اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي محاكمة مبارك أمام ماسبيرو

مؤيدو الرئيس السابق رفضوا إهانته باعتباره «رمزا».. ودعوا للتظاهر مجددا في يوم ميلاده

مظاهرة مؤيدة للرئيس المصري السابق بالقرب من مبنى التلفزيون المصري (ماسبيرو) أمام كورنيش النيل بوسط القاهرة، أمس (أ.ب)
TT

تجمع العشرات من المصريين، أمس، من المؤيدين والمعارضين لمحاكمة الرئيس السابق، حسني مبارك، بالقرب من مبنى التلفزيون المصري (ماسبيرو) أمام كورنيش النيل بوسط العاصمة المصرية، القاهرة، مما أدى لوقوع احتكاكات بينهم، حيث تراشق الطرفان بالألفاظ وتطور الأمر إلى اشتباك بالأيدي، حتى تدخلت الشرطة العسكرية وفصلت بين الطرفين. بدأت الواقعة، عندما تجمع عشرات من المواطنين على كورنيش النيل في وقفة محددة موعدها مسبقا، للتعبير عن رفضهم لمحاكمة مبارك، والمطالبة بتكريمه، باعتباره رمزا من رموز الوطن، ورفض إهانته. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «لا للإهانة.. نعم للتكريم»، ورددوا شعارات من قبيل «بالروح بالدم نفديك يا مبارك»، «لسة ولسة كتير.. الرئيس حبايبه كتير». بل وقاموا بالتنبيه على المتواجدين على ضرورة التظاهر مجددا يوم 4 مايو (أيار) المقبل، الموافق يوم ميلاد مبارك. وقد اختلط المتظاهرون المؤيدون لمبارك مع بعض الأهالي الذين كانوا يقضون يوم عيد الربيع على كورنيش النيل، مما أعطى للمظاهرة زخما كبيرا . وقال أمير العباسي، أحد المنظمين لمظاهرة تأييد مبارك، التي سموها «مظاهرة رد الجميل»، نحن مع التغيير، ولكننا ضد الإهانة، خاصة إذا كانت الإهانة لأحد رموز البلاد، وأضاف: «لقد شاركت في الثورة من أول يوم ولم يكن من مطالبنا سجن الرئيس أو إهانته إطلاقا»، وتابع العباسي: «كانت كل مطالبنا تتلخص في تحسين أحوال المعيشة، وإطلاق الحريات وليس إهانة الرموز». وقال محمد عبد السلام، أحد المتظاهرين ضد محاكمة مبارك: «كان هدفنا إصلاح البلاد، ولكننا للأسف الآن نرى أن البلد تتهاوى، ونحن نحترم حسني مبارك، وجئنا لنعبر عن هذا الأمر»، وتابع عبد السلام بحزن قائلا: «أنا اليوم نادم على نزولي إلى المظاهرات يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي لأن الحال الذي وصلت إليه البلد الآن ليس هو ما أردناه». وفي المقابل، وعلى الجانب الآخر من الكورنيش، تجمع العشرات من الرافضين لهذه المظاهرة الداعية لتكريم الرئيس السابق، وراحوا يرددون هتافات «هنحاسب كل الحرامية» رافضين أي تهاون أو تراخي مع أي شخص ثبت أنه أجرم في حق البلد ومواطنيها وضرورة تقديمه للمحاكمة، حتى لو كان شخص الرئيس السابق، ورفع بعض المتظاهرين الأحذية في وجه مؤيدي مبارك، ووصفوهم بالمرتزقة، مؤكدين أن مبارك يجب أن يحاسب على كل ما ارتكب من جرائم. وقال خالد رشوان، أحد الناشطين السياسيين المطالبين بمحاكمة مبارك: «نحن هنا بالأساس احتجاجا على هؤلاء الذين يريدون تكريم من قام بسرقة البلاد ونهبها».

وأضاف: «يجب محاسبة كل مسؤول صغيرا كان أم كبيرا على أي جرائم ارتكبها». وقال محمد حسن، أحد المتظاهرين ضد تكريم مبارك: «نحن لن ننسى دماء شهدائنا الذين قتلهم مبارك ونظامه، ونعترض بشدة على أي شخص يحاول أن يلوث دماء الشهداء بالحديث عن العفو عن مبارك تحت أي سبب».