مصر: البابا شنودة يرأس قداس عيد القيامة بحضور 4 من أعضاء المجلس العسكري

البطريرك يغيب عن دير الأنبا بيشوي لأول مرة منذ 40 عاما لأسباب صحية

مرشحا الرئاسة المصرية عمرو موسى ومحمد البرادعي في حديث هامس خلال احتفال الكرازة المرقسية بعيد القيامة المجيد أول من أمس (رويترز)
TT

بحضور لافت لأربع قيادات من المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم بمصر)، رأس البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر قداس عيد القيامة المجيد في الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) بالعباسية (شرق القاهرة)، وسط إجراءات أمنية مشددة طالت كل الكنائس في مختلف المحافظات.

وبينما غاب لأول مرة عن القداس، الذي أقيم الليلة قبل الماضية، «جمال» نجل الرئيس السابق حسني مبارك، لحبسه في سجن طرة، حضره اللواء محمد سعيد مساعد وزير الدفاع، واللواء إسماعيل عتمان مدير هيئة الشؤون المعنوية، واللواء حسن الرويني قائد المنطقة العسكرية المركزية، واللواء محمود حجازي رئيس هيئة التنظيم والإدارة بالجيش، مندوبين عن المجلس العسكري (الحاكم)، وجلسوا في الصف الأول في الأماكن التي كان يجلس فيها مندوب الرئيس السابق حسني مبارك ونجله «جمال».

كما حضر القداس عدد من أعضاء حكومة تصريف الأعمال والمسؤولين، منهم الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، وماجد جورج وزير الدولة لشؤون البيئة ومنير فخري عبد النور وزير السياحة، وهما الوزيران المسيحيان في حكومة تصريف الأعمال، وإبراهيم مناع وزير الطيران المدني، واللواء محسن النعماني وزير التنمية المحلية، والدكتور ماجد عثمان وزير الاتصالات، وعبد القوي خليفة محافظ القاهرة، والدكتور سامي الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والسفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي، وعدد من السفراء الأجانب، والدكتور مصطفى الفقي مرشح مصر لشغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وكان لافتا جلوس كل من عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية اللذين أعلنا اعتزامهما خوض انتخابات الرئاسة المقبلة في مصر، في الصف الأول بقاعة الكاتدرائية ولم يتبادلا أي كلمة خلال القداس، كما حضر الفريق مجدي حتاتة رئيس الأركان السابق والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة وجلس في الصف الأول، بينما جلس حمدين صباحي المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية في الصفوف التالية. وحضر المستشار هشام البسطويسي الذي سبق أن أعلن نيته بالترشح لانتخابات الرئاسة إلى الكاتدرائية وقدم التهنئة للبابا وانصرف قبل بدء القداس. وزار وفد من شباب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) الكاتدرائية قبل القداس لتقديم التهنئة للبابا شنودة.

وعقب انتهاء القداس حرص البرادعي وصباحي وحتاتة على مصافحة البابا شنودة وتهنئته بالعيد، بينما انصرف عمرو موسى عقب انتهاء عظة البابا شنودة دون أن يصافحه.

وكان البرادعي، حين شارك في قداس عيد القيامة المجيد العام الماضي، قد جلس في صدر الصف الأول، حيث إنه جاء قبل حضور جمال مبارك نجل الرئيس السابق بقليل، ثم نقله أعضاء المراسم في الكنيسة إلى طرف الصف بجوار السفيرة الأميركية في القاهرة، وتجاهلت كاميرات التلفزة تصويره طوال القداس في ذلك الوقت.

وبدأ قداس هذا العام في الثامنة مساء أول من أمس، ورأسه عدد من الأساقفة، حتى دخل البابا شنودة إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بالكاتدرائية في تمام التاسعة مساء وسط تصفيق وترحيب من المسيحيين الموجودين في القاعة، واستند على مساعديه الأنبا آرميا والأنبا يوأنس والأنبا بطرس أعضاء السكرتارية الخاصة به خلال مشيه داخل القاعة محاطا برجال أمن يرتدون ملابس مدنية، وبدا البابا شنودة (86 عاما) مرهقا وشاحبا، وظهر على صوته التعب، إثر الأزمة الصحية التي ألمت به الأسبوع الماضي، وتسببت في نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة لتلقي علاج سريع.

وفي بداية عظته التي ألقاها بعد نحو 75 دقيقة من دخوله إلى القاعة وجه البابا شكرا مقتضبا استمر 5 دقائق اقتصر على أعضاء المجلس العسكري ونائب رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولين، دون ذكر أسمائهم على خلاف عادته، وبدأ في إلقاء عظته التي دارت حول فكرة «قيامة المسيح» واستمرت 15 دقيقة، صافح بعدها عددا من كبار المدعوين واستأنف رئاسة القداس بعد انصراف المدعوين حتى منتصف الليل.

من جانبه، وجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة تهنئة للمصريين والمسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد، وقال المجلس في رسالته رقم 37 عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «يهنئ المجلس الأعلى للقوات المسلحة الشعب المصري والإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد، أعاده الله علينا وعلى مصرنا العزيزة بكل الخير والبركات، متمنين من الله عز وجل أن يحفظ لهذه الأمة نسيجها الوطني، ومؤكدين أننا لن نتهاون مع أي محاولات لزرع الفتنة بين أبناء وطننا العزيز».

من جهة أخرى، قالت مصادر كنسية تحدثت معها «الشرق الأوسط»، إن البابا شنودة ألغى زيارته المعتادة لدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون (100 كيلومتر غرب القاهرة)، لأول مرة منذ اعتلائه الكرسي البابوي عام 1971، بناء على أوامر الأطباء المعالجين نتيجة شعوره بالإرهاق.

واعتاد البابا شنودة أن يذهب يوم «شم النسيم» إلى دير الأنبا بيشوي للاحتفال وعقد اجتماع لأساقفة المجمع المقدس بالكنيسة. وقالت المصادر إن البابا شنودة سيذهب إلى أميركا في رحلة علاجية بعد انتهاء فترة الأعياد، لإجراء بعض الفحوصات الطبية في مستشفى «كليفلاند» بولاية أوهايو.