اتهامات دمشق وحزب الله لتيار المستقبل تعمق الشرخ السياسي في لبنان

قيادي في «المستقبل»: مشكلة النظام السوري مع شعبه وليست مع الخارج

TT

عمقت الاتهامات السورية لتيار المستقبل بالتدخل في الاضطرابات القائمة بسورية، وتبني قوى سياسية لبنانية في مقدمتها حزب الله هذه الاتهامات والترويج لها، الشرخ السياسي القائم أصلا في لبنان، وزادت من منسوب التوتر السياسي بين فريقي «8» و«14» آذار، خصوصا بعد أن بث التلفزيون الرسمي السوري يوم السبت الماضي خبرا يتحدث عن اعتقال عضو كتلة المستقبل النائب عقاب صقر في مدينة بانياس السورية، الذي سرعان ما تبين عدم صحته.

وفي حين كان لافتا إبداء رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص أسفه لـ«الأخبار الواردة من الشقيقة سورية»، معربا عن خشيته من أن «يتعرض هذا الموقف السوري القومي المتميز إلى الوهن»، وقال إن «ما يحكى عن عوامل خارجية في تأجيج التوتر في سورية إنما ينم عن تصميم على تحقيق هذا الهدف تحديدا، أي النيل من صلابة الموقف القومي السوري في مواجهة المشروع الأميركي - الإسرائيلي في المنطقة العربية»، واصل حزب الله هجومه المركز على تيار المستقبل، فأعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب نبيل قاووق، أن «اليد التي امتدت لتطعن ظهر المقاومة، هي نفسها التي تمتد اليوم لتطعن خاصرة سورية وبالمشروع التآمري الأميركي نفسه»، مشددا على أن «هؤلاء وبعد انفضاح أمرهم وسقوط الأقنعة عن وجوههم بوثائق (ويكيليكس)، لم يخجلوا أو يعتذروا من شعبهم، وكفى بذلك فضيحة وطنية».

وردا على اتهامات سورية وحلفائها في لبنان، اعتبر قيادي بارز في تيار المستقبل أن «النظام السوري اعتاد أن يبني شرعيته على الترويج لاستهدافه بمؤامرات خارجية، وعلى التنطح لقضية قومية كبرى»، وأعلن القيادي «المستقبلي» لـ«الشرق الأوسط»، أنه «في ظل عدم قيام إسرائيل بأي عمل ضد هذا النظام يذكر بهذا العداء، وبعد التثبت من أن مشكلة هذا النظام هي مع شعبه وليست مع الخارج، اضطر النظام في دمشق إلى اصطناع أعداء له، هم تيار المستقبل بشكل مباشر ومن خلفه دول الاعتدال العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، عبر ما يروجه أزلام هذا النظام في لبنان من أكاذيب»، ورأى أن «الأطراف اللبنانية المرتبطة بالنظام السوري بالذات، وغير المرتبطة بسورية كشعب ودولة، تجد نفسها كأنها مقبلة على حالة يُتم من جهة، ومن جهة أخرى هي مدعوة إلى دعم النظام السوري كأنه مستهدف من الخارج، فتشن حملة ظالمة وكاذبة ضد تيار المستقبل وغيره».

ورأى عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني، أن «الاتهامات السورية التي تطلق في حق تيار المستقبل باطلة ومفبركة ولا أساس لها من الصحة»، معتبرا أن «ما يجري هو لنقل المشكلة إلى لبنان، وأن فريق (14 آذار) وتيار المستقبل ملتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد»، متمنيا «الاستقرار والأمن في سورية رغم أن لكل شعب حق تقرير المصير».

بدوره، دعا عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر إلى «عدم تصديق وسائل الإعلام السورية لأنها تكذب على الرأي العام السوري واللبناني لرمي ثقل المشكلة الداخلية إلى الخارج». معتبرا أن «الاتهامات الموجهة ضد تيار المستقبل افتراءات وتلفيقات لا يمكن لعاقل أن يصدقها».