سلفا كير رئيسا لـ4 سنوات والإنجليزية لغة رسمية وأبيي جنوبية.. والحركة تتوعد بنقل الحرب للخرطوم

«الشرق الأوسط» تتحصل على مسودة دستور الحركة.. وخلافات جنوبية متوقعة

TT

اعتمد دستور جمهورية السودان الجنوبي الإنجليزية اللغة الرسمية للدولة الجديدة، وفصل الدين عن الدولة، وقيام نظام حكم علماني يحترم تعدد الأديان والثقافات، بينما منح الدستور رئيس الجنوب الحالي سلفا كير ميارديت فرصة الحكم لمدة 4 سنوات أخرى تبدأ في يوليو (تموز) المقبل.

إلى ذلك، حدد الدستور حدود الجنوب من الشمال وضم أبيي للدولة، كما اتهمت الأمم المتحدة الجيش الجنوبي باختطاف اثنين من موظفي برنامج الغذاء العالمي وإيقاف العمليات بولايتين لأسباب أمنية. وفي نفس الوقت لوحت الحركة الشعبية بنقل الحرب إلى داخل الخرطوم حال تزوير انتخابات ولاية جنوب كردفان المقررة في بداية الشهر المقبل.

وحذر رئيس الحركة الشعبية بشمال السودان ووالي ولاية النيل الأزرق، مالك عقار، من أن الحركة سوف تنقل الحرب إلى الخرطوم حال تحريك دباباتها المنتشرة بالولاية أو تزوير الانتخابات. ويشارك عقار في حملة انتخابية بجنوب كردفان ترشح فيها من المؤتمر الوطني أحمد هارون، ومن الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو لمنصب الوالي. وكان البشير قد هدد بدوره كذلك بنقل الحرب إلى كردفان حال ابتداء الحركة الشعبية لها، وقال: «سوف نخلع الجلابية ونرتدي (الكاكي)»، في إشارة إلى الزي العسكري للجيش السوداني.

إلى ذلك، تحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من مشروع دستور جمهورية السودان الجنوبي الذي سيعلن استقلاله في التاسع من يوليو (تموز) المقبل، ونصت المسودة على اعتماد اللغة الإنجليزية لغة رسمية للدولة الوليدة دون الإشارة إلى اللغة العربية التي يتحدثها ملايين بالجنوب، لكن المسودة أشارت إلى لغات أخرى اعتبرتها قومية ومعترفا بها مع العمل الرسمي بالإنجليزية، ونص الدستور على فصل الدين من الدولة واحترام الأديان والثقافات واعتماد التشريعات على الدستور والأعراف والتقاليد بعد تضمينه وثيقة حقوق حول الحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان. وحدد الدستور كذلك المواطنة ومنح الجنسية لكل من يولد من أم أو أب جنوبي، مع منح الجنسية بالتجنس لآخرين وفقا للقانون، بما في ذلك الشماليون. وأتاح الدستور كذلك الاحتفاظ بالجنسية الجنوبية مع أي جنسية أخرى.

إلى ذلك، اعتمد الدستور منطقة أبيي المتنازع عليها مع الشمال ضمن الحدود الجنوبية، وأشار إلى أن الدولة يحدها من الشمال السودان، ومن الشرق إثيوبيا، ومن الجنوب كينيا وأوغندا ومن الجنوب الغربي الكونغو ومن الغرب أفريقيا الوسطى. ويتوقع أن يعتمد الجنوب النسر الكاسر رمزا له، بينما يتخذ الشمال صقر الجديان. وأكد الدستور أن سلفا كير ميارديت سوف يستمر في رئاسة الجنوب لمدة 4 سنوات تبدأ في التاسع من يوليو المقبل. ويتوقع أن يثير الدستور خلافات كبيرة بين الجنوبيين بسبب اللغة وفترة حكم سلفا كير، وخلوه من منصب رئيس الوزراء، والاعتماد على النظام الرئاسي.

ومن جهة أخرى، قتل أحد العاملين بالبرنامج في كمين في ولاية جونقلي هذا الأسبوع، مما أجبر البرنامج على وقف المساعدات في 7 من 11 منطقة في الولاية التي تشهد اشتباكات بين الجيش ومتمردين، وسيؤدي وقف المساعدات إلى انقطاع الحصص الغذائية عن نحو 235 ألف شخص. ويقول محللون إن العنف يهدد بتحويل الجنوب إلى دولة فاشلة، وزعزعة استقرار المنطقة.