«القاعدة» تصدر مجلة نسوية تخلط الجمال بالموضة والحض على العنف والانتقام

«الشامخة».. مجلة خاصة بالمرأة المجاهدة

TT

بادرت الصحافة الجهادية إلى إصدار مجلة جديدة تهتم بشؤون المرأة المجاهدة، ويرى مراقبون أن هدف مؤسسي مجلة «الشامخة» الصادرة عن مواقع قريبة من «القاعدة»، الترويج للقيم الإسلامية وسط النساء مثلما تروج مجلات الكوزموبوليتان للثقافة الغربية.

ويرى مراقبون أن مجلة «الشامخة» غير قادرة على مجاراة مثيلاتها الغربية، فهي تقع في 32 صفحة فقط، ولكنها لا تشكل في أية حال أول بادرة من نوعها، إذ شرع تنظيم القاعدة منذ تسعة أشهر في إصدار مجلة «انسباير» باللغة الإنجليزية، لتجنيد الشباب المسلم في البلاد الغربية. يذكر أن محرر هذه المجلة هو أنور العولقي، مواطن أميركي، أصبح مقاتلا في اليمن. و«انسباير»، كأي موقع تفاعلي يستقبلك في صفحته الأولى بعدد من العناوين «الجذابة»، منها مثلا مقابلة «حصرية» مع العولقي، ورسالة من أسامة بن لادن عبر نائبه أيمن الظواهري، وتدريب عملي ومبسط على إعداد القنابل بعنوان «كيف تحضر قنبلة في مطبخ والدتك»، وآخر يحاكي تصنيف المراحل الجامعية «مجاهدين 101»، إضافة إلى زاوية تستقبل رسائل القراء وتعليقاتهم. والمجلة تصدر عن «الملاحم ميديا»، وهي الفرع الإعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في شكل حديث جذاب وشهادات مثل «حياتي في الجهاد» وآيات قرآنية ونصائح عملية للتخطيط لاعتداءات، إضافة إلى مقابلات مع جهاديين أميركيين. وفي العدد الثاني يروي سمير خان الأميركي من أصل سعودي الذي عاش في نيويورك وكارولاينا الجنوبية قبل أن ينضم إلى صفوف تنظيم القاعدة في اليمن، مسيرته تحت عنوان «أنا فخور بأن أكون خائنا لأميركا».

وفي مجلة «الشامخة» النسوية تختلط نصائح «العناية بالبشرة» بلون الدم وحض الأزواج على القتال والعنف. وتخلط المجلة في أبوابها بين الجمال والموضة، وتقدم نصائح تشجع النساء على دفع أزواجهن على درب الشهادة. والعدد الأول من «الشامخة» يصدر عن مركز «الفجر» للإعلام، إحدى كبرى المؤسسات الإعلامية التابعة لتنظيم القاعدة.

وتحمل المجلة تجديدا في أسلوب الاستهداف ووسائله رغم أنها ليست المرة الأولى التي توجه «القاعدة» خطابها للنساء بشكل خاص، فقلما يخلو عدد من المجلات التي أصدرها التنظيم طوال السنوات الماضية من مواضيع موجهة إلى النساء أو تكتبها أسماء نسائية، وإن كانت تحت أسماء مستعارة، فعلى سبيل المثال بالرجوع إلى مجلة «صدى الملاحم» نلاحظ زاوية ثابتة في المجلة تحت مسمى «حفيدات أم عمارة» تكتب بأقلام نسائية ويستهدف محتواها المرأة بشكل خاص.

وسبق أن أصدر التنظيم في جزيرة العرب مجلة نسائية عام 2004 وهي مجلة «الخنساء» التي لم يكتب لها الاستمرار، لكنها أظهرت النيات القاعدية تجاه المرأة والدور الذي يأمل قادة التنظيم أن تلعبه المرأة. وهو ما أكدت عليه «القاعدة» في افتتاحية «الشامخة» لكن مع تجديد جذري في الخطاب المستخدم، حيث ظهرت المجلة أكثر جذبا للنساء من شرائح مختلفة، فعمدت إلى إيجاد أبواب متنوعة بعيدة كل البعد عن الدماء والقتل والإرهاب، فخصصت قسما للجمال وآخر للإتيكيت وثالث للعناية بالبشرة ونصائح للعلاج وإتيكيت المشي والإسعافات الأولية في المنزل، كما خصصت قسما للعناية بالأطفال تحت عنوان «الشامخ الصغير»، احتوى أيضا على خطاب دعوي بعنوان «كن شجاعا.. عليك أن لا تهاب أحدا، أنت أقوى من الجميع لأنك مسلم». وفي «ترويسة» المجلة تقدم ابنها «مجلة جهادية نسوية»، هناك رئيس تحرير لـ«الشامخة» على الأرجح اسم مستعار، وآخر لمسؤول الأمن والاتصالات، ومشرف عام على التحرير. وفي أبواب المجلة لم تغفل «القاعدة» هدفها الرئيسي في التحريض والتجنيد، كما فعلت في مجلة «انسباير» أو «وحي»، ولم تغفل «القاعدة» منذ يوم صعودها أهمية الإعلام في إيصال رسالتها، فهدفها تنمية العنف والانتقام في النفوس وتأجيج العواطف عند المرأة، فقامت بعمل لقاءات صحافية مع أرامل قتلى التنظيم، فأجرت حوارا مع أم مهند تحدثت فيه عن حياتها الاجتماعية وكيف أبلغت أبناءها بمقتل والدهم، مشددة على دور المرأة في حياة زوجها المجاهد.