تعديلات واسعة مرتقبة في فريق أوباما قبل عام على انتخابات الرئاسة

بانيتا للدفاع مكان غيتس وبترايوس لإدارة «سي آي إيه».. وكروكر سفيرا لدى أفغانستان

TT

تحدثت مصادر أميركية، أمس، عن عزم الرئيس باراك أوباما على إجراء تعديلات واسعة في فريقه، قبل عام على انتخابات الرئاسة، ينقل بموجبها مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ليون بانيتا، ليصبح وزيرا للدفاع، بدلا من روبرت غيتس، واحتمال تعيين رايان كروكر، سفيرا جديدا لدى أفغانستان.

وقال مسؤول أميركي نقلت تصريحاته وكالة الصحافة الفرنسية، إن «بانيتا سيتولى وزارة الدفاع خلفا للجنرال غيتس الصيف المقبل». وكانت شبكتا «إيه بي سي» و«إن بي سي» التلفزيونيتان ذكرتا النبأ. وأضافتا أن الجنرال ديفيد بترايوس، قائد العمليات العسكرية في أفغانستان، سيخلف بانيتا على رأس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

ولم يتضح ما إذا كان الرئيس أوباما سيعلن كل التغييرات في وقت واحد، أم إنه سيعلنها منفصلة على مدى شهور، وذلك لأن هناك مناصب أخرى يدور الحديث حول تغييرات فيها، منها قائد القوات الأميركية في أفغانستان ومناصب عليا في وزارتي الدفاع والخارجية. ويعتبر منصب وزير الدفاع قفزة مهمة في مسيرة بانيتا، أحد قادة الحزب الديمقراطي القدماء.

وكان بانيتا بدأ نشاطاته السياسية في ولاية كاليفورنيا، ثم صار عضوا في الكونغرس، قبل أن يترأس مكتب الإدارة والميزانية في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ثم اختاره الرئيس كلينتون، رئيسا للموظفين، واستفاد منه في تنظيم علاقاته مع الكونغرس. وساعد بانيتا، الرئيس كلينتون في مفاوضات مع قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس سنة 1993. وكان كلينتون حينها يريد تخفيض المصاريف الحكومية وزيادة الضرائب على الأغنياء.

وقال مراقبون في واشنطن إن اختيار بانيتا وزيرا للدفاع سيخدم أكثر من هدف: أولا، تولى سياسي ديمقراطي لوزارة الدفاع (روبرت غيتس وقبله دونالد رامسفيلد جمهوريان)، وثانيا، الاستفادة من خبرة بانيتا في التفاوض مع الكونغرس لأن أوباما يريد أن يكرر سياسة كلينتون بخفض المصاريف الحكومية وزيادة الضرائب على الأغنياء، وثالثا، الاستفادة من خبرة بانيتا في تخفيض ميزانية البنتاغون نفسه، والتي تضاعفت منذ أن كان كلينتون رئيسا، وخاصة خلال سنوات الرئيس السابق بوش الابن، وخاصة بسبب الحروب ضد الإرهاب وفي أفغانستان والعراق. يشار إلى أن روبرت غيتس كان أعلن سابقا عزمه على تقديم الاستقالة خلال السنة الحالية، بعد خمس سنوات في المنصب.

وبالنسبة لاختيار الجنرال بترايوس مديرا لوكالة «سي آي إيه»، يرى مراقبون في واشنطن أنه سيكون ثاني عسكري يعين في هذا المنصب في تاريخ الوكالة. وكان الأدميرال مايكل هايدن مديرا لأربع سنوات قبل بانيتا. غير أن اختيار بترايوس يثير نقاشات في واشنطن حول اختيار عسكري للمنصب في مؤسسة مدنية بالضرورة. وكان روبرت غيتس، قد عين مديرا للوكالة خلال إدارة الرئيس السابق بوش الأب.

غير أن الجنرال بترايوس ليس جديدا على التعاون مع وكالة «سي آي إيه»، خاصة خلال سنوات عمله في العراق، ثم في أفغانستان. وتعاون الجنرال بترايوس كثيرا خلال السنتين الماضيتين عندما زاد استعمال «سي آي إيه» للطائرات من دون طيار، في عمليات استهداف المشتبه فيهم في أفغانستان وباكستان.

وكانت أخبار سابقة أشارت إلى احتمال أن يحل الجنرال بترايوس محل الأدميرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الذي تنتهي فترته الثانية، والتي استمرت لمدة سنتين في سبتمبر (أيلول).

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن هذه التغييرات المرتقبة تأتي في لحظة حاسمة بالنسبة لسياسته الخارجية. وذلك وسط الاضطراب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وقرب البت في انسحاب القوات الأميركية من العراق مع نهاية العام الحالي. وتوقع بداية انسحاب القوات الأميركية في أفغانستان.

وبالنسبة للسفير كروكر، قال مراقبون في واشنطن إنه ربما سيكون أكثر من سفير، لأنه يستطيع تنسيق الاتصالات الدبلوماسية في كل من أفغانستان وباكستان. هذا بالإضافة إلى أخبار بوجود مشكلات بين السفير الحالي في أفغانستان، الجنرال المتقاعد كارل إيكنبيري، والرئيس الأفغاني حميد كرزاي.

ولا يعد كروكر جديدا على المنطقة. فقد عمل سفيرا للولايات المتحدة لدى العراق من عام 2007 حتى عام 2009، وهي الفترة التي أرسل فيها الرئيس السابق جورج دبليو بوش المزيد من القوات الأميركية إلى ذلك البلد. كما عمل كروكر سفيرا لبلاده في باكستان من عام 2004 حتى عام 2007، وكان مسؤولا كبيرا في الخارجية عن قضايا الشرق الأوسط خلال رئاسة جورج بوش الأولى. وفي عام 2002، أرسل إلى أفغانستان لإعادة فتح السفارة الأميركية في كابل بعد الإطاحة بحركة طالبان. وقبل ذلك، كان كروكر سفيرا في سورية (1998 – 2001)، والكويت (1994 – 1997)، ولبنان (1990 – 1993).