سليمان شارك بقداس الفصح في بكركي ويؤكد: الدستور ينص على آليات تشكيل الحكومة ولا يعطي حصصا لأحد

البطريرك الماروني يشدد على إخراج لبنان من المحاور الإقليمية والدولية

TT

شكلت مناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية فرصة لدى المرجعيات السياسية والدينية المسيحية، لإطلاق جملة مواقف من الوضع الداخلي المتردي وتعثر تشكيل الحكومة الجديدة بعد ثلاثة أشهر على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بهذه المهمة.

فقد أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خلال حضوره القداس الذي أقيم في الصرح البطريركي أمس، أن «ليس هناك عثرات خارجية أمام تشكيل الحكومة»، لافتا إلى أن «العثرات تكمن في مطالب الكتل النيابية، والمهم أن تناقش بروح الحوار وتحت سقف الدستور»، مشيرا إلى أن «الدستور ينص على آليات التشكيل ويحمل رئيس الجمهورية مسؤولية حماية الدستور ويلقي على عاتقه ورئيس الحكومة المكلف واجبات، في حين أن الدستور لا يعطي حصصا لأحد». مذكرا بأن «رئيس الجمهورية هو قائد القوى المسلحة، وهو الذي يفاوض بالاتفاق مع رئيس الحكومة في المعاهدات ويبرمها». وعن الأحداث في سورية، أكد سليمان أنه على اتصال بالرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن «لبنان يقف إلى جانب الاستقرار في سورية وإلى جانب قيادتها بالإصلاحات التي أقرت ويعترف بأحقية المطالب التي هي من أجل الإصلاح».

بدوره، شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته التي ألقاها بمناسبة عيد الفصح، أن «لبنان في أمس الحاجة لأن يقوم من شلل حياته العامة، ومن خلافات أهل السياسة التي يدفع ثمنها شعبه ويقع ضحيتها شبابنا الذي يعاني من انسداد أفق المستقبل مما يدفعه إلى الهجرة». وقال إن «لبنان في حاجة إلى ينهض بمؤسساته الدستورية ومن تجربة الانجرار في محاور إقليمية ودولية وتجربة التمحور في أحداث خارجية تخوض حروب المصالح على أرضه. لبنان بقيامته يستعيد دوره كعنصر استقرار وسلام في محيطه العربي الذي يعيش أدق المراحل في سلامه ووحدته ومصيره ويحتاج هذا العالم العربي إلى ديمقراطية تعترف بحقوق الإنسان الأساسية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والمشاركة بمسؤولية في الحكم والإدارة وإلى مناخ من الحريات العامة». مؤكدا «حاجة لبنان إلى ديمقراطية ومساواة بين المواطنين وإلى مناخ من الحريات العامة».

أما متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، فانتقد في عظته التي ألقاها بمناسبة عيد الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة، لافتا إلى أنه «عوضا عن تشكيل حكومة قوية تقوم بإنقاذ لبنان، نعجز عن تشكيل حكومة لأن كل فريق يهتم بما لجماعته ويسأل عن حصته لا عن خلاص المواطنين، ويضع شروطا بدل أن يزلل العقبات ويمزق الوطن، فيما الوطن يحتاج إلى لم الشمل». ورأى أن «لبنان لا يزال يدفع ثمن حرب الآخرين على أرضه وثمن أطماع أبنائه، ومن سوء حظنا أن معظم مواطنينا وحكامنا يتسابقون على المغانم ويتناسون الواجبات ونحن في حاجة إلى إصلاحات جذرية تبدأ من الأنا لتنطلق إلى العام». وقال: «نحن نعيش مرحلة مصيرية في هذا العالم العربي ونشهد تغيرات كبيرة وعلينا تحصين أنفسنا»، مشيرا إلى أن «الشعوب من حولنا تطالب بإصلاح الأنظمة ونحن يلزمنا إصلاح النفوس أولا»، معتبرا أن «مشكلة لبنان تكمن في أبنائه وأنانيتهم وتعلقهم بمصالحهم الفردية». ورأى أن «الشعب يشعر بغربة في وطنه ويشعر بهوة مع الذين من المفترض تمثيله والشعب لا يثق بحكامه». وتطرق عودة إلى الأحداث الأخيرة في سجن رومية، فشدد على أن «السجن يجب أن يكون مكانا لائقا تحترم فيه إنسانية الإنسان ويجب أن يساعد السجين على الخروج من السجن تائبا مؤهلا ليعود إلى المجتمع. ولكن للأسف يخرج إنسان حاقد وناقم، وقد يخرج حاملا عادات سيئة ويجب أن يخفض الجرائم لا أن يضاعفها، وضرورة فصل الإحداث عن كبار السن».

وأعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن «ما تم إنجازه على صعيد عملية تشكيل الحكومة يجعلنا ندخل في المرحلة الأخيرة والحاسمة لهذه العملية»، وقال: «لقد ذهب كثير وبقي القليل لتشكيل حكومة تنقذ لبنان من الانقسام وتعطيه المنعة أمام مشاريع الفتنة والتوتير والفوضى الأميركية أو التهديدات الإسرائيلية، وهذا سيكون ردنا على هذه المشاريع». ونبه إلى أن «أولوية فريق (14 آذار) هي إفشال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة بأي ثمن على قاعدة: (إما هم في السلطة، أو لا أحد)»، مشيرا إلى أن «مشروع الأغلبية الجديدة هو بناء دولة تنقذ لبنان من الانقسام والأزمة المعيشية، فيما مشروعهم هم هو الفوضى لأنهم لم يعودوا في السلطة».