موجة اغتيالات تجتاح العاصمة.. وقوات الجيش والشرطة تطارد عشرات المفخخات في بغداد

مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»: عمليات التصفية أكثر مما يعلن عنه

TT

على الرغم من أن منظر السيطرات والحواجز بات مألوفا في العاصمة العراقية بغداد التي يقطنها نحو 6 ملايين نسمة، فإن ما بدا مفاجئا للجميع هو الإعلان عن دخول نحو 20 سيارة مفخخة إلى العاصمة من المناطق المجاورة لها بينما تطوق السيطرات وأجهزة الكشف عن المتفجرات مداخل بغداد الثمانية.

وكانت بغداد قد شهدت خلال اليومين الماضيين موجة غير مسبوقة استهدفت مسؤولين في وزارات الخارجية والداخلية والدفاع والمالية كان أبرزهم مساعد وكيل وزارة الخارجة صادق شاكر جوير ابن شقيق وزير المالية السابق والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي باقر جبر الزبيدي. وعلى أثر ذلك، كثفت السلطات الأمنية والعسكرية إجراءاتها من حيث نصب عشرات السيطرات المتحركة في الشوارع الرئيسية والفرعية من بغداد وهو ما تسبب في ازدحام مروري خانق. وتأتي الانتكاسة الأمنية الجديدة بعد يومين من تأكيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن العراق أكثر البلدان استقرارا في المنطقة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه قيادة عمليات بغداد أن إجراءاتها المكثفة التي اتخذتها أمس الأحد تأتي في أعقاب ورود معلومات عن دخول سيارات مفخخة إلى بغداد بهدف تنفيذ عمليات تفجير واغتيالات قد تطال مواكب كبار المسؤولين، فإن مصدرا رفيع المستوى في وزارة الداخلية أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الموجة الأخيرة من الاغتيالات التي اجتاحت بغداد لا علاقة لها بدخول السيارات المفخخة» مشيرا أن «معظم عمليات الاغتيالات التي تم تنفيذها مؤخرا حدثت في أعقاب فشل المباحثات التي أجرتها الحكومة مع بعض المجاميع المسلحة ومنها جماعة (عصائب أهل الحق)»، مشيرا إلى أن «عدة مجاميع مسلحة يعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم القاعدة تنوي دخول بغداد قادمة من محافظة ديالى القريبة منها وذلك طبقا للمعلومات التي حصلت عليها الأجهزة المختصة من أحد قياديي تنظيم القاعدة الذي تم اعتقاله مؤخرا».

وكشف أن «ما يحدث من عمليات اغتيال أكثر مما يعلن عنه لأسباب مختلفة». وكانت قيادة عمليات بغداد قد أعلنت أن الأجهزة الأمنية استنفرت قواتها لمتابعة الخلايا الإرهابية التي تقوم بتنفيذ الاغتيالات». وقال الناطق الرسمي باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي ببغداد إن تنظيم القاعدة هو من يقوم بعمليات الاغتيال بالمسدسات الكاتمة والعبوات الناسفة واللاصقة. وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية قامت بتفكيك 90 في المائة من الخلايا الإرهابية من خلال تنفيذ عمليات نوعية باعتقال قيادات (القاعدة) وقتلهم، إلا أن هناك خلايا بدأت في إعادة تنظيمها، وتقوم الآن باستهداف ضباط الأجهزة الأمنية والشخصيات السياسية وموظفي الوزارات الأخرى». وكشف عطا عن «تطبيق خطط استخباراتية مضافة لملاحقة الجماعات المسلحة»، إضافة إلى «وجود معالجات أمنية وفرت التوصل إلى بعض خيوط تلك التنظيمات المسلحة، وتمت ملاحقتها وسيتم الإعلان قريبا عما حققته قواتنا في ملاحقة تلك الخلايا». وطبقا لما رصدته «الشرق الأوسط» في شوارع العاصمة بغداد، فإن الزحامات في بعض المناطق الحيوية من العاصمة مثل الطريق الرابط بين كرخ بغداد ورصافتها بين حيي السيدية والجادرية امتدت إلى عدة كيلومترات من جسر الجادرية بينما انتشرت في شوارع الكرادة خارج والسعدون والباب المعظم عشرات السيطرات التي كانت تعمل على تفتيش أنواع مختلفة من السيارات على أثر ورود معلومات أمنية بشان أنواع السيارات المفخخة وموديلاتها. وفي السياق ذاته، فإن عدة أحياء سكنية خصوصا في جانب الكرخ مثل العامرية والخضراء والجامعة شهدت إغلاقا لمنافذها ومنع وقوف السيارات داخل المرائب. وفي حين تم الإعلان عن إلقاء القبض على منفذ عملية اغتيال عميد كلية طب المستنصرية محمد حسن العلوان، فقد أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن وزارة الداخلية وافقت على منح أساتذة الجامعات هويات تسمح لهم بحمل الأسلحة الشخصية أثناء تنقلهم. وقال كتاب صادر من وزارة التعليم العالي وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «الداخلية وافقت على حمل الأساتذة الأسلحة العائدة لهم لغرض تأمين الحماية الشخصية بعد عمليات اغتيال تعرض لها أساتذة الجامعات» خلال الفترة الأخيرة، طبقا للبيان. على صعيد أمني أيضا وعلى الرغم من كثافة الإجراءات الأمنية، فقد أصيب 4 أشخاص نصفهم من الشرطة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة قرب إحدى الكنائس وسط بغداد اليوم. وطبقا للشرطة العراقية، فإن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة شرطة مكلفة بحماية كنيسة القلب الأقدس في الكرادة وسط بغداد، مما أسفر عن إصابة اثنين من الشرطة ومدنيين اثنين بجروح وإلحاق أضرار بسيارة الشرطة.