جدل حول أهداف تعرض سفير فلسطين بالجزائر لاعتداء بالسكاكين

الملحق بالسفارة يتهم دحلان.. ومصدر فلسطيني ينفي محاولة الاغتيال

TT

يبحث الأمن الجزائري عن ثلاثة أشخاص ينتمون إلى الأمن الفلسطيني، بشبهة محاولة قتل السفير الفلسطيني بالجزائر حسين عبد الخالق. واتهم الملحق الإعلامي بالسفارة رجل فتح القوي بغزة سابقا محمد دحلان بالوقوف وراء الحادثة التي وقعت الاثنين الماضي بالعاصمة.

أصدرت سفارة فلسطين بالجزائر أمس بيانا يفيد بأن ثلاثة أشخاص «مسلحين بالسكاكين والمطاوي، دخلوا كمراجعين إلى مبنى السفارة، وهي الحالة الاعتيادية اليومية المعمول بها، وتوجهوا مباشرة إلى غرفة السفير حسين عبد الخالق، شاهرين سكاكينهم بوجه كل من في الغرفة، ومنهم الأخ السفير. وحصل عراك وتلاحم مع المجموعة نتج عنه إصابة السفير ودفع وتهديد من في الغرفة، وفروا هاربين».

ولم يوضح البيان هوية الأشخاص الثلاثة الذين وصفهم بـ«الخارجين عن القانون». وقال إن ما حدث «ليس بطولة ولا شجاعة نادرة ولا هجوما على موقع عسكري إسرائيلي، بل هو جزء من ممارسات حدثت في الساحات الجزائرية وفي ساحات أخرى لعدم التزام البعض في المؤسسات الفلسطينية». ولم يوضح البيان ما يقصد بالتحديد، وأضاف: «الاعتداء على الأخ السفير هو جريمة نكراء ومعزولة عن ممارساتنا الوطنية والأخلاقية، وهي اعتداء على المؤسسات الشرعية التي بذل الغالي والثمين من أجل تشييدها والوصول إليها».

وأوضح بيان السفارة الفلسطينية أنه رفع تقريرا عن الحادثة إلى «مؤسساتنا الفلسطينية المعنية»، وإلى الجهات الرسمية الجزائرية الدبلوماسية والقانونية، «وسيتم الاقتصاص من العابثين والمعتدين ليكونوا عبرة.. ولن يزيدنا هذا الإجرام إلا التصاقا بالشرعية الفلسطينية وبهموم شعبنا في الساحة الجزائرية، وبالمحافظة على صيانة العلاقة الفلسطينية الجزائرية التي عمدت بالدم والدموع».

ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من التحدث إلى السفير أو مسؤول آخر بالسفارة، للحصول على معطيات إضافية حول القضية. ونقل صحافيون عن الملحق الإعلامي بالسفارة ماجد مقبل تحدثوا إليه في وقت مبكر من صباح أمس، أن محمد دحلان الرجل القوي في فتح بغزة سابقا، هو من يقف وراء الحادثة.

وأفاد مصدر من الشرطة الجزائرية لـ«الشرق الأوسط» بأن السفارة بلغت الأمن بأسماء الأشخاص الثلاثة وسلمتهم صورهم، وذكر أن البحث عنهم انطلق. وأوضح مصدر فلسطيني بعيد عن السفارة، في اتصال به، أن الثلاثة ينتمون إلى الأمن الفلسطيني ودخلوا إلى الجزائر بفضل مساعدة السفير عبد الخالق. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: «السفير يعرف هؤلاء الأشخاص معرفة جيدة، فقد كانوا موظفين بقنصلية فلسطين بالإمارات العربية المتحدة عندما كان عبد الخالق قنصلا هناك. ونشب بين الطرفين صراع كبير بالإمارات، عندما قطع القنصل رواتب الثلاثة الذين كانوا في صفوف الأمن الوقائي الفلسطيني. والغريب أن السفير هو من ساعدهم على الدخول إلى الجزائر»، مشيرا إلى أن الثلاثة دخلوا السفارة على أساس أهم فلسطينيون يريدون تسوية وثائق إدارية.

ونفى المصدر أن يكون الأمر يتعلق باغتيال السفير، وقال: «لقد حاولوا ضربه كرد فعل على قطع رواتبهم، وقد أصيب السفير في رأسه، وجرحه ليس خطيرا».