تغييرات طاقم أوباما تهدف لسد الفجوة بين العسكري والأمني

مسؤول في البيت الأبيض: الرئيس فكر بعمق في الترشيحات والعملية دامت شهورا

TT

بعد مرور عشرة أعوام من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة، سيكون طاقم الأمن الأميركي مشكلا من قادة مدنين وعسكريين شاركوا في عقد من حربين في أفغانستان والعراق وحرب أوسع «ضد الإرهاب». وبإعلانه الرسمي لتغييرات شاسعة في إدارته، يستعد الرئيس باراك أوباما لتغييرات شاسعة في الصف الأمامي في وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بهدف تقوية فريق الأمن القومي الأميركي. وبينما الحرب في أفغانستان ما زالت الأولوية للرئيس الأميركي الذي أجرى اجتماعه الشهري حول أفغانستان وباكستان هذا الأسبوع، هناك جهود لجعل التعاون بين الجيش ودوائر الاستخبارات أكثر سلاسة.

وبتولي الجنرال ديفيد بترايوس، قائد قوات «الناتو» والقوات الأميركية في أفغانستان، إدارة «سي آي إيه» مع انتقال مدير الوكالة الحالي إلى وزارة الدفاع ليصبح وزير الدفاع، يتوقع أن توثق الخطوة أواصر التعاون بين المؤسسة العسكرية الأميركية ودوائر الاستخبارات الأميركية. وخلال الأشهر السابقة، قدم بترايوس تقييما إيجابيا للحرب في أفغانستان، ومعه وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس، بينما كانت وكالة الاستخبارات تظهر تشكيكها في التطورات الأمنية في أفغانستان ومخاوفها من تراجع الجهود الحربية. وكان من المرتقب أن يعلن أوباما، مساء، عن هذه التعيينات، رسميا، التي تشمل إعادة السفير الأميركي السابق للعراق ريان كروكر إلى السلك الدبلوماسي بتعيينه سفيرا لأفغانستان، عصر أمس من البيت الأبيض. وبإعلانه تعيين بانيتا خلفا لغيتس، حل أحد الألغاز في واشنطن حول التغييرات الأساسية في الإدارة الأميركية. إلا أنه لم يتكشف بعد اسم الشخصية التي يعتزم أوباما اختيارها ليحل محل وزيرة الخارجية الأميركية الحالية هيلاري كلينتون التي أعلنت أنها لا تريد البقاء في منصبها في حال فاز أوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وبينما ما زالت هوية المرشحين لمنصب وزير الخارجية المقبل غير معلومة، من المتوقع أن تواصل كلينتون عملها حتى نهاية ولاية أوباما الرئاسية الحالية نهاية عام 2012. ويذكر أن تلك التعيينات هي في الواقع ترشيحات سيكون على مجلس الشيوخ الأميركي الموافقة عليها قبل أن تصبح تعيينات فعلية. وبعد أن أبلغ بانيتا الرئيس الأميركي ليل الاثنين موافقته على تولي منصب وزير الدفاع ليحل محل غيتس مع استقالة غيتس المرتقبة في 30 يونيو (حزيران) المقبل، قرر البيت الأبيض اتخاذ الإجراءات اللازمة للإعلان عن التغييرات في المناصب الرفيعة. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن «هذه عملية استمرت أشهرا طويلة، حيث فكر الرئيس بعمق بكل الترشيحات التي يقوم بها». وستكون المهمة الأولى أمام بانيتا تخفيض الإنفاق العام لوزارة الدفاع الأميركية مع تصاعد المطالبة بخفض الإنفاق العسكري في الولايات المتحدة الذي يشكل 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي. وأما بترايوس، فسيكون عليه توثيق مكانة الجيش وعلاقته بالدوائر الاستخباراتية خاصة أن «سي إن إن» وسعت دورها في العمليات في أفغانستان وباكستان. ولكن لن يتولى بترايوس مهامه الجديدة إلى حين سبتمبر المقبل، عندما سيتولى الجنرال جون ألن قيادة القوات الأجنبية في أفغانستان. وخلال الأشهر المقبلة، يتعين على بترايوس إحداث تقدم في الجبهة العسكرية قبل بدء فصل الشتاء الذي يعطل المعارك عادة في أفغانستان. من جهة أخرى، بدأ المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان جولة مهمة لحلفاء الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب أمس لشرح التغييرات في الشخصيات الأمنية في البلاد بالإضافة إلى الاستراتيجية الأميركية في مكافحة التطرف وتحقيق التقدم في الحرب في أفغانستان. وتوجه إلى باكستان والهند وأفغانستان والسعودية، وكان من اللافت طريقة الإعلان عن التغييرات الجوهرية في الإدارة، حيث تم تسريب المعلومات لعدد قليل من الصحافيين الأميركيين قبل 4 أيام وتم نشرها في الصحف الأميركية، أول من أمس، ليقدم بعدها البيت الأبيض إيجازا للصحافيين، مساء أول من أمس، حول تفاصيل الإعلان المرتقب لأوباما. وحرصت الإدارة الأميركية على إذاعة معلومات التغييرات تدريجيا بهدف توعية الشعب الأميركي عن هذه التغييرات بالإضافة إلى أخذ ردود الفعل في الأوساط الإعلامية والسياسية في عين الاعتبار.