الأكراد و«العراقية» والصدريون يطالبون المالكي بـ«موقف واضح» من الوجود الأميركي

مقرب من رئيس الوزراء لـ «الشرق الأوسط»: مشاعره الحقيقية مع الانسحاب.. ولكن

TT

اعتبر خصوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تصريحاته التي أدلى بها أول من أمس، قبيل مغادرته إلى كوريا الجنوبية في زيارة رسمية، بشأن حاجة العراق إلى أموال وتدريب لتأمين حدوده الخارجية، دعوة «مبطنة» لتمديد بقاء القوات الأميركية.

وأكد رئيس البرلمان أسامة النجيفي، خلال استقباله السفير الفرنسي في بغداد أمس، أن التمديد للقوات الأميركية «أمر مرفوض شعبيا». وحمل النجيفي في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه الحكومة مسؤولية ذلك، قائلا إن «الحكومة هي المعنية باتخاذ القرار الأولي من خلال تحديد حاجة البلاد إلى بقاء هذه القوات من عدمه».

وكان المالكي قد قال في تصريحاته إنه «على مستوى الدفاع الخارجي، العراق لديه نقص في ذلك، لأن القوات الدفاعية لا تتكامل بسنة أو سنتين، وإنها تحتاج الكثير من الأموال والتدريب، وتحتاج إلى أسلحة دفاع عن السيادة سواء قوات جوية أو صاروخية أو رادارات».

من جهتهم، طالب ممثلو الكتل والقوى الرئيسية في البرلمان العراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، المالكي باتخاذ موقف حاسم ونهائي من هذه القضية. وقال القيادي في كتلة التحالف الكردستاني محمود عثمان إن «رئيس الوزراء لم يكن حاسما خلال مؤتمره الصحافي»، مطالبا بعقد «لقاء مع القادة العسكريين والأمنيين لأنهم هم أصحاب القول الفصل في هذه القضية الحساسة».

بدورها، قالت ميسون الدملوجي، الناطقة باسم القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي، إنه «من الواضح أن القوات الأمنية والعسكرية العراقية غير جاهزة، وبالتالي فإن الأحاديث والتصريحات بشأن هذه الجاهزية ليست أكثر من استهلاك إعلامي»، مشيرة إلى أن «القائمة العراقية ترى أن الوقت قد حان للانسحاب الأميركي، وهذا موقف ثابت بالنسبة لنا، لكننا نطالب السيد رئيس الوزراء بتحديد الخطوات اللاحقة وتوضيح الموقف بشكل نهائي، سواء كنا جاهزين لمسك الملف الأمني، أو لسنا جاهزين لذلك، لأن من مصلحة الجميع أن تكون الأمور واضحة خصوصا أننا نتصدى لقضية خطيرة مثل الانسحاب الأميركي من العراق».

أما القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، فقد أكد أن «الموقف الحكومي المعلن هو مع الانسحاب، وهو ما كرره أكثر من مرة رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة، لكننا لا نعرف المخفي لأن هذا لا يعلمه إلا الله». وأشار إلى أن «موقف كتلة الأحرار الصدرية هو مع الانسحاب الأميركي من العراق، لأن كل الحجج والأعذار من حيث عدم الجاهزية وغيره من مبررات لم تعد مقنعة». وأوضح أن «الحديث عن حاجتنا للطائرات وغيرها أمر سابق لأوانه الآن، لأننا لا نواجه عدوانا من أي دولة من جيراننا، وبالتالي فلا حاجة للحديث عن تأجيل الانسحاب تحت هذه الذريعة».

من جهته، اعتبر عدنان السراج، القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، أن «هناك طرفين في مسألة الموقف من القوات الأميركية في العراق.. طرفا يرى أن القوات العراقية قادرة وجاهزة لمسك الملف الأمني وإدارته بالكامل، وطرف آخر يتحجج بغير ذلك من قبيل أن القوات العراقية غير جاهزة»، مشيرا إلى أن «الطرف الأول، وهو الذي يمثله المالكي والمؤيدون له، يملك ثقلا جماهيريا، وبالتالي هو من سيحسم الموقف». وأضاف أن «المشاعر الحقيقية للمالكي هي مع الانسحاب الأميركي، لكنه يرى أنه جزء من عملية سياسية، وبالتالي فإنه لا يريد أن ينفرد بالقرار، وهو ما سوف يفعله بعد عودته من كوريا الجنوبية، حيث سيجمع الكتل من أجل اتخاذ موقف نهائي وحاسم في هذا الموضوع».