المستشار الإعلامي للسادات: حذرت عمر سليمان من الاقتراب من مبارك.. واختياره نائبا تضحية واضحة به

علي السمان لـ «الشرق الأوسط»: أدرس تأسيس حزب سياسي جديد يضم شباب 25 يناير

علي السمان (تصوير: عبد الله السويسي)
TT

كشف الدكتور علي السمان، المستشار الإعلامي للرئيس المصري الأسبق أنور السادات، عن أنه حذر صديقه، عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، من الاقتراب من حسني مبارك الرئيس السابق حتى لا يحترق.

وأعرب السمان في حوار مع «الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن ثورة 25 يناير (كانون الثاني) كانت أقرب إلى «انتفاضة المدن»، لأنها جاءت تلقائية من دون تخطيط مسبق، وكان زخمها الأكبر من خلال المدن الرئيسية، قبل أن تنتشر في أنحاء مصر.

وقال السمان، الذي يرأس حاليا مؤسسة تحالف الحضارات التي تتخذ من باريس مقرا لها، إنه يدرس حاليا تأسيس حزب سياسي جديد برئاسته، بعد أن كان عازفا طوال حياته عن الانضمام لأي حزب أو تنظيم سياسي أو حتى الإدلاء بصوته في أي انتخابات.

ويرى السمان أن تنامي نفوذ السلفيين أمر خطير، مشيرا إلى أنه طلب من شباب 25 يناير أن يتحملوا مسؤوليتهم، وأن يقوموا بالتصدي إلى التيار السلفي وحماية البلد من الفيضان المتشدد الذي يحاولون به إثارة القلق في الشارع المصري.

وقال السمان إنه نصح شباب الثورة بالاتجاه للاقتصاد والعمل على إعادة انتعاشه مرة أخرى، بعد أن توقفت عجلة الإنتاج وزادت البطالة، خاصة مع عودة المصريين العاملين في ليبيا. وجاء الحوار على النحو التالي..

* لماذا رفضت مصطلح «ثورة 25 يناير» واعتبرتها «انتفاضة مدن»؟

- لأنني أرى أن ما قام به هؤلاء الشباب أقرب إلى الانتفاضة، لأن هذه الحركة جاءت تلقائية من دون تخطيط مسبق، وهو ما أكده لي شباب 25 يناير بعد ذلك، أما لماذا المدن تحديدا، فذلك لأنني كنت أعني أن الانتفاضة كان زخمها الأكبر وتأثيرها الأعمق من خلال المدن الرئيسية، ومن ثم انتشرت لكل أرجاء مصر، ولم أعن أبدا بهذا التعبير انتقاصا من قدرها أو ممن قاموا بها أو مما حققته من نتائج، وعلى كل حال سأوافق على مصطلح «ثورة» إلى أن يجد الشباب مصطلحا آخر أشد وقعا في التعبير.

* في ضوء لقائك بعدد من شباب الثورة، إلى أين يتجه رأيهم حاليا في رأيك؟

- لقد جاء لي شباب الثورة للاستفادة من تجاربي الشخصية والمهنية، فقد أرادوا أن يفتحوا حوارا مع الأجيال السابقة للاستفادة وطلبوا المشورة في صورة سؤال «ماذا نفعل الآن حتى نحقق أهداف الثورة؟»، فقلت لهم اذهبوا إلى الاقتصاد واعملوا على إعادة انتعاشه مرة أخرى، بعد أن توقفت عجلة الإنتاج وزادت البطالة، خاصة مع عودة المصريين العاملين في ليبيا، وبالفعل وجهتهم إلى الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي تتبع للاتحاد العام للجمعيات الأهلية، وهم الآن بصدد تنفيذ 3 مشروعات فعليا.

* خلال أحداث الثورة كنت خارج مصر، كيف استقبلت الثورة، وهل أجريت اتصالات بأي من أصدقائك من المسؤولين المصريين؟

- لم يحدث اتصال مباشر بيني وبين أي مسؤول في السلطة المصرية خلال الثورة، وأحب أن أقول إنني كنت في بداية الأمر أفضل أن يظل الرئيس السابق حسني مبارك في منصبه حتى تنتقل السلطة سلميا في انتخابات الرئاسة التي كانت مقررة في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، حتى لا يحدث أي توتر في مصر، وكان يمكن التعجيل بانتخابات مجلس الشعب وتعديل الدستور، لكن مع وصول الثورة إلى أوجها لم يكن هناك خيار آخر، فكان لا بد أن يرحل حقنا للدماء وللحفاظ على مكتسبات الدولة.

* بصفتك من الأصدقاء المقربين للواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، كيف تلقيت نبأ تعيينه في هذا المنصب؟

- اختيار عمر سليمان لمنصب نائب الرئيس عرضه لخطر كبير، وكان تضحية واضحة به، لا سيما بعد الرفض القاطع خلال السنوات الأربع الأخيرة للمحاولات داخل المطبخ السياسي لتعيين نائب للرئيس، لكن «المؤسسة العائلية» داخل الرئاسة كانت لا تريد وجود هذا المنصب لسليمان أو غيره، لأنه كان سيضيع فرصة تولي جمال مبارك رئاسة مصر خلفا لوالده.

وعمر سليمان رجل عسكري حتى النخاع، وشديد الولاء لمصر، وكان الرئيس مبارك هو الرئيس حتى اللحظة الأخيرة، وأود أن أكشف عن أنني حذرت عمر سليمان بحكم الصداقة التي بيننا من الاقتراب الشديد من الرئيس مبارك في فترات سابقة لما رأيته في ذلك من خطورة عليه لاحقا، وتحديدا في أن يتم تحميله مسؤولية كل ما يحدث (ككبش فداء) في ظل قراءة للمشهد السياسي عقب نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي شابها تزوير.

* هل كنت ترى مخرجا للأزمة غير الذي حدث؟

- حسني مبارك أضاع فرصا كثيرة، أولاها أنه كان يجب عليه أن يتنحى منذ نتائج انتخابات 2005، وكان سيخرج منها كبيرا في عين الشعب.. الثانية كان يمكنه أن يعيد النظر في التعديلات الدستورية بما يطمئن الناس أنه لن يكون رئيسا للأبد، وأن يحسم مسألة تمديد فترات الرئاسة.. ثالثتها: أنه لم يعترض على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي كانت سبة في تاريخ الحياة السياسية المصرية.. والرابعة: حينما سخر من الذين أرادوا أن يقيموا حكومة الظل وقال عبارته الشهيرة «خليهم يتسلوا».. أما أخطر هذه الفرص الضائعة فهي الخطاب الأخير الذي ألقاه قبيل التنحي مباشرة، والذي حرره ابنه جمال ووزير الإعلام السابق أنس الفقي، اللذان اعتقدا أنهما قادران على تحرير خطاب رئاسي محوري في تاريخ مصر، فخرج بذلك الشكل الذي أجج مشاعر الغضب أكثر ضد مبارك ونظامه.

* هل أجريت أي اتصالات بعمر سليمان بعد التنحي؟

- سليمان يرفض تلقي أي اتصال مني أو من غيري منذ قرار التنحي، لكن على مستوى العمل السياسي فإنني أعتقد أنه لم لا يرشح عمر سليمان نفسه للرئاسة مثلا، خاصة أن له باعا طويلا في علاقات مصر الخارجية ومنطقة الشرق الأوسط؟

* لك أصدقاء كثيرون في الدائرة المطلعة على الرئاسة، فهل كشفوا لك عن تفاصيل ليلة تنحي مبارك؟

- نعم، علمت أن الضغوط العائلية على مبارك داخل البيت كانت شديدة للغاية، لعل أبرز نتائجها أنهم منعوا عنه تماما مشاهدة التلفزيون أو أي محطات فضائية من يوم 25 يناير إلى يوم 10 فبراير (شباط)، وأرادوا تغييبه عن الحقيقة حتى لا يتخذ أي قرار يخالف طموحاتهم، وأقنعوه بأن الخطاب الأخير الذي كتبه كل من نجله جمال وأنس الفقي سيحول موقف الشعب إلى صالحه، وأن الأمور لا تتعدى مجرد مظاهرات لفئات قليلة، وقال له وزير الإعلام إن أجهزته لديها تقارير تثبت من خلال استطلاعات الرأي العام أن الشعب مع مبارك حتى النهاية. وبعد إلقاء مبارك للخطاب بساعة واحدة ليلة الخميس 10 فبراير لم يتلق أي رد فعل من المحيطين به، ولم يقو أحد على أن يقول الحقيقة في ظل الغضب الكبير الذي سببه الخطاب في الشارع المصري، ففتح مبارك التلفاز ورأى الحقيقة لصورة ميدان التحرير، فاستدعى جمال وباقي أفراد عائلته وقال لهم «لقد ضيعتم شرفي العسكري»، وقد يكون تخيل كذلك أن الجماهير وهي تتقدم تجاه الحرس الجمهوري المرابط أمام القصر الرئاسي والذي كان على أهبة الاستعداد لتلقي أوامر جديدة من الرئيس السابق مبارك بحكم الواجب العسكري، حسبها كقائد سابق للعمليات بأن النهاية قد تكون دموية إذا ما حدثت مواجهة بين الجيش والجماهير، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار التنحي. فاستدعى جمال وطلب منه إبلاغ عمر سليمان بقرار التنحي وكتابة البيان الذي سيلقيه سليمان على الشعب بهذا القرار، وحينما خرج جمال من الغرفة للاتصال بسليمان، أمر مبارك جمال بأن تتم المكالمة أمامه حتى يسمع ما سوف يقوله جمال لسليمان بالحرف الواحد خوفا من أن يقول جمال أي كلام آخر، وحالت حالته النفسية السيئة دون أن يبلغ مبارك قراره بالتنحي لعمر سليمان بنفسه.

* هل تؤيد محاكمة مبارك؟

- نعم أؤيدها تماما سواء على الفساد المالي أو الفساد السياسي، لكن لا داعي إطلاقا لأن يتجه البعض إلى الإهانة الشخصية لاعتبارات إنسانية وصحية كثيرة، وأعتقد أنه لا مانع من إجراء التحقيقات معه في مستشفى شرم الشيخ في ظل حرية تامة لمباشرة التحقيقات.

* عملت مع 3 رؤساء (جمال عبد الناصر، أنور السادات، حسني مبارك)، ما هي أسوأ صفة في كل منهم برأيك؟

- أسوأ ما في جمال عبد الناصر أنه كان شديد الخصومة إذا ما اختصم، ولعل التاريخ يشهد على ذلك في ما لاقاه الرئيس الأسبق محمد نجيب من قسوة وغدر، يضاف إلى ذلك نموذج آخر وهو المرشد العام للإخوان المسلمين الأسبق المستشار الهضيبي الذي تعرض في عهد عبد الناصر إلى التنكيل الشديد والتعذيب في المعتقل، وقد كان رجل علم ودين، وأيضا هزيمة 1967 كانت من أخطاء عبد الناصر حين أغلق المضايق ولم تعرف أجهزته أن أميركا وإسرائيل كانتا تنتظران هذه الفرصة لإعلان الحرب على مصر.

أما السادات فما لفت نظري فيه أنه كان يغلق صفحة كل من ينتهي دوره في مهمة أسندت إليه مهما كان لهذا الرجل من تاريخ وإنجازات، مثل رئيس الوزراء الأسبق عزيز صدقي الذي حصل من روسيا على الأسلحة المهمة التي كانت تحتاجها مصر وهي التي حاربنا بها في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 وعندما اختلف معه أقاله، كما أنه كان يؤمن بأسلوب «الصدمة الكهربائية» في اتخاذ القرار، أي أن يتخذ قرارات مصيرية وحاسمة لا يطلع عليها أحد إلا حين تخرج إلى حيز التنفيذ، مهما سبب هذا الأمر للطرف الآخر من مفاجأة شديدة.

وحسني مبارك كانت أبرز صفاته السيئة العند، وأنه يلقى بمسؤولياته على الآخرين، ولي أن أذكر موقفا شخصيا لي معه، ففي إحدى المرات كنا في زيارة إلى المغرب لمقابلة الملك، وكان مبارك وقتها نائبا للسادات، وبحسب البروتوكول الرسمي فإن مبارك تقدم الوفد لمصافحة العاهل المغربي، وحينما صافح مبارك الملك الحسن شاهدت الملك غاضبا، فاستدعاني مبارك لمصافحة الملك وقال له «هذا هو المسؤول الأول عن غضب جلالتك» وتنصل تماما من المسؤولية، أما غضب جلالة الملك وقتها فكان بسبب إلقائه خطابا رسميا وتحدث في أحد مقتطفاته عن حرب أكتوبر 1973، ولم يشر التلفزيون أو الإذاعة المصرية إلى هذا الخطاب.

* هل تنوي الانضمام إلى أي حزب سياسي في المرحلة المقبلة، رغم أنك لم تفعلها طوال سنوات عمرك السياسي؟

- هناك ضغوط كبيرة علي من بعض الأصدقاء لإنشاء حزب جديد بعد ثورة 25 يناير، وللأمانة الموضوع ما زال بالنسبة لي قيد الدراسة حاليا، وأتصور أنه سيضم في مجلس إدارته شباب 25 يناير، وهذا رغم أنني طوال عمري لم أنضم لأي حزب، حتى عندما كان الانضمام إلى الاتحاد الاشتراكي في عهد عبد الناصر إجباريا، ومع ذلك لم أنضم إليه، بل إنني لم أصوت في أي انتخابات نيابية أو استفتاءات في عهد عبد الناصر أو السادات أو مبارك، لأنني كنت أدرك أنها لن تحرك في الأمور شيئا، لكن الآن الوضع مختلف.

* هل ما زلت عند مقولتك «لعن الله السياسة»؟

- في الحقيقة كنت أقول هذه الجملة حينما يختلط الدين بالسياسة، فالسياسة يجب أن تنفصل عن الدين، لأن السياسة ذات التوجه الديني ستكون سلطتها مطلقة، فيما إذا كان الدين مسيسا فسيخسر الدين حينما يوضع في قوالب سياسية، وقد قلتها تحديدا للإشارة إلى توجه «الإخوان المسلمين» للعمل السياسي، فـ«الإخوان» في بدايتهم كان لهم خطاب أخلاقي رائع، وكنت عضوا معهم لمدة 5 سنوات في المرحلة الإعدادية، ثم تركتهم للأبد.

* كيف ترى وضع «الإخوان المسلمين» الآن؟

- أعتقد أنه من المنطقي أن نترك لهم الفرصة لكي يقدموا ما لديهم ما بعد الثورة، خاصة أن الثورة اليوم أعطت الحرية والديمقراطية لكل من يريد أن يقول كلمته والناس لهم الحكم في النهاية. وعلى مسؤوليتي «الإخوان» ليسوا متشابهين، ويوجد بينهم أناس لديهم وعي ورؤية واضحة.

* لكن البعض يروج لهم بأنهم قوى عظمى وسيكتسحون الانتخابات القادمة؟

- أعتقد أن «الإخوان» عندما يذهبون للانتخابات لن يحصلوا على نسبة أكبر من 20 - 25% من أصوات الناخبين، وليس كما يروج البعض 70% مثلا، وإذا كانت لديهم ميزة أنهم القوى الوحيدة المنظمة في الشارع السياسي، فهذا لم يعد موجودا اليوم. وفي الوقت نفسه لا يمكن تفادي البعد الديني للانتخابات المقبلة في هذه المرحلة، لكن كل ما أتمناه أن تكون هناك كلمة سواء يتفق عليها الجميع، أساسها أنه لا إكراه في الدين، وأن تكون الأولوية لمبدأ المواطنة.

* كيف ترى تنامي التيار السلفي في مصر؟

- أراه أمرا خطيرا، وقد طلبت من شباب 25 يناير أن يتحمل مسؤوليته وأن يقوم بالتصدي إلى التيار السلفي وحماية البلد من الفيضان المتشدد الذي يحاولون به إثارة القلق في الشارع المصري، حتى لو أدى ذلك إلى أن ينزلوا إلى الشارع في مسيرات منظمة بشكل قانوني وحضاري تحمل لافتات بعنوان «لا للسلفيين ونعم لهيبة الدولة»، مع ضرورة المحافظة على نظام الحياة العامة في الشارع المصري، لإقامة السدود أمام سيل الفوضى وضرب الاستقرار الذي يحاول منهج السلفيون العمل عليه.

* لكنهم يتحدثون بلغة الإسلام ويرفعون شعار «إسلامية إسلامية»، فمن الذي يمكن أن يخالف هذا الشعار في بلد إسلامي كبير ونسبه كبيرة من شعبه تعاني من الأمية؟

- عن أي إسلام يتحدثون؟ هل عن إسلام محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لا إكراه في الدين، أم عن إسلام الإمام الغزالي إسلام الوسطية والسماحة، أم حتى عن إسلام الدكتور أحمد الطيب، رجل الدين والعلم واحترام الآخر؟.. أنه إسلام خاص بهم يحمل خطابا متطرفا يريدون به تهديد الناس والدولة.

* لماذا انسحبت من حلقة برنامج «90 دقيقة» مع معتز الدمرداش على قناة «المحور» الفضائية، والتي أقيل الدمرداش بعدها وقيل إن انسحابك كان السبب؟

- لم أكن سببا في إقالة معتز الدمرداش، لكن الخطاب الإعلامي الذي وجهته الحلقة يومها كان السبب في هذا الأمر، وتحديدا تحويل حسن راتب للدمرداش إلى التحقيق، وهو ما رفضه الأخير، الأمر الذي أدى إلى إنهاء التعاقد بينهما، وللعلم كان من المفترض أن أدخل على الهواء بعد استضافة عبود الزمر، لكن الذي حدث أن عبود الزمر أخذ وقتا إضافيا نصف ساعة، ومن ثم كانت ستتم استضافة طارق ابن عمه كذلك، فاضطررت للاعتذار والانسحاب لأن في تعريفي وتعريف القانون والقضاء أن الزمر هذا قاتل، فما كل هذه المساحة الإعلامية التي يأخذها الزمر من قبيل السبق الإعلامي على الرغم من أن هذا يؤثر سلبا على الرأي العام وكأنه بطل قومي؟

* سؤال أخير.. ما سر شربك القهوة مع الليمون؟

- (يقول ضاحكا): في أول لقاء خاص يجمعني بالرئيس جمال عبد الناصر، طلب لنا فنجاني قهوة، فوجدت الساعي يحضر صينية عليها 4 أكواب، فنجانا قهوة، وكوبا عصير ليمون طازج، فتلفت يمينا ويسارا لأعرف من الضيفين الآخرين اللذين سينضمان لنا، فضحك جمال عبد الناصر وقال لي «إنني أشربهما معا هكذا (الليمون أولا علشان يرطب وبعدها القهوة علشان تظبط)».

* علي السمان - درس القانون في جامعة الإسكندرية، وحصل على دكتوراه في القانون وفي العلوم السياسية من جامعة باريس، وهو أمين سر جمعية الإعلام الاقتصادية «أوروبا - مصر»، وعضو في نقابة المحامين في القاهرة، والنائب السابق لرئيس لجنة الأزهر الدائمة من أجل الحوار بين الأديان التوحيدية.

- عمل علي السمان مستشارا للإعلام الخارجي برئاسة الجمهورية في الفترة من حرب أكتوبر 1973 وحتى مفاوضات اتفاق كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1978، حيث عهد إليه بتحقيق نغمة إعلامية مصرية واحدة داخل مصر وخارجها، على أن تتميز بالتوازن والموضوعية في عرض الأمور من دون تهويل أو تهوين، فيما جاءت علاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر من خلال اللقاء الذي أعده بين عبد الناصر والفيلسوف الفرنسي سارتر والكاتبة الوجودية الفرنسية سيمون دي بوفوار عام 1967، كما رشح وزيرا للإعلام في عهد السادات في وزارة الدكتور مصطفى خليل.

- كما شغل السمان مناصب رئيس الاتحاد الدولي لتنمية السلام والحوار بين الثقافات والأديان، والرئيس السابق للجنة الحوار بين الأديان في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف في مصر، وعرف عنه أنه مناضل عريق من أجل التقريب بين الثقافات.

- يشغل السمان حاليا منصب رئيس مؤسسة تحالف الحضارات ومقرها باريس، ولها فرع في القاهرة، وهي مؤسسة ثقافية تعنى بحوار الأديان وتعاليم الإسلام، كما أن لها مقرين في مدريد ونيويورك.