شهود يروون مأساة سيدة مغربية حامل قتلت في مصراتة

ثلاثة من المرتزقة الأفارقة اغتصبوها ثم قتلوها أمام أنظار أسرة مغربية

TT

قالت مصادر صحافية فرنسية إن سيدة مغربية حاملا في شهرها السابع تعرضت في مدينة مصراتة لاعتداء بشع أدى إلى موتها، مشيرة إلى أن الواقعة حدثت قبل أسابيع وتسبب فيها مرتزقة أفارقة يقاتلون إلى جانب الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي.

وذكرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أن السيدة المغربية تدعى «أحلام» وكانت تعمل طباخة في مطعم يسمى «الامتياز» يوجد في شارع طرابلس بمصراتة، واحتجزتها كتائب القذافي رهينة داخل المطعم رفقة مغربي آخر يدعى عزيز يحيى وأسرته وكان بدوره يعمل في المطعم نفسه.

ونشرت الصحيفة القصة المأساوية كما سمعها مراسلها من يحيى الذي نجا من موت محقق هو وزوجته وابنه الذي يبلغ من العمر 12 سنة. وقال يحيى إنهم تعرضوا إلى معاملة قاسية وإن المغربية القتيلة تعرضت للاغتصاب أثناء احتجازها لمدة زادت على شهر، ولم ينج إلا بعد أن وصل الثوار إلى المنطقة التي كانوا محتجزين فيها. وأشار يحيى إلى أنه في 18 مارس (آذار) الماضي اقتحم نحو عشرين جنديا من كتائب القذافي المطعم بعدما أطلقوا النار في اتجاههم. وقال إن الجنود احتلوا المطعم لمدة خمسة وثلاثين يوما «وكانوا يعاملوننا خلالها مثل الحيوانات، أنا وزوجتي حورية وابني أمين».

وأشار إلى أنه في اليوم التالي لوصول كتائب القذافي تعرضت «أحلام» «للصفع والدفع بعنف من قبل ثلاثة مرتزقة كانوا ضمن مجموعة من عشرين شخصا في صالون كان مخصصا لتناول الشاي»، وأضاف أنه تعرف من بين الجنود على ثلاثة أفارقة من نيجيريا ومالي وتشاد، مشيرا إلى أن زعيمهم الذي يدعى «خولا» هو التشادي وكان الأكثر عنفا ضمن المجموعة. وأضاف أن «أحلام» وقبيل تعرضها للتعنيف كانت تدعو الله لكي لا تتم إساءة معاملتها بسبب حالتها الصحية وباعتبارها حاملا، خاصة أنها كان من الممكن أن تلد في أي لحظة، إلا أنه بعد مدة خرج الجنود الثلاثة من الغرفة حيث كانت أحلام تمسك بطنها بكلتا يديها وهي تبكي، ثم توجه التشادي «خولا» نحوها وركلها كما لو أنه يقذف بكرة.

وقال يحيى في روايته للواقعة: «سقطت أحلام على ظهرها قبل أن يعاود التشادي ضربها في بطنها. ثم بدأت تتقيأ دما ولم تتحرك بعدها»، مشيرا إلى أن كل ذلك حدث أمامه وأسرته دون أن يتمكنا من القيام بأي رد فعل لإنقاذ السيدة المغربية. وزاد يحيى «بعد ذلك، قال التشادي لرفيقيه باللغة العربية (ابحثا عن حفرة، وادفناها)، ثم سحبا جثة أحلام من قدميها في الدرج. وقذفوا بها داخل شاحنة صغيرة كما لو كانت كيسا».

وبعد وفاة أحلام عاشت أسرة يحيى محنة لمدة تزيد على الشهر حتى يوم الخميس 21 أبريل (نيسان) وهو اليوم الذي سيطر فيه الثوار على المدينة، وقال مراسل «ليبراسيون»، إن يحيى وأسرته كانا حتى الاثنين الماضي في مستشفى صغير داخل مصراتة يسمى «الحكمة»، في انتظار أن يغادروا ليبيا. يشار إلى أن السلطات المغربية قالت إن نحو مائة مغربي استطاعوا بالفعل مغادرة مصراتة إلى مصر عن طريق إحدى البواخر، لكن لم يتسن معرفة ما إذا كان من بينهم أسرة يحيى.