استقالة أكثر من 200 عضو من حزب البعث الحاكم احتجاجا على ممارسات الأجهزة الأمنية

30 منهم استنكروا تصوير «الذين استشهدوا أو جرحوا أو عذبوا» وكأنهم عصابات إجرامية مسلحة

صورة مأخوذة على هاتف جوال تظهر رجال الأمن يفتشون الطلاب على مدخل جامعة دمشق (أ.ب)
TT

أعلن ثلاثون عضوا في حزب البعث الحاكم أمس في مدينة بانياس انسحابهم من الحزب احتجاجا على «ممارسات» أجهزة الأمن، بحسب بيان صادر عنهم. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية لاحقا ان 203 أعضاء اضافيين أعلنوا انسحابهم من الحزب، بحسب قوائم اطلعت عليها.

وكان الاعضاء الثلاثين الذين استقالوا، قالوا في بيان صادر عنهم: «إن ممارسات الأجهزة الأمنية التي حصلت تجاه المواطنين الشرفاء والعزل من أهالينا في مدينة بانياس والقرى المجاورة لها، لا سيما ما حصل في قرية البيضا، يناقض كل القيم والأعراف الإنسانية ويناقض شعارات الحزب التي نادى بها». وأشار البيان إلى «تفتيش البيوت وإطلاق الرصاص العشوائي على الناس والمنازل والمساجد والكنائس من قبل عناصر الأمن والشبيحة». وأضاف أن ذلك يؤدي إلى «الاحتقان الطائفي وبث روح العداء بين أبناء الوطن الواحد».

وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الصحافة الفرنسية: «والأنكى من ذلك أنه تم تصوير هذه الحملة من إعلامنا على أبنائنا الذين استشهدوا أو جرحوا أو عذبوا وكأنهم عصابات إجرامية مسلحة». وتابع البيان: «لذلك ونظرا للانهيار المتعمد لمنظومة القيم والشعارات التي تربينا عليها في الحزب طيلة العقود الماضية والتي تم تحطيمها على أيدي الأجهزة الأمنية فإننا وبناء عليه نعلن استنكارنا واستهجاننا وشجبنا لما حدث، ونتساءل عن مصلحة أجهزة الأمن والدولة من مثل هذه الأفعال المشينة ونعلن انسحابنا من الحزب».

وفي 12 أبريل (نيسان) فتحت قوات الأمن النار في قرية البيضا القريبة من بانياس شمال غربي سورية، التي حاصرها الجيش لأيام عدة. وأفاد ناشطون لحقوق الإنسان أن قوات الأمن داهمت منازل واعتقلت «مئات» الأشخاص. وفي العاشر من أبريل (نيسان) فتحت قوات الأمن النار في بانياس على السكان، خصوصا أمام المساجد، ما أوقع أربعة قتلى على الأقل و17 جريحا. إلا أن مصادر مقربة من السلطة قالت أن هناك استياء في صفوف الحزبيين لا سيما في مدينة بانياس منذ عدة أشهر عندما جرت انتخابات الفرق والفروع، إذ لم ينجح في انتخابات بانياس سوى قلة قليلة من الحزبيين المسلمين السنة، وذهبت غالبية المواقع القيادية إن لم يكن كلها إلى أبناء الطائفة العلوية من الحزبيين.

وتأتي الاستقالات أمس بعد يوم واحد من إعلان أمين منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي السوري في أوكرانيا، محمد زيدية، استقالته من منصبه، احتجاجا على الأوضاع في سورية. ووصف زيدية في تسجيل له موقف ودور حزب البعث السوري بـ«الضعيف الذي يكاد يكون مغيبا، في ظل مؤسسات أمنية يبدو أنها لم تعد تفهم إلا منطق الإرهاب والقمع».