إيران تحاول التعامل مع خطر خسارة تحالفها مع سورية

محلل: حكام طهران يضحون بالصداقة بسهولة تفضيلا للمصالح

TT

عندما زار الرئيس السوري إيران العام الماضي، حصل على ميدالية الأبطال، وتحدث عن العلاقات الوطيدة في احتفال أذيع على شاشة تلفزيون الدولة. وتفرض القيادة المتوترة في إيران حاليا تعتيما إعلاميا على مواجهة بشار الأسد للاحتجاجات السورية المتزايدة. وتواجه طهران احتمال فقدان أكبر حليف لها في المنطقة، وفقا لتقرير أعدته «أ.ب» حول علاقات البلدين.

وكان الرئيس باراك أوباما قد اتهم الأسد، يوم الجمعة الماضي، الذي يعد أكثر أيام الثورة السورية دموية، حيث شهد مقتل أكثر من 100 شخص على أيدي السلطات السورية، بطلب المساعدة من إيران في استخدام الأساليب القاسية الوحشية التي استخدمتها ضد المتظاهرين منذ عامين.

وبالنسبة إلى إيران، تتعدى علاقتها مع سورية علاقة صداقة في منطقة تهيمن عليها شكوك الدول العربية في نيات وأهداف طهران. وتعد سورية من أكبر الدول الداعمة إيران، حيث تمثل أحد أجنحة القوة المناهضة لإسرائيل مع حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة.

وإذا سقط نظام الأسد، فستفقد إيران شريكا عربيا مخلصا في منطقة تأثرت بشدة بالثورات المطالبة بالمزيد من الحريات والديمقراطية.

يقول شادي حميد، مدير الأبحاث في مركز «بروكينغز دوحة» في قطر: «تمثل إيران وسورية المحور المناهض للولايات المتحدة في المنطقة. ومن هذا المنطلق، تريد إيران ضمان أن تظل سورية حليفا لها. تكمن المشكلة في عدم اتساق سياسة إيران الخارجية». ربما يكون لدى إيران خيارات أخرى في المنطقة، فهي ترتبط بعلاقات مع الحكومة العراقية التي يرأسها الشيعة وكذلك بتركيا، وتمهد حاليا لإقامة علاقات قوية مع مصر خلال مرحلة ما بعد الثورة. وقد تتأثر الطموحات الإيرانية بتعزيز نفوذها في المنطقة سلبا في حال سقوط نظام الأسد، على حد قول ثيودور كاراسيك، خبير العلاقات الإقليمية في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ومقره في دبي. ويوضح قائلا: «يمكن اعتبار الثورة المصرية خسارة استراتيجية للغرب، لكن يمكن لتغيير النظام في سورية أن يعيد ترتيب الوضع الأمني في قلب الشرق الأوسط، ويسبب خسارة كبيرة لإيران».

من الصعب تقييم استراتيجية إيران تجاه سورية، فقد منع حكام إيران رجال الدين ووسائل الإعلام الإيرانية من تغطية أخبار الثورة. وقال مائير جافيدانفر، محلل الشؤون الإيرانية المقيم في إسرائيل: «من المرجح أن تبدأ إيران محادثات مع جماعات المعارضة إذا ما بدا أن الأسد سيلقى مصيرا مشؤوما. ما لدى إيران في سورية أكبر من أن تغامر به في حالة الإطاحة بنظام الأسد، فهناك استثمارات إيرانية ضخمة في مشاريع سورية، مثل مصنع لتجميع السيارات، ومصنع للإسمنت، فضلا عن احتمال فقدان نفوذها على حزب الله وحماس».

وأضاف جافيدانفر: «عندما يتعلق الأمر بالمصالح الخاصة، يصبح النظام الإيراني عمليا للغاية، ولا سيما أنه يعرف أن الأسد كان ليتخذ الموقف ذاته إذا ما واجه النظام الإيراني المشكلة نفسها. فعندما يتعين على الحكام الإيرانيين الاختيار بين الصداقة والمصالح الخاصة، يضحون بالصداقة بمنتهى السهولة».