وائل غنيم يتفرغ لإنشاء منظمة أهلية لمكافحة الفقر وتنشيط التعليم في مصر

بعد اختياره ضمن أكثر مائة شخص تأثيرا في عام 2011 بسبب دوره في ثورة 25 يناير

TT

قرر الناشط السياسي المصري الشاب وائل غنيم، القيام بإجازة طويلة من عمله في شركة «غوغل» العالمية، والتفرغ للقيام بأعمال خيرية ومكافحة الفقر في مصر. وقال غنيم، الذي يعمل مدير التسويق الخاص في شركة «غوغل» في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، في رسالة له عبر صفحته على موقع «تويتر»: «قررت الحصول على إجازة تفرغ طويلة من شركة (غوغل) والبدء في مشروع تقني عبر منظمة غير حكومية، يهتم بمكافحة الفقر وتنشيط التعليم في مصر».

وعلق أحد أصدقاء غنيم على رسالته بالقول «إن ما سيفعله غنيم مفاجأة بكافة المقاييس، حيث إنه سيترك شركة (غوغل) وما أدراك ما (غوغل)، لكن إذا كان سيفعل ذلك من أجل جمعية أهلية مصرية لغرض نبيل فهذا شيء عظيم حقا».

ويأتي هذا القرار بعد أيام من اختيار غنيم ضمن أكثر مائة شخص تأثيرا في العالم خلال عام 2011، وذلك في التصنيف الذي أجرته مجلة «تايمز» الأميركية. وقال عنه الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للرئاسة المصرية، تعقيبا على هذا الاختيار، «إن وائل غنيم يمثل الشباب الذين يشكلون الغالبية العظمى للشعب المصري، فهو شاب ناجح استطاع أن يصل لمنصب مدير التسويق لشركة (غوغل) العالمية، لكنه في الوقت نفسه كان منشغلا بالسياسة مثل الكثير من الشباب المصري الذي كان يتطلع للتغيير في بلد حكمه الخوف لعقود». ويعد غنيم (30 عاما) أحد رموز ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في 11 فبراير (شباط) الماضي. من خلال إنشائه لصفحة «كلنا خالد سعيد»، على موقع «فيس بوك» الاجتماعي، تيمنا بشاب اتهمت الشرطة المصرية بتعذيبه حتى الموت. وكانت من أوائل من وجهوا الدعوات للمصريين للتظاهر ضد النظام السابق. كما كان اختفاؤه خلال الأيام الأولى للثورة مثار جدل كبير جدا لدى المصريين، إلى أن تبين أنه اعتقل ليلة «جمعة الغضب» 28 يناير (كانون الثاني) الماضي. وكان لخروجه بعد 10 أيام دور كبير في إشعال الثورة المصرية. حين ظهر في لقاء تلفزيوني وبكى بشدة لدى عرض صور بعض القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات، واعتبر كثيرون أن مشهد بكائه أعطى زخما كبيرا للمتظاهرين في ميدان التحرير وشجع كثيرين على الانضمام إليهم.

وأثار غنيم إعجابا عالميا الأسبوع الماضي أيضا، ولفت الأنظار إليه بشدة، خلال مشاركته في ندوة استضافها صندوق النقد الدولي في مقره بواشنطن 15 أبريل (نيسان) الجاري، حين وجه اتهاما شديد اللهجة إلى المجتمع الدولي، وبشكل خاص إلى المؤسسات المالية الدولية، قائلا «إن صندوق النقد الدولي ارتكب جرائم وليس فقط أخطاء في حق الشعب المصري في دعم حكومة الرئيس المصري السابق حسني مبارك».

ووجه كلامه إلى مدير صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس، قائلا «عندما علم البعض أنني آت إلى هنا، انتقدني البعض وقالوا إن صندوق النقد الدولي سمح للأنظمة أن تبقى، ولكن أنا هنا لأمثل من هم مثلي». وأضاف: «عندما تتحدثون عن خلق فرص العمل، فإنكم تتحدثون عن شخص يحصل على 100 دولار لشركة تحصد الملايين من الدولارات».