وفيات الأطفال العرب 4 أضعاف نسبتها بين نظرائهم اليهود في إسرائيل

مسؤول حقوقي: إسرائيل لا تبذل ما يكفي من الجهود لمعالجة هذه الظاهرة

TT

كشف تقرير لدائرة الإحصاء المركزية الرسمية في إسرائيل أن وفيات الأطفال الرضع العرب، حتى سنة من العمر، يبلغ أربعة أضعاف نسبة الوفيات للأطفال في نفس المرحلة العمرية في العائلات اليهودية. وعلى الرغم من أن الخبراء أشاروا إلى أن أحد الأسباب لذلك يعود لكثرة الولادة في العائلات العربية ولزواج الأقارب وللزواج المبكر للنساء، فإنهم أشاروا إلى ظروف حياة العرب، التي تعتبر متخلفة جدا عن حياة اليهود وإلى النقص الشديد في الخدمات الطبية. وعلى سبيل المثال، فإن بلدة وادي النعيم في النقب البالغ عدد سكانها نحو 7000 نسمة، لا يوجد فيها عيادة طبية منذ سنتين. وفي منطقتها يوجد 30 ألف نسمة، ولم تفتتح فيها عيادة لرعاية الأم والطفل إلا قبل خمس سنوات، وقد أغلقت قبل سنتين «لعدم توفر ميزانيات»، حسب الزعم الحكومي. وأصبح على الأمهات أن يسافرن 15 كيلومترا إلى بلدة شقيف السلام حتى يتلقين العلاج والمتابعة الطبية اللازمة.

وجاء في تقرير لجنة الإحصاء أنه في كل ألف ولادة للأطفال العرب يموت 11.2 طفل، بينما النسبة لدى الأطفال اليهود 2.7 طفل. وتشير هذه الأرقام إلى ارتفاع في وفيات الأطفال العرب، حيث في سنة 2009 كانت النسبة 10.5 وأما في البلدات العربية البدوية في النقب فترتفع النسبة إلى 13.6 ولادة.

وقال مدير الدائرة الصحية في لجنة الأطباء من أجل حقوق الانسان، وسيم عباس، إن إسرائيل لا تبذل ما يكفي من الجهود لمعالجة هذه الظاهرة، وإنها تواصل التعامل مع العرب كما لو أنهم جزء من العالم الثالث، بينما تتعامل مع اليهود كجزء من العالم الغربي. وطالبت شلوميت آفني، مديرة دائرة أخرى في اللجنة، الحكومة الإسرائيلية بأن تضع خطة فورية لمعالجة الفوارق بين الطفل العربي والطفل اليهودي في هذا الموضوع، لأن التمييز الذي يؤدي إلى موت أطفال هو أمر لا يقبله عقل ولا منطق ولا أخلاق.

وعقبت وزارة الصحة الإسرائيلية على هذه الإحصائيات بالقول إن هناك خطة تدرس في الوزارة لمعالجة الوضع، ولكنها أضافت أن غالبية الأسباب للوفيات تعود إلى طرق حياة العرب وسلوكهم الاجتماعي. فهم يسكنون بعيدا عن المدن والفقر لديهم شديد ولديهم أمراض وراثية وأطباعهم في الحفاظ على النظافة والصحة والثقافة وغيرها لا تضع في رأس سلم الاهتمام موضوع صحة الأطفال.

وقد هددت المؤسسات الصحية في الوسط العربي في إسرائيل بأن تتوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة وأوروبا لتشكو إسرائيل من نتائج سياستها لإرغامها على رصد ما يكفي من ميزانيات وموارد لسد الهوة وتقليص حالات الوفاة بين الأطفال.