حزب الوفد يؤكد تلقي تهديدات من قادة النظام السابق لدعمه الثورة «25 يناير»

عمر سليمان قال للسيد البدوي «أنتم تحرقون البلد»

عمر سليمان و السيد البدوي
TT

بينما كشفت تصريحات الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، ذي التوجه الليبرالي المعارض، عن تلقي الحزب تهديدات في يوم 25 يناير (كانون الثاني) من نائب الرئيس المصري السابق، عمر سليمان، أكد قيادي بارز في «الوفد» لـ«الشرق الأوسط» أن «الوفد» تلقى أيضا تهديدات من الرئيس السابق، حسني مبارك، شخصيا ومن وزير داخليته، حبيب العادلي، بعد دعم الثورة المصرية.

وقال البدوي، خلال احتفالية حزب الوفد بذكرى تحرير سيناء في مدينة العريش المصرية، التي تبعد نحو 381 كلم شمال شرقي القاهرة، أول من أمس، إن عمر سليمان، نائب الرئيس المصري رئيس جهاز المخابرات المصرية السابق، طالب «الوفد» بعدم حرق مصر - على حد تعبير البدوي - إلا أن الحزب رفض التهديد.

وأضاف رئيس الحزب: «لا بد أن لا نتفرغ للقفز على ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وإن فلول الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا) المنحل حاليا، وأعوانه متغلغلون في كل الأماكن، وهؤلاء يمثلون خطرا على الثورة»، مشددا على ضرورة إقالة كل قيادات النظام السابق.

من جانبه، أكد ياسر حسان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد المعارض، المقرب من رئيس الحزب، أن «الوفد» تلقى تهديدات بالفعل من مبارك شخصيا ومن حبيب العادلي ومن سليمان بعد دعم الثورة المصرية، خصوصا بعد مطالبة «الوفد» يوم 25 يناير برحيل النظام المصري السابق على اعتبار أنه فقد شرعيته، وأعلن ذلك في مؤتمر صحافي قال فيه إن «النظام فقد شرعيته، ولا بد من إقالة الحكومة التي كان يترأسها أحمد نظيف، وحل مجلس الشعب (الغرفة الأولى من البرلمان المصري)».

وتابع حسان: «وعقب المؤتمر الصحافي، وبالتحديد في الساعة 10:30 مساء يوم 25 يناير، تلقى رئيس حزب الوفد 3 مكالمات تهديد من حبيب العادلي وزير الداخلية المصري الأسبق، وعمر سليمان نائب الرئيس السابق، وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق (الأمن الوطني حاليا)».

وكشف حسان لـ«الشرق الأوسط» أنه خلال واحدة من هذه المكالمات (التي كان يحدثه فيها العادلي) سمع الدكتور البدوي بنفسه حوارا بينه وبين الرئيس السابق، مبارك، وكان مبارك منفعلا وتهجم على رئيس «الوفد» بشكل سيئ، مما جعل البدوي يقطع المكالمة.. ثم اتصل به العادلي مرة ثانية، وقال للبدوي: «أرجو أن لا تنزعجوا، حيث إن الوضع في البلاد مختلف، ولازم يبقى لنا موقف، وأنا مش زعلان على نفسي لكن زعلان عليك انت، انت هتتأذي (قاصدا البدوي)، فالرئيس كان معايا وانت سمعت جزء من المكالمة».

وأشار حسان إلى أنه عقب اتصال العادلي تلقى البدوي اتصالا من عمر سليمان قال فيه: «أنت بهذا التصرف (إعلان الوفد أن النظام المصري فقد شرعيته) بتحرق البلد»، لافتا إلى أن «النظام السابق كان يجري الكثير من الاتصالات برئيس (الوفد) للتهديد، مثل ما حدث في انتخابات مجلس الشعب، حين تلقى رئيس الحزب اتصالات من صفوت الشريف رئيس الحزب الوطني (المنحل)، وأحمد عز أمين التنظيم في الحزب، والعادلي، للضغط بالرجوع في قرار عدم المشاركة في الانتخابات».

وأوضح حسان أن الاتصالات الهاتفية لم تحدد نوع التهديد، لأن الوضع في البلاد كان مضطربا جدا ويصعب معه معرفة نوع التهديد، لافتا إلى أن التهديد لم يوجه لحزب الوفد كحزب، وإنما وجه إلى رئيسه.. موضحا أن الحزب الوطني سبق وأن نفذ تهديداته ضد رئيس الحزب، حينما تدخل وأوقف بعض تعاملات البنوك المصرية مع البدوي بعد قرار انسحاب الحزب من انتخابات مجلس الشعب.

وقال حسان إن «أزمة حزب الوفد بدأت مع النظام السابق، حينما قدم النظام السابق بلاغا للنائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، ضد جماعة الإخوان المسلمين قبل انتخابات مجلس الشعب الماضية بأسبوع، ووقع عليه جميع الأحزاب، إلا أن (الوفد) رفض»، معتبرا أنه لم يحدث في تاريخ «الوفد» أن قدم بلاغا للنائب العام ضد قوة من القوى السياسية.. وإن منهجه هو الحوار.

وأضاف أن خلافا آخر وقع بين البدوي وصفوت الشريف، عقب شراء البدوي صحيفة «الدستور» المصرية الخاصة.. حيث انتقد الشريف البدوي واتهمه بالتخلي عن مبادئ «الوفد» والتحالف مع «الإخوان»، ووقتها قال البدوي للشريف: «أعتقد أنكم عارفين كل حاجة وبتسجلوا وتصورا كل حاجة، وعارفين إنه لا يوجد تحالف مع (الإخوان)»، لافتا إلى أن التعنت وصل ذروته بعد إصرار الشريف على عدم نقل ملكية الدستور لمالكها الجديد (رضا إدوارد) رسميا لعدم موافقة الأمن القومي، وأن الملكية نقلت عقب الثورة المصرية.

وكشف حسان أن عمر سليمان لم يلتق منفردا بالبدوي، وأن لقاءه معه كان أثناء جلسات الحوار الوطني.. لافتا إلى أن سليمان كان يغلق هاتفه الجوال ولم يرد على المشاركين في الحوار، وكانت الاتصالات به مقطوعة، وكان واضحا منذ بداية الثورة أن التوجه العام للنظام يتجه إلى تنحي مبارك.

وأوضح عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن التهديد جاء للوفد على اعتبار أنه أعلن انضمامه إلى شباب الثورة في ميدان التحرير يوم 26 يناير، مع حزبي الجبهة الديمقراطي والغد المعارضين، نافيا تلقي البدوي أي اتصال من الرئيس السابق.

وتابع حسان: «كنا نتوقع إما أن يضار رئيس (الوفد) بوضعه في سجن ليمان طرة (مقر رموز النظام السابق حاليا)، أو حدوث انقسامات داخل الحزب من خلال ضغط النظام السابق على بعض قيادته لرفع دعاوى قضائية ضد الحزب أثناء انتخابات الشعب وأحداث الثورة».

وأضاف حسان أن سبب إعلان البدوي عن التهديدات الآن يرجع إلى وجود بعض القوى التي تزايد على «الوفد» وعلى رئيسه خلال الثورة، قائلا إن «(الوفد) لم يكن ينتوي كشف هذه التصريحات للرأي العام، لتقديرنا لعمر سليمان ودوره الوطني وكلامه المهذب، الذي يشبه (السم في العسل)»، على حد وصف حسان.