة حول العالم في أي وقت محدد. وفي أفغانستان، تحلق الطائرات غير المأهولة لساعات طويلة على طول الحدود الأفغانية الباكستانية في جهد يهدف لتحديد مواقع مقاتلي طالبان الذين يعودون إلى أفغانستان لموسم القتال التالي. وقال غيتس إنه لم يتم نقل أي طائرات مقاتلة غير مأهولة من أفغانستان. وبشكل منفصل، اعترف مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية عن حدوث عمليات تأخير في تقديم المساعدات المالية الأميركية المقدمة للثوار الليبيين والبالغ قيمتها 25 مليون دولار أميركية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»