وساطة برلمانية بين الحكومة والمعارضة لحل أزمة السليمانية

بارزاني يعلن عن استعداده للحوار مع كل الأطراف

TT

أعلنت النائبة بيمان عز الدين، عن كتلة التغيير الكردية المعارضة، أن اللجنة التي تشكلت من عدد من أعضاء البرلمان الذين يمثلون الكتل البرلمانية بكردستان التقت رئيس حكومة إقليم كردستان العراق برهم صالح، من أجل دفع جهود الوساطة لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة في الإقليم على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي أوقفتها السلطات المحلية بالسليمانية بنشر المزيد من القوات الأمنية والعسكرية هناك.

ووصفت عز الدين أجواء اللقاءات التي أجرتها اللجنة مع كل من صالح، وعضو قيادي بحركة التغيير، بأنها «كانت إيجابية لكن من المبكر توقع حصول انفراج في الأزمة بسبب تباعد مواقف الطرفين في ما يتعلق بالشروع في مفاوضات جدية لتهدئة الأوضاع والتمهيد لاتفاق ينهي الأزمة السياسية بالإقليم».

وقالت النائبة «إن الطرفين أكدا استعدادهما للحوار المباشر، ونحن أعضاء اللجنة حاولنا إيجاد رابط محدد يدفع باتجاه عقد اجتماعات المائدة المستديرة بمشاركة جميع الأطراف، وقد التقينا في هذا المجال برئيس الحكومة وبالقيادي في حركة التغيير عمر سيد علي، وسنواصل لقاءاتنا خلال الأسبوع الحالي مع بقية أطراف المعارضة، وهما الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، لبحث إمكانية البدء بالمفاوضات، ونقطة الخلاف الوحيدة التي تعرقل التوصل إلى نتيجة مرضية هي وجود القوات العسكرية المكثفة التي تم نشرها في مدينة السليمانية وبقية المناطق التابعة لها، حيث إنها هي التي تعرقل جهودنا، خاصة أن المعارضة تشترط سحب تلك القوات قبل الدخول في المحادثات، فيما تريد السلطة ضمانات مؤكدة بعدم العودة إلى المظاهرات إلى حين التوصل لاتفاق يرضي جميع الأطراف، ونحن في اللجنة منهمكون حاليا في إيجاد حل توافقي يرضي الطرفين بهذا الاتجاه».

وكان رئيس الحكومة برهم صالح قد تعهد أمام الوفد البرلماني بأن إقناع قيادتي حزبي السلطة (الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني) سيتولاه هو بنفسه، على أن تسعى اللجنة إلى إقناع أطراف المعارضة بالموافقة على الشروع في مفاوضات متعددة الأطراف للخروج من الأزمة. وقال صالح «إنه كإجراء مؤقت لتهدئة أوضاع السليمانية تم نشر أعداد من القوات الأمنية الداخلية هناك، وعلى الجميع أن يتعاون من أجل تهدئة الأمور، فلا مناص من الجلوس إلى مائدة الحوار لحل مشكلاتنا، ويجب على المعارضة أن تحول مسألة الدعوة إلى التهدئة من مجرد شعار إلى تطبيق في الواقع». ودعا صالح أجهزة الإعلام المحلية إلى إنهاء الحملات الإعلامية والحرب الكلامية والابتعاد عن لغة التخوين والتشهير، وأن تسعى لتهدئة الأمور بدل تصعيدها». وكانت الأحزاب الكردية المعارضة الثلاثة قد عقدت أول من أمس اجتماعا ثانيا خلال أقل من شهر، للتباحث حول مستجدات الأزمة السياسية الحالية بكردستان إثر نزول الآلاف من العناصر العسكرية والأمنية إلى شوارع المدن الكردستانية، خاصة مدينة السليمانية التي أخليت ساحة السراي مركز المظاهرات اليومية ورفعت منابر الخطابة فيها، ومنعت القوات الأمنية خروج أي مظاهرات احتجاجية بالمدينة. في غضون ذلك، أكد السكرتير الصحافي لرئيس إقليم كردستان فيصل الدباغ، أن «الرئيس مسعود بارزاني على استعداد تام للاجتماع بأحزاب المعارضة الثلاثة لتطبيع الأوضاع بكردستان». وقال الدباغ «إذا كانت الأحزاب الثلاثة بالمعارضة تسعى لتطبيع وتهدئة الأوضاع فإن رئيس الإقليم ليس لديه أي مانع للاجتماع بقادتها».