سجناء طالبان يروون قصة الهروب الكبير من سجن قندهار عبر نفق

مدير السجن: أغلبهم ما زالوا هاربين وربما فروا إلى ملاذات آمنة في باكستان

TT

روى سجناء من طالبان كانوا قد تمكنوا من الفرار من سجن شديد التحصين في جنوب أفغانستان وأعادت القوات القبض عليهم، كيف نجح مقاتلو طالبان خارج الأسوار من شق نفق متطور به إضاءة وتهوية إلى داخل السجن لتحرير مئات من السجناء. وشنت السلطات الأفغانية والقوات الأجنبية حملة لملاحقة السجناء الذين فروا من سجن في قندهار وقدر عددهم بنحو 500 شخص في ما وصفه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بأنه كارثة. وأمكن إعادة اعتقال 71 سجينا حتى الآن.

وحكى عدد منهم بعد عودتهم إلى السجن كيف دبر هذا الهروب الكبير مسلحون ببنادق كلاشنيكوف. وقال والي جان، أحد السجناء الفارين الذين أعيد ضبطهم: «حين خرجت، قال لي مقاتل من طالبان: (أنت حر لتذهب أينما تريد). النفق كان مضاء بقوة وكان علينا أن نزحف للخروج». وقال للصحافيين في مؤتمر لوسائل الإعلام نظمه مسؤولو مخابرات أفغان: «كان هناك أنبوب من البلاستيك في جانب من النفق وفي الجانب الآخر كان هناك سلك كهربائي ممتد به الآلاف من المصابيح. أعتقد أن الأنبوب كان للتهوية».

وفي رسالة إلى الرئيس الأفغاني، ألقى حبيب الله غالب وزير العدل الكثير من اللوم على إخفاق قوات الأمن الأفغانية والأجنبية، ملمحا إلى تعاون من داخل السجن.

وقال غالب إن المنزل الذي بدأ من عنده النفق وطوله 320 مترا كان في مرمى بصر من يعملون في السجن وإنه خضع للتفتيش قبل وقت غير طويل من واقعة الهروب. ونقل صحافيون إلى السجن في وقت لاحق من يوم الهروب نفسه ليروا فتحة النفق في أحد مجمعات الزنازين. والتقطت «رويترز» صورا لحفرة عمقها عدة أقدام في الأرضية الخراسانية يسمح اتساعها بنزول رجل واحد متصلة بالنفق.

وذكرت الشرطة للصحافيين أن المقاتلين استخدموا روافع السيارات لكسر الأرضية الخراسانية التي يبلغ سمكها عدة سنتيمترات.

وقالت طالبان في بيان إن 541 سجينا فروا من خلال نفق استغرق حفره خمسة أشهر وإنهم نقلوا في ما بعد بسيارات إلى مواقع أكثر أمنا.

وقال جان إن زنزانته كان بها نحو 20 سجينا حين فتح الباب لهم. وبعدها زحفوا في النفق نحو نصف ساعة. وأضاف: «البعض كان مرعوبا ولا يريد الخروج. زحفت في النفق. غطت الأوحال ملابسي».

وقال سجين آخر اسمه سميح الله إنه ليس من المقاتلين ولم يكن يعرف شيئا عن خطة الهروب لكنه أجبر تحت تهديد السلاح على التوجه إلى فتحة النفق من خلال حفرة في أرضية الزنزانة الخراسانية. وقال: «كنا كلنا نائمين حين أيقظنا مقاتلو طالبان قرب منتصف الليل وقالوا: (اخرجوا.. إذا لم تفعلوا سنقتلكم بالرصاص)». وقال جان إنه حين خرج من النفق حاول الوصول إلى منزل أحد أقاربه في مدينة قندهار ليغير ملابسه ويأكل، لكن قوات الأمن اشتبهت فيه سريعا لأنه كان حافي القدمين وملابسه ملطخة بالطين.

وأصدرت السلطات الأفغانية تحذيرا بعد حادث الهروب مباشرة قالت فيه إن معظم السجناء الفارين لا يرتدون أحذية. وقال الجنرال غلام داستجير مدير السجن أول من أمس إن عددا كبيرا من السجناء ما زالوا هاربين وربما فروا إلى ملاذات آمنة في باكستان.