المجلس الانتقالي يجري تحقيقات مع مصريين اعتقلوا في بنغازي واتهموا بتنفيذ عمليات إرهابية

«قذاف الدم» ينفي تورطه في مؤامرة ضد الثوار.. ومعارضون ليبيون يؤكدون ضلوعه

TT

بينما ما زال المجلس الوطني الانتقالي المناوئ لنظام حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يتكتم بشأن المعلومات الخاصة بتوقيف خلية مكونة من نحو أربعين مصريا تم اعتقالهم أول من أمس في مدينة بنغازي، نفى أحمد قذاف الدم، ابن عم القذافي والمنسق العام (السابق) للعلاقات المصرية - الليبية تورطه في هذه القضية.

ورفض مسؤولون بالمجلس الانتقالي الذي يتخذ من مدينة بنغازي مقرا له، الكشف عن التفاصيل المتعلقة بهذه القضية، وأكدوا في اتصالهم لـ«الشرق الأوسط»، أن المعتقلين ما زالوا قيد التحقيقات.

لكن مصادر على صلة بالتحقيقات قالت في المقابل، إن المصريين المعتقلين اعترفوا خلال التحقيقات التي جرت معهم أنهم مكلفون من أحمد قذاف الدم ابن عم القذافي بالقيام بأنشطة تخريبية وأعمال ضد الاستقرار في المنطقة الشرقية لصالح نظام القذافي. وكشفت عن أنه تم اكتشاف جوازات سفر مزورة بحوزة المعتقلين تحمل توقيع ميلود صادق القنصل الليبي بمدينة الإسكندرية.

ونقلت المصادر عن المعتقلين في التحقيقات الأولية أنهم أكدوا أنهم حصلوا على هذه الجوازات والأسلحة التي تم ضبطها معهم بعد دخولهم إلى ليبيا عبر الأراضي المصرية، وأنهم كانوا مكلفين بالقيام بسلسلة عمليات اغتيال تصفيات جسدية والاتصال بخلايا نائمة تابعة لنظام القذافي في مدينة بنغازي.

وأوضحت المصادر أن المهام الموكلة للمجموعة المعتقلة كانت تتضمن أيضا على ما يبدو القيام بعمليات للإيحاء بأن المجلس الوطني الانتقالي الممثل للثوار ليس مسيطرا على الأوضاع في مدينة بنغازي وأنه ما زالت هناك جيوب مقاومة تابعة للقذافي في المدينة.

لكن أحمد قذاف الدم نفى في بيان وجهه لقناة «العربية»، ونشره لاحقا على صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، أن يكون قد تورط في قصة هذه المجموعة الإرهابية، لافتا إلى أن هذا الخبر غير صحيح، وقال «بدو الصحراء لم ولن يكونوا مرتزقة في أي يوم».

وتابع «منذ إعلان استقالتي بداية الأحداث لست طرفا في هذا النزاع الذي أدنته منذ اليوم الأول.. وإن كان لي أي نشاط لن يكون إشعال النار.. وإنما سيكون في العمل على إيقاف هذا القتال الذي لن يخرج منه منتصر.. ولن تخرج منه ليبيا العزيزة بالعزة التي ننشدها لها».

ويقول معارضون ليبيون في القاهرة، إن قذاف الدم الذي أعلن استقالته من منصبه الشهر الماضي ما زال يدير في القاهرة ما وصفوه بأنشطة استخباراتية وأمنية تدعم نظام القذافي.

وراجت معلومات حول قيام قذاف الدم بمحاولة بيع الأصول الليبية في مصر للحصول على سيولة مالية تمهيدا لإرسالها إلى نظام القذافي الذي يعاني بدوره أزمة مالية طاحنة.

واتهم موقع «المنارة» الليبي الإلكتروني الموالي للثوار، قذاف الدم بأنه يحاول إقناع بعض المستثمرين بشراء حصصه في بعض الفنادق والشركات المصرية والتخلص منها على وجه السرعة حتى لو أدى ذلك إلى بيعها بأقل من نصف أو ربع ثمنها، فيما أعلن موقع «ثورة ليبيا» الإلكتروني عن أنه بصدد ملاحقة أحمد قذاف الدم إعلاميا وقضائيا بتهمة القيام بنشاطات مشبوهة لإخماد الانتفاضة الشعبية ضد القذافي.

وكان قذاف الدم قد دعا مؤخرا الليبيين إلى إلقاء السلاح «لأن قرار السلم والحرب قد لا يكون غدا بأيدينا»، لكن المعارضة الليبية رفضت هذه الدعوة، وقالت في المقابل، إنها محاولة لعرقلة التقدم الكبير، الذي يحققه الثوار على الأرض في طريقهم إلى معاقل القذافي في سرت وطرابلس.