وكيلة وزيرة الخارجية الأميركية: إذا أظهرنا التزامنا الكلي للشباب اليوم سيكون لدينا حلفاء أقوياء مستقبلا

الدوائر الحكومية تكثف من وجودها الإلكتروني «للتواصل مع الشعوب العربية»

TT

بات من الواضح أن الإدارة الأميركية تبحث عن أفكار وطرق جديدة للتعامل مع التطورات السياسية في الشرق الأوسط والتغييرات فيها. وبينما يواصل البيت الأبيض بحثه عن استراتيجية للتعامل مع الوقائع السياسية الجديدة، هناك اهتمام أميركي متزايد بالتواصل المباشر مع الشعوب العربية، خاصة النشطاء السياسيين الذين ظهروا على مواقع التواصل الاجتماعي. وبينما أصبح الناشط المصري وائل غنيم يتمتع بصفة أشبه بالمشاهير في الولايات المتحدة واختير ضمن لائحة «الأشخاص الـ100 الأكثر نفوذا في العالم» من قبل مجلة «تايم» الأميركية، تجد الإدارة الأميركية نفسها تسعى للتعرف على باقي الشخصيات الشابة النافذة في المنطقة وخاصة تلك التي باتت قادرة على تحريك الشعوب عبر التواصل التقني. وفي الوقت نفسه، هناك جهود أميركية لاستخدام تقنيات التواصل وخاصة الهواتف النقالة وشبكة الإنترنت لتحسين صورتها من جهة وتوثيق الروابط مع الشباب في المنطقة. وشرحت وكيلة وزيرة الخارجية للدبلوماسية العامة، جوديث ماكهيل، أمس، أن واشنطن تبذل جهودا لمضاعفة «دعم النشطاء الشباب والتواصل معهم» في العالم العربي. وصرحت ماكهيل بأن «الدبلوماسية بين الحكومات غير كافية، نحن بحاجة إلى دبلوماسية مع الشعوب وبات ذلك جزءا أساسيا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة». ويذكر أن الولايات المتحدة لديها برامج تبادل مع 160 دولة حول العالم وقد اعتمدت هذه الصيغة منذ الحرب العالمية الثانية ولكن على أساس تبادل فعلي ولكنها الآن تنظر إلى سبل التبادل والتواصل عبر الإنترنت في برامج تشمل ربط مدارس في دول عربية ودول أخرى مع مدارس أميركية. وقالت ماكهيل، التي شاركت في ندوة استضافها «معهد الولايات المتحدة للسلام» حول التبادل بين الشعوب عبر الإنترنت في واشنطن، أمس، إن «أكثر من 60 في المائة من سكان العالم دون سن الـ30، وذلك يدفع إلى التغيير». وأضاف: «وهذا ما بدأنا نراه في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث هناك موجة من النشطاء الشباب الذين يطالبون بحقوقهم ويعيدون بناء عالمهم، وهذه نقطة تحول أساسية لهؤلاء الشباب الذين يشعرون بقوتهم مما يجعلها لحظة مهمة لمضاعفة جهود الولايات المتحدة لدعمهم والتواصل معهم». وتابعت: «إذا استطعنا إظهار التزامنا الكلي للشباب اليوم سيكون لدينا حلفاء أقوياء وشركاء للسنوات المقبلة».

وكانت ماكهيل قد زارت تونس الأسبوع الماضي وشهدت ما وصفته بـ«نشوة حذرة» من التغييرات في بلادهم. وقالت ماكهيل: «الشعب التونسي فخور جدا بالثورة، وعليهم أن يكونوا فخورين، كما أن من الواجب علينا كلنا مساعدتهم». وأعلنت ماكهيل أن واشنطن ستمول مشروعا لتدريب الصحافيين التونسيين الشباب من خلال برنامج عبر الإنترنت مع صحافيين أميركيين لتأهيلهم للعمل في تونس اليوم مع حريات التعبير الجديدة. ومن جهته، قال شيلدون هيملفارب من «معهد الولايات المتحدة للسلام» إن «الخطوة المقبلة للتبادل وجها لوجه الآن هو التبادل عبر الإنترنت». وكان هناك تقييم للتبادل الفعلي بين الطلاب والشباب الأميركيين مع شباب وطلاب حول العالم، وحيث إن التكلفة الأدنى لمثل هذه البرامج 4 آلاف دولار لكل مشترك فإن المشاركة عبر الإنترنت أقل تكلفة بكثير. وأضاف هيملفارب أن التواصل الحيوي ضروري ولا يمكن استبداله ولكن التواصل عبر الإنترنت يعتبر دعما لتلك الجهود. وأضاف: «هناك طرق عدة لبناء شبكات الثقة بين الشعوب المختلفة»، منها عبر الإنترنت. وتابع: «نريد استخدام الإنترنت للتفاعل الإيجابي مع العالم».

وخلال الأسابيع الماضية قامت الخارجية الأميركية بخطوات فعالة لبناء الروابط مع الشباب من خلال الإنترنت، منها استضافة موقع الدردشة المصري الإلكتروني «المصراوي» لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالإضافة إلى إطلاق صفحة خاصة للخارجية الأميركية على موقع «تويتر» لتبث أخبار السياسة الخارجية الأميركية عبر الموقع الإلكتروني. وأعلنت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي تعيين كريستوفر بينتر في موقع «منسق شؤون الفضاء الإلكتروني» لدى وزارة الخارجية، حيث سيعمل على جميع القضايا المتعلقة بهذا المجال، بما فيها «تنسيق تواصل وزارة الخارجية الأميركية في الدبلوماسية العالمية حول قضايا الفضاء الإلكتروني». ويذكر أن ذلك لا يشمل فقط التواصل عبر الإنترنت وتقوية الدبلوماسية العامة بل أيضا قضايا مثل حماية الفضاء الإلكتروني ومنع انتهاك خصوصية مستخدمي الإنترنت.