أكد رئيس القائمة العراقية إياد علاوي «أن العراق يمر الآن بأزمة سياسية حقيقية تتطلب العودة إلى الاتفاقات التي وقعتها القوى السياسية العراقية في إطار مبادرة الزعيم الكردي مسعود بارزاني التي لم تنفذ منها نقطة واحدة، خاصة أن الأمور أصبحت معطلة حاليا وهناك المزيد من التراجع في الوضع الأمني والاقتصادي والخدمي»، مشيرا إلى «أن الأمور لم تعد مقبولة، فإما الخروج من الأزمة بالعودة إلى ما تم الاتفاق عليه في أربيل، أو إجراء انتخابات مبكرة لكي تحسم الأمور باتجاه الأغلبية والأقلية وفق السياقات المعهودة بالديمقراطيات في العالم».
وقال علاوي في تصريح خص به «الشرق الأوسط» على هامش زيارة قصيرة قام بها إلى إقليم كردستان، أمس، للقاء وفد من الاتحاد الأوروبي «قبل أسبوع تباحثت مع الأخ مسعود بارزاني حول الأزمة السياسية بالعراق في إطار مبادرته التي كانت مبادرة وطنية مهمة تتركز حول الشراكة الوطنية، والتي أجرينا نحن القوى السياسية العراقية في إطارها مناقشات مطولة ومعمقة باجتماع أربيل والتي انتهت بالاتفاق على 9 محاور أساسية لتحقيق تلك الشراكة، لكن للأسف لم يتحقق أي تقدم في تنفيذ تلك المحاور التسعة، ولم نلمس من الأطراف الموقعة على تلك الاتفاقيات ولو خطوة واحدة باتجاه الالتزام بها، ولذلك بعثت برسالة إلى الأخ مسعود بارزاني والتقيته أيضا الأسبوع الماضي في محاولة لإعادة الحديث في تلك المبادرة الكريمة والسعي لتفعيلها، لأن الأمور أصبحت معطلة حاليا بالبلد، وهناك المزيد من التراجع في الوضع الأمني والاقتصادي والخدمي، فمبادرة بارزاني هي التي حركت الأجواء أثناء الأزمة السابقة حول تشكيل الحكومة، وتمت الاتفاقات في إطارها، ولكن لحد الآن ورغم مرور أكثر من سنة لم تنفذ أي نقطة من تلك الاتفاقات، وحان الوقت لنجلس معا ونتناقش حول أسباب عدم تنفيذ النقاط المتفق عليها ومن المسؤول عنها، أو أن نعلن بأن تلك الاتفاقيات قد ماتت وانتهت وبالتالي نلجأ إلى أساليب أخرى، هذه الأمور يجب أن توضح، وقد أجريت مباحثات مع الأخ مسعود والأستاذ برهم صالح وقيادات أخرى بالإقليم بهذا الشأن وكان الكل متفقين حول ضرورة معاودة الحديث والحوار والبحث عن سبل الالتزام بما تم الاتفاق عليه».
وحول ما إذا كانت الأمور قد وصلت إلى حد وصفها بأزمة سياسية بالعراق، قال علاوي «بالتأكيد هناك أزمة سياسية بالبلد، فعلى الجانب السياسي لم يتجسد مبدأ الشراكة الحقيقية كما اتفقنا عليها، ومن الناحية الأمنية هناك تراجع أمني خطير فخلال 16 يوما تم اغتيال 81 شخصا بمسدسات كاتمة للصوت، المشكلات والخلافات بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان ما زالت معلقة، وهناك توترات واضحة بين الحكومة وبقية المحافظات، حتى الحقائب الأمنية لم تحسم بعد رغم مرور فترة طويلة على تشكيل الحكومة التي باتت تخلو من أكثر من سنة من أهم الوزراء الأمنيين رغم أننا مقدمون على مناقشة وحسم الاتفاقات الأمنية مع الجانب الأميركي واتخاذ القرار اللازم بشأن تمديدها أو رفضها، هذا الأمور بمجملها تعكس وجود أزمة حقيقية بالبلد، فإما أن تعالج الأمور بشكل سريع وفعال وعلى أسس واضحة، وإما أن تنظم انتخابات مبكرة لكي نتمكن على الأقل من حسم الأمور باتجاه الأغلبية والأقلية وفقا للسياقات الديمقراطية في العالم، فمن غير الممكن الإبقاء على هذه القضايا من دون أن توضع لها لحلول وفق ما اتفقت عليها القوى السياسية العراقية بإطار مبادرة الإخوة في كردستان».
وحول مدى الحاجة إلى تدخل بارزاني لتفعيل مبادرته أو البحث عن معالجات أخرى للأزمة الراهنة، قال علاوي «بالطبع هناك حاجة ملحة لتدخل الأخ بارزاني وهو صاحب المبادرة الكريمة التي أخرجت العراق من أزمته السياسية في تلك الفترة وذلك للتباحث مع القوى السياسية العراقية لتحديد مصير تلك الاتفاقيات وبالتالي وضع النقاط على الحروف، لأن الوضع الحالي لا يحتمل المزيد من التدهور السياسي والأمني والاقتصادي في البلد».