بعد بث «القاعدة» شريط الرهائن الأربعة فرنسا مدعوة مجددا للانسحاب من أفغانستان

كانوا ضمن مجموعة من 7 أشخاص اختطفوا في 16 سبتمبر الماضي

TT

عرض تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أمس شريطا مصورا يتضمن رسائل وجهها أربعة فرنسيين اختطفهم التنظيم قبل سبعة أشهر في النيجر «يتوسلون» فيه للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بسحب القوات الفرنسية من أفغانستان, وهو طلب رفضته فرنسا على الفور.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروا بعد بث التسجيل ومدته 3 دقائق و36 ثانية ويظهر الرهائن الفرنسيين الأربعة أن فرنسا «تعمل كل ما بوسعها من أجل إطلاق سراح هؤلاء الرهائن». وأضاف «أنتم تعرفون مسبقا الموقف الفرنسي, سياستنا الخارجية لا تخضع للإملاءات بأي شكل كان». ويعرض شريط الفيديو على التوالي صور بيار لوغران ودانييل لاريب وتييري دول ومارك فورير مع مسلحين خلفهم. وقدم الرهائن الأربعة أنفسهم الواحد بعد الآخر، وقرأ كل واحد منهم نصا يكاد يكون نفسه، جاء فيه «نحن نناشد رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي أن يستجيب لطلب (القاعدة) سحب القوات الفرنسية من أفغانستان، لأن الفرنسيين ليست لهم حقيقة أي مصلحة في الحرب على أفغانستان».

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي إن «عملية تقييم الشريط ما زالت جارية». ويعود تسجيل المشاهد بحسب ما أكده الرهائن عند تقديم أنفسهم، إلى 11 أو 12 أو 13 أبريل (نيسان). والرهائن الأربعة الذين تحتجزهم «القاعدة» كانوا ضمن مجموعة من سبعة أشخاص خطفوا في 16 سبتمبر (أيلول) 2010 في موقع أرليت لاستخراج اليورانيوم في شمال النيجر الذي تستغله مجموعة «أريفا» الفرنسية النووية. وفي 24 فبراير (شباط) الماضي تم إطلاق سراح ثلاثة هم: فرنسية وتوغولي وملغاشي بالقرب من الحدود بين الجزائر ومالي والنيجر. وقال مصدر قريب من الملف الأسبوع الماضي إن مجموعة من الوسطاء موجودة حاليا في معقل الخاطفين في بلد من منطقة الساحل لم يتم تحديده, وذلك لإجراء جولة جديدة من المفاوضات. وقال مصدر مقرب من الوسطاء إن «عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بدأوا الآن يفقدون صبرهم, الطلب من فرنسا سحب قواتها من أفغانستان يشير إلى نفاد الصبر. إنه تهديد». وقال ولد سيدي أحمد وهو من مالي إن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يبعث رسالتين: الأولى لبن لادن زعيم تنظيم القاعدة وتقول إنه خلافا لما جرى للرهائن الثلاثة الأوائل الذين أطلق سراحهم، فإن الرهائن الأربعة الحاليين سيبقون، والطلب الرئيسي هو ما يريده بن لادن: رحيل القوات الفرنسية عن أفغانستان».

وأضاف أن «الرسالة الثانية مهمة أيضا, وتشير إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يرفع من حدة نبرته حيال باريس». من جهته, أكد الصحافي المالي بخاري ديكو «نحن ندخل في مرحلة حساسة حيال مسألة الرهائن الفرنسيين, عموما بعد ورود هذه الرسائل فإن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ينتقل إلى مرحلة متطورة تتعلق بالتهديد بإعدام الرهائن».

من جهته, أكد الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية لوران فوكيه أن فرنسا لن تسمح لخاطفي الرهائن بأن يملوا عليها سياساتها. وقال الوزير: «ليس خاطفو الرهائن من يملون السياسات الخارجية لفرنسا». وأوضح أن «المهمة الأولى هي إخضاع التسجيل لدراسة الخبراء والتأكد، على الأخص، من أنه شريط يثبت أن رهائننا على قيد الحياة». وأضاف «المهمة الثانية هي فعل كل ما هو ممكن للإفراج عنهم». وقال وزير الخارجية المالي سوميلو بوبي مايغا إثر وصوله إلى الجزائر أمس إن الوضع في منطقة الساحل «خطير ومقلق ويتطلب تضافر جهودنا بصورة أكبر للتصدي له». وتنشر فرنسا نحو 3800 جندي في أفغانستان. في نوفمبر (تشرين الثاني) اشترط زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الجزائري عبد المالك دروكدال في تسجيل بثته قناة «الجزيرة»، على فرنسا الانسحاب من أفغانستان لبقاء الرهائن سالمين. وفي تسجيل صوتي حذر أسامة بن لادن بنفسه في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) فرنسا من أنها لن تعرف الأمن قبل أن تسحب قواتها من أفغانستان وتوقف «ظلمها» للمسلمين, في إشارة إلى قانون منع النقاب في الأماكن العامة الذي أقر في فرنسا. وسبق أن أعدم «القاعدة في المغرب الإسلامي» في أواخر يوليو (تموز) 2010 العامل في هيئة إنسانية ميشال جيرمانو وفرنسيين شابين هما أنطوان دو ليوكور وفانسان دولوري غداة اختطافهما في 7 يناير (كانون الثاني) في نيامي.